طباعة هذه الصفحة

زمـان...يا زمان

علي فرقاني.. اللاّعب «المهندس»

بقلم: حامد حمور
17 نوفمبر 2017

يبقى اسم علي فرقاني مرتبطا بقائمة اللاّعبين الموهوبين، الذين تمكّنوا من النّجاح في مسارهم في كرة القدم، وبالمقابل واصلوا دراساتهم العليا بنفس درجة النجاح، حيث أصبح مهندسا كونه وفّق في تسيير
«المهمّتين» رغم صعوبة «المأمورية» من حيث تسيير الوقت ومتطلّبات
«المستوى العالي» في كرة القدم.
وكتب فرقاني مسيرته الكروية بأحرف من ذهب، وحقّق إنجازات كبيرة مع نصر حسين داي وشبيبة القبائل، بالإضافة إلى تواجده بصفة مستمرّة مع المنتخب الوطني لسنوات طويلة، حيث كان ضمن «الجيل الذهبي للمنتخب الوطني» في الثمانينات.
ويتّفق الجميع على أنّ فرقاني كان مهندسا فوق الميدان بنفس الدرجة التي كان فيها خارج المستطيل الأخضر، وكان قائدا في الأندية التي لعب فيها وكذا المنتخب الوطني، حتى أنّ العديد من اللاّعبين القدامى الذين لعبوا بجانبه حدّثونا بشأنه وأكّدوا لنا: «أنّه المدرب الثّاني لنا فوق الميدان»، وهذا بفضل رزانته وحنكته، إلى جانب الإمكانيات الفنية المعتبرة التي يتمتّع بها.
وقد أعطى هذا اللاعب طابعا مميّزا لرقم (8) في الرسم التكتيكي، الذي كان غالبا في ثمانينات القرن الماضي يتموقع كلاعب أساسي في خطة 4 – 3 – 3، من خلال مشاركته الكبيرة في كل مراحل اللعب ممّا يعطيه حجما كبيرا في حصيلة أي مباراة بالنسبة لفريقه بداية من الوسط الدفاعي الى غاية الهجوم.
 ولد علي فرقاني يوم 21 سبتمبر 1952 بأونايغ (فرنسا)، حيث بدأ مسيرته الكروية مع نصر حسين داي، الذي كان يعتبر مدرسة حقيقية في عام 1969، ومكث بهذا الفريق لمدة 10 سنوات كاملة، وتألّق بشكل كبير مع النصرية التي كانت تضم أسماء «رنّانة» على غرار زرابي، إيغيل، عكاك، قنون...وفاز فرقاني بكأس الجزائر 1979 بعد أن كان قد وصل إلى نهائي نفس المنافسة عام 1977.
وانتقل فرقاني في عام 1979 إلى فريق شبيبة القبائل التي بدأ معها مشوارا مميّزا والمعروف بـ «جامبو جات»، حيث توالت الانتصارات من خلال تتويجه بـ 5 ألقاب للبطولة الوطنية (1980 – 1982 – 1983 – 1985 – 1986)، ونال كأس إفريقيا للأندية البطلة 1981، كأس الجزائر 1986 وكأس إفريقيا الممتازة 1982.
وضمن الفريق الوطني كانت الفترة «جميلة جدا»، حيث شارك في أول مونديال للجزائر عام 1982 بإسبانيا، وكان قائدا لـ «الخضر»، وقبل ذلك توّج بالميدالية الذهبية للألعاب الافريقية 1978 والميدالية البرونزية للألعاب المتوسطية 1979، وتوقّفت مسيرته كلاعب في الفريق الوطني عام 1986 أين لعب 64 مباراة دولية، ثم اعتزل مع ناديه شبيبة القبائل عام 1987.
وتحوّل فرقاني إلى عالم التّدريب، والذي بدأه بنجاح كبير بنفس درجة نجاحه كلاعب، حيث عيّـن مدرّبا مساعدا للرّاحل عبد الحميد كرمالي في الفريق الوطني، والذي نال معه لقب كأس إفريقيا للأمم 1990 بالجزائر، كما توّج في نفس السنة مع فريق شبيبة القبائل كمدرب رئيسي بكأس إفريقيا للأندية البطلة.
وخاض فرقاني العديد من التجارب على مستوى الأندية بالجزائر
وتونس، كما أشرف مرة ثانية على العارضة الفنية للمنتخب الوطني بين سنتي 1995 و1996.
ويترأّس علي فرقاني منذ عام 2009 ودادية اللاعبين الدوليين القدامى، حيث تمّ تجديد الثّقة فيه لعهدة جديدة في بداية السنة الجارية.