طباعة هذه الصفحة

عون:

التسوية السياسية لا تزال قائمة

إجماع بين كل الطوائف اللبنانية على بقاء الحريري في منصبه

نقل زوار الرئيس اللبناني ميشال عون عنه قوله إن الحملة الوطنية والدبلوماسية من أجل جلاء وضع رئيس الحكومة سعد الحريري وعودته؛ قد أعطت نتائج إيجابية، وسط دعوة فرنسية لعدم التدخل ونفي إيراني لاتهامات الحريري.
كما نقلوا عن عون حديثه عن ثلاث ملاحظات إيجابية تكونت لديه في أعقاب ما أعلنه الحريري، أمس الأول، تمثلت في ارتياح لموقفه الميثاقي والدستوري في موضوع الاستقالة، وإعلانه وجوب تقديمها لرئيس الجمهورية في لبنان.
والملاحظة الثانية تتعلق بتأكيد الحريري أن التسوية السياسية لا تزال قائمة، وأنه حريص على العلاقة السياسية والشخصية مع رئيس الجمهورية، بينما تمثلت الملاحظة الإيجابية الثالثة - وفق ما نقل عن عون - في حديث الحريري عن تركه الأبواب مفتوحة، بما في ذلك إمكانية العودة عن استقالته.
وفي تغريدة له على تويتر، قال عون «سررت بإعلان الحريري عن قرب عودته إلى لبنان، وعندها سنطّلع منه على كافة الظروف والمواضيع والهواجس التي تحتاج إلى معالجة».
أما رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع فقال - في تغريدة له على تويتر - إنه ما زال بالإمكان إنقاذ التسوية إذا التزمت الحكومة بالنأي بالنفس، خاصة انسحاب حزب الله من سوريا ومن أزمات المنطقة.
وكان الحريري قال أمس الأول في مقابلة تلفزيونية - في أول حديث إعلامي منذ إعلانه الاستقالة في الرابع من نوفمبر الجاري - إنه سيعود إلى لبنان قريبا جدا، وسينفذ الإجراءات الدستورية الخاصة باستقالته.
وأكد الحريري أنه هو من كتب استقالته بيده، وأنه حرٌّ في السعودية، موضحا أنه أقدم على هذه الخطوة ليحدث صحوة بشأن خطورة الوضع في لبنان.
واشترط أن تلتزم كل الأطراف السياسية اللبنانية بمبدأ النأي بالنفس، ليبدأ محادثات معها عند عودته.
أكد مفتي لبنان، الشيخ عبد اللطيف دريان، أن هناك إجماعًا من جميع الطوائف المسلمة والمسيحية على ضرورة بقاء رئيس الوزراء المستقيل سعد الحريري في منصبه.
وشدد المفتي، خلال استقباله أمس الإثنين وفدًا من مدينة صيدا عاصمة الجنوب اللبناني ومسقط رأس عائلة الحريري، على ضرورة تسوية الأزمة الحالية والتمسك بالدستور.
ونقلت وسائل إعلام لبنانية عن رئيس بلدية صيدا محمد السعودي قوله بعد اللقاء في بيروت: «جئنا إلى دار الفتوى نمثل الروح الصيداوية، وأبدينا لسماحته تقديرنا لدوره الكبير الذي يقوم به والجهود التي يبذلها لحل الأزمة».
وأضاف: «طمأننا سماحته بأن المطلب الآن هو المحافظة على الدستور واتفاق الطائف، وأننا لا نريد أن تنحرف البوصلة، ولا شك بأن رئيس وزراء لبنان هو الشيخ سعد الحريري، وهناك إجماع من جميع الأطراف مسلمين ومسيحيين على أن الوضع الحالي يتطلب رئيس وزراء بمواصفات سعد رفيق الحريري».

دعوة فرنسية
دعا وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان إلى عدم التدخل في الشأن اللبناني، قائلا إن هذا «مبدأ أساسي».
وأضاف لو دريان للصحفيين أنه من الضروري أن يحظى كل الساسة في لبنان بحرية التنقل والسفر حتى يتسنى حل الأزمة السياسية في البلاد، وذلك في إشارة إلى الأنباء والمزاعم عن وضع الحريري قيد الإقامة الجبرية في السعودية.
وتزامن ذلك مع تصريحات وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الذي أعرب فيها عن أمله في عودة الحريري من دون مزيد من التأخير، ودعا إلى عدم استخدام لبنان كأداة لحرب بالوكالة، مشيرا إلى تنامي المخاوف لدى واشنطن وحلفاء بريطانيا الأوروبيين إزاء ذلك.

إيران لا تتدخل في شؤون لبنان

من جانبها، نفت إيران أي تدخل لها في الشأن اللبناني، وذلك ردا على اتهامات الحريري في المقابلة التلفزيونية لطهران.
ونقل التلفزيون الإيراني عن المتحدث باسم وزارة الخارجية بهرام قاسمي أن تصريحات الحريري  تعطي الأمل في أنه سيعود قريبا إلى بلده.