ماجر: «سعيد بالنّتيجة وبأداء لاعبينا»
حقّق المنتخب الوطني فوزا عريضا على ضيفه إفريقيا الوسطى بثلاثية نظيفة، في المباراة الودية التي احتضنها ملعب 5 جويلية الأولمبي، الذي أعاد فتح أبوابه بمناسبة هذا اللقاء بعدما تمّ غلقه لمدة 45 يوما بسبب إعادة تأهيل أرضية ميدان الملعب الاولمبي التي تضرّرت في الصائفة الماضية.
مباراة الثلاثاء أعادت «الخضر» إلى أجواء الانتصارات التي فارقتها طويلا بدليل أنّها لم تسجّل أي انتصار خلال التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2018 بروسيا وحصدت منها نقطتين، ليتمكّن الطاقم الفني الجديد بقيادة المدرب «رابح ماجر» من إعادة الروح للمنتخب ولو أمام منتخب متواضع.
المباراة عرفت تألّق الهدّاف الجديد للمنتخب الوطني لاعب نادي بورتو ياسين براهيمي، الذي تمكّن من إضافة ثنائية في رصيده في هذا اللقاء، بالغا هدفه الـ 11 منذ تقمّصه الألوان الوطنية في الـ 26 مارس من سنة 2013.
كما شهد اللقاء حدثا مهما بعودة هداف المنتخب الوطني إسلام سليماني إلى التسجيل بعد «صيام» طال منذ نهائيات كأس أمم إفريقيا بالغابون، وفك العقدة بعد تمريرة على طبق من البديل بونجاح مسجّلا بذلك هدفه السادس والعشرين، ومحطّما رقم مدربه المساعد جمال مناد صاحب الـ 25 هدفا.
حصيلة المنتخب الوطني بقيادة المدرب ماجر تبقى جد ايجابية في خرجتيه الأوليتين على رأس العارضة الفنية للمنتخب، بعدما سجّل المنتخب الوطني 4 أهداف في مواجهتين وتلقّى هدفا وحيدا في لقاءين، ليعيد الاستقرار للخط الخلفي ويحرّر المهاجمين الذين كانوا يعانون من عقدة خلال أزيد من سنة كاملة، لكن يبقى أمامه الآن عمل كبير من أجل وضع لمسته، وفرض أسلوب لعب جديد يتماشى مع ما يملكه من لاعبين في المنتخب الوطني.
المباراة أيضا كانت عنوانا لتسجيل أول انتصار لماجر على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني بعدما تعادل في لقاءه الأول أمام المنتخب النيجيري في إطار الجولة الختامية من التصفيات المؤهلة لكأس العالم بروسيا، وفي هذا الصدد قال: «هناك أناس يحترفون دائما مهنة تحريف أقوالي منذ وصولي على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني، وأتمنى أن لا يكرّر ذلك، أنا سعيد جدا بما قدّمه اللاعبون فوق أرضية الميدان، شاهدنا منتخبنا الوطني بوجه جديد لعب بالقلب، كنّا جد أقوياء من الناحية التكتيكية ولعبنا أفضل من الضيوف، تمركزنا جيدا فوق الميدان وفرضنا نسقنا منذ البداية، صحيح أنّنا لم ندخل اللقاء جيدا وصادفتنا بعض المشاكل خصوصا في المرحلة الأولى لكن مع مرور الدقائق تحرّرنا ضد منتخب قاوم جيدا وكان في المستوى، وانتشر جيدا فوق أرضية الميدان، وحتى من الناحية البدنية بقي صامدا إلى غاية نهاية المواجهة».
وأضاف: «منتخب إفريقيا الوسطى ليس بالمنتخب السهل، عملنا جيدا فوق الميدان، وكنّا نحاول العبور دائما عبر الأجنحة وتارة عبر مجهودات فردية، وأقحمنا بونجاح الذي جلب الإضافة بعد دخوله، الأمور سارت كما كنّا نريدها، سجلنا 3 أهداف كاملة ومنذ مدة لم نشاهد المنتخب الوطني يفوز بنتيجة عريضة في ملعب يسمى بـ «المحكمة»، حقّقنا انطلاقة جيدة، أهنّئ اللاعبين بهذا الفوز، لكن ما زال هناك عمل كبير بانتظارنا».
«منحنا الفرصة لكل اللاّعبين تقريبا»
وبخصوص الورشة التي تحدّث عنها الناخب الوطني في الندوة الصحفية الماضية، أكّد بأنّها ستنطلق بداية الأيام القليلة المقبلة في العمل الجدي، وتحدّث «في المباراة الأولى لعبنا مواجهة قوية أمام منتخب نيجيري متأهل إلى نهائيات كأس العالم، منتخبنا كان مريضا منذ فترة طويلة جدا وكنا نسجل الهزائم هنا في الجزائر أمام منتخب زامبيا، شاهدنا عودة الروح القتالية للاعبين التي كانت غائبة وأمام إفريقيا الوسطى لعبنا بأناقة، لأنّنا قمنا بكل شيء وفوزنا كان عريضا ومن شأنه أن يرفع المعنويات، وأعتقد بأن هذا المنتخب يستحق كل التقدير، أداء ونتيجة، اليوم سيسكت كل المشكّكين، والعمل الجدي سينطلق بداية من الغد».
وعن التّغييرات التي قام بها وتجريبه لأكبر عدد ممكن من اللاعبين، قال: «في السّابق كنّا نجلب اللاعبين ولا نجرّبهم، منحنا الفرصة لكل اللاعبين تقريبا أمام نيجيريا وإفريقي الوسطى، أعطيت الفرصة لغالبية اللاعبين ولم يسعني الوقت للأسف لتجريب زيتي وبن غيث، لكن لديّ فكرة عامة عن اللاعبين الذين استدعيتهم لهذا التربص».
ماجر تحدّث في النّدوة الصّحفية عن النهج التكتيكي الذي لعب به أمام نيجيريا وإفريقيا الوسطى، حيث أكّد بأنّه اختار اللعب في اللقاءين بخطة (4 - 5 - 1) منذ البداية بسبب أهمية المواجهتين بالنسبة للمنتخب الوطني، موضحا بأنّه كان متخوّفا من قوة المنتخب النيجيري، ولكن عندما تأكّد بأنّ المنتخب يمكنه أن يقلق نيجيريا أشرك بونجاح ولعب بخطة (4 - 4 - 2)، ونفس الأمر الذي قام به أمام إفريقيا الوسطى.
وجدّد النّاخب الوطني بأنّ قضية الملعب لا تشكّل بالنسبة له أي مشكل، بدليل أنه تمكن من تحقيق أول فوز مع المنتخب في ملعب 5 جويلية الأولمبي، موضحا بأنّه يمكنه المواصلة فيه أو الاستقبال في حملاوي أو حتى العودة إلى «تشاكر»، ولم لا اللعب في الملعب الجديد لمدينة وهران الذي سيفتح أبوابه قريبا، معلّلا بأنّ اللاعبين سيحضرون لكأس أمم إفريقيا 2019، وعليهم التعود على اللعب في كل الملاعب والظروف.
أمّا عن قضية المحضّر البدني التي أسالت الكثير من الحبر، قال بشأنها ماجر: «طالبت من الاتحادية الجزائرية انتداب محضّر بدني، لكنها في الظرف الحالي لم تجد الرجل المناسب، ومتأكّد من أنّها ستجد الحل قريبا».
وعن الجمهور الذي انتقد خياراته وبعض اللاعبين، قال: «الجمهور من حقّه أن ينتقد لأنّه يحب أن يشاهد منتخبه دائما في أحسن مستوياته، وانتقاد الجمهور مهما كان لن يؤثّر فينا، لكن ما يقلقنا هو انتقادات من كانوا ينتظرون بشغف انهزامنا اليوم..لكن الحمد لله تمكنا من الفوز».