طباعة هذه الصفحة

مُخرجها أعرب عن أملـه في تقـديم عــرض مشرّف

«كارت بوسطـال» تمثّـل الجزائــر فـي مهرجــان الأردن المسرحـي

أسامة إفراح

احتضن المسرح الوطني الجزائري محيي الدين بشتارزي، أول أمس الثلاثاء، ندوة صحفية نشطها قادة شلابي مخرج مسرحية «كارت بوسطال»، بمناسبة تمثيل هذه الأخيرة للجزائر في الدورة الـ24 لمهرجان الأردن المسرحي، التي انطلقت فعالياتها بمشاركة ستّ دول عربية. وينتظر أن تعرض مسرحية «كارت بوسطال»، التي أنتجها مسرح معسكر الجهوي، يوم الأحد المقبل بالعاصمة الأردنية عمّان، وهي التي عُرضت الإثنين والثلاثاء الماضيين بالمسرح الوطني.
تميل مسرحية «كارت بوسطال» (البطاقة البريدية) إلى نوع الدراما الكوميدية، مع اقترابها أكثر إلى الميلودراما في بعض المشاهد. كتب نصها فتحي كافي، مقتبسا إياها عن «الفالوزج» لمحمد بورحلة، أما السينوغرافيا فهي لحمزة جاب الله.
وعن فحوى المسرحية، يقول مخرجها قادة شلابي إنها «تحكي قصة شخص ثري (قدّور الماركانتي) يبحث عن الكسب بكل السبل الشرعية وغير الشرعية». وفي السابق، فقد قدّور زوجته بسبب مرض ولم يكن لديه الإمكانيات المادية لكي يعالجها، ثم جاءته الفرصة ليصير غنيا، وليعوض الحرمان الذي كان يعانيه، وهكذا صار يجمع المال بأي طريقة.
ويضيف شلابي: «شيئا فشيئا وجد قدّور نفسه مع أشخاص من طبقة معينة، أشخاص أثرياء وذوي نفوذ، وصار يقلدهم رغم أنه ليس من صنفهم، ووصل به الأمر إلى تغيير اسمه».
ويحيط بهذا الثري خدم يقوم على شؤون المنزل، أما مستشاره فهو جامعي ومثقف، «قبل بالعمل لدى سي قدور كونه يكسب معه أضعاف ما يكسبه في مكان آخر»، يقول المخرج، مضيفا بأن «علاقة سي قدور الماركانتي مع ابنته «سوسو» سيئة جدا، فهو لا يحسن التعامل معها، ويحسب أن المال هو الطريقة الوحيدة المثلى لتربية ابنته وإشباع حاجياتها، وإسعادها، بالمقابل، لم تكن ابنته تبحث سوى على لحظة حنان بسيطة مع والدها، وهو ما لم يستطع توفيره لها».
في الأخير، تصاب الابنة بنفس المرض الذي أصاب والدتها من قبل، وهو ما دفعها إلى هجران والدها، وهكذا، يفهم سي قدور أن المال وحده لا ينفع، ولا يغير في الأمر شيئا، وأنه لم يجعله يحصل على السعادة التي كان يصبو إليها.
سألنا المخرج عن دلالة العنوان «كارت بوسطال» (البطاقة البريدية) وسبب اختياره في عصر الرقمية التي تكاد تندثر فيه البطاقات البريدية، فقال: «جيل اليوم لا يعرف جمالية البطاقة البريدية وقيمتها في حياة المرء، وفي نصّ المسرحية، إذا ما ركزنا جيدا، نجد بأن البطاقة البريدية لا تمثل الصورة فقط، بل الكلام الذي كُتب على ظهرها، تلك اللحظة القصيرة أين تجلس مع ذاتك وتتذكر أي شخص مقرّب وعزيز، وتكتب له تلك الكلمات، ما يدلّ على أنك فكّرت به وخصصت له من وقتك، وهو ما لا نعيشه في عصر الرسائل الهاتفية القصيرة ومواقع التواصل الاجتماعي، التي صحيح أنها قد تسمح لك بالتواصل مع والدك وزوجتك وابنتك وصديقك في نفس الوقت، ولكنك بذلك تكون قد قمت بتقسيم مشاعرك على عشرات الأشخاص، فهل خصصت لهم عقلك وفكرك في نفس الوقت؟».
أما عن تطلعاته بخصوص المشاركة في مهرجان الأردن المسرحي، يقول شلابي: «آمل أن نقدم عرضا جيدا نمثل به الجزائر كما يجب». وعن سؤالنا بخصوص تعديل النص أو ملاءمته خاصة المقاطع باللغة الفرنسية، على قلّتها، فأجاب: «من أجل المشاركة أرسلنا إلى منظمي المهرجان قرصا مضغوطا، وقد شاهدوا العرض باللغة التي قدّم بها، وقاموا باختياره من بين العديد من العروض الأخرى.. قد نقوم بالاشتغال على بعض الكلمات بالفرنسية، ولكننا لن نغير الشيء الكبير في العرض».