تمكّن المنتخب الوطني من العودة الى سكة الانتصارات من خلال الفوز الذي حققه في المباراة الودية على نظيره من افريقيا الوسطى، حيث أن المحطة مهمة للغاية من الناحية المعنوية، بعد سلسلة من الإخفاقات التي أثرت كثيرا على الجو العام لـ»الخضر» منذ عدة أشهر.
بالرغم من أن التحاليل الفنية غابت بصفة مركزة بعد هذه المباراة بعد «حادثة الندوة الصحفية»، إلا أنه من المنطقي أن ينصب الحديث على «التحوّل» النوعي الذي سجّله الفريق الوطني في هذه الانطلاقة للناخب الوطني الجديد وباعتراف اللاعبين أنفسهم.
فالتحدي كان كبيرا بالنسبة لصاحب «الكعب الذهبي» الذي ورث وضعية «كارثية» بعد إقصاء المنتخب الوطني من المونديال وتدني مستوى الأداء لدى العديد من اللاعبين، ووجود إصابات لعناصر أساسية في التشكيلة الوطنية.
العودة إلى ملعب 5 جويلية .. خطوة كبيرة
والى جانب كل هذا، فإن ماجر اختار أن تكون مباراة إفريقيا الوسطى بملعب 5 جويلية الذي يحاول أغلب المدربين الذين تعاقبوا على رأس «الخضر» تفاديه، لا سيما في السنوات الأخيرة ...
فقد كانت العديد من النقاط التي أراد الطاقم الفني الجديد العمل بها «لتجسيد» النظرة الجديدة في المنتخب الوطني، والتي ترافقها ضرورة إعطاء الفرصة للاعبين المحليين الذين بإمكانهم تقديم الكثير للفريق الوطني.
و في ظل هذا «الديكور» يمكننا وضع الكثير من الأشياء الايجابية التي ظهرت في الخرجتين (نيجيريا وإفريقيا الوسطى) ، والتي تمكننا من النظر إلى مستقبل الفريق الوطني بتفاؤل، خاصة وأن الناخب الوطني كرر عدة مرات، قائلا: «ينتظرنا عمل كبير للوصول الى مستوى مرموق» .
فالنقطة التي لا بد من التركيز عليها في هذه المرحلة تخص «تكسير الحاجز البسيكولوجي» الذي عان منه الفريق الوطني، حيث أن الفوز بثلاثية كاملة أمام منتخب إفريقيا الوسطى (و لو أنه ليس في مستوى كبير)، إلا أن ذلك مفيد للاعبين والطاقم الفني الذين بإمكانهم النظر للمحطات المستقبلية في ظروف معنوية مناسبة .. والكل التمس الحماس الذي لعب به الفريق في المباراة الأخيرة و»البهجة» التي ظهرت على وجوه اللاعبين عند تسجيل الأهداف، خاصة بالنسبة للهداف سليماني، الذي «صام» عن التهديف منذ فترة طويلة، لكنه استطاع أن يوقع الهدف الثالث، رغم الانتقادات التي عان منها طيلة اللقاء .
خطّ الدفاع ما زال يعاني من غياب الانسجام
والحديث عن النقاط الايجابية، لا يعني أن الفريق الوطني حقق انجازا كبيرا وكان في المستوى على كل الأصعدة، وإنما ظهرت نقاط لا بد من التعمق فيها بشكل كبير من أجل إيجاد الحلول الضرورية، لا سيما في الدفاع الذي يبقى «النقطة السوداء» ضمن التشكيلة الوطنية منذ فترة كبيرة.
فقد غابت «المنظومة الدفاعية الصلبة» منذ عدة أشهر حيث كلف ذلك إجراء تغييرات متكررة للتعداد على مستوى الدفاع، الأمر الذي أفقد هذا الخط توازنه وأثّر بشكل كبير على نتائج الفريق الوطني .. وخلال مباراة إفريقيا الوسطى لاحظنا أن محور الدفاع لم يعط «الثقة الكاملة» لبقية الخطوط في بعض محاولات الفريق المنافس.
ويمكن القول إن الطاقم الفني الجديد لم تكن لديه حلولا سهلة من خلال وجود العديد من اللاعبين المصابين في مناصب حساسة في هذه المنطقة، على غرار غولام، عطال، بن سبعيني .. الذين يعدّون أساسيين.. الى جانب الثنائي تايدار وبن طالب الذي لديه دور تغطية الوسط الدفاعي ومساعدة خط الدفاع في منظومة متجانسة.
ورشة حقيقية...
و ظهر أن الفريق الوطني يعتبر حاليا «ورشة حقيقية» من أجل الوصول إلى إيجاد الحلول المناسبة من خلال عمل في «العمق» حيث أن الموعدين السابقين (نيجيريا وإفريقيا الوسطى) قدما للطاقم الفني صورة عن حالة اللاعبين الحالية، خاصة وأن ماجر أعطى الفرصة لأكبر عدد ممكن من العناصر ..
فالوضعية المعنوية للمنتخب الوطني تسمح للطاقم الفني واستراتيجية مستقبلية التي ترتكز على عدد من النقاط، وكان الناخب الوطني قد قال أن العمل الأساسي سيبدأ بعد المقابلتين المذكورتين سابقا .. وبالتالي من الممكن جدا أن يتم استدعاء لاعبين أخرين خلال التربصات القادمة، بالرغم من أن الموعد الرسمي القادم سيكون في مارس 2018، بمباراة غامبيا في اطار تصفيات كأس افريقيا للأمم، حيث أن الطاقم الفني سيعتمد على تربصات شهرية مع اللاعبين المحليين لمحاولة الاستفادة من خدمات البعض منهم في المواعيد الرسمية.