استذكرت جمعية سيدي علي مبارك بمعية السلطات المحلية للقليعة، أمس، الذكرى 174 لوفاة الشهيد محمد بن علال خليفة الأمير عبد القادر على منطقة مليانة وما جاورها عقب استشهاد عمّه محي الدين الصغير في ظروف غامضة.
وبالنظر إلى عظمة نضال الشهيد في وجه المستعمر ومساهمته الفعالة في دعم جيش الأمير عبد القادر رحمه الله فقد أولت السلطات المحلية بالقليعة عناية خاصة بهذه التظاهرة السنوية من خلال بناء نصب تذكاري للشهيد محمد بن علال بمفترق الطرق الرابط بين الشعيبة والقليعة وبوسماعيل والذي تمّ تدشينه أمس عقب الترحّم على روحه الطاهرة على مستوى ضريحه غير بعيد عن مستشفى فارس يحي بقلب المدينة.
وحسب شهادة أحد أحفاد الشهيد مبارك محمد بن علال فإنّ جدّه محمد بن علال خاض أول معركة له مع عمّه محي الدين الصغير ببوفاريك سنة 1832 في الثامن عشر من عمره ليتكفل بالجهاد ضد الاستعمار بمنطقة مليانة وما جاورها بداية من 1834 بالتنسيق مع جيش الأمير عبد القادر الذي خاض معارك ضارية ضد المستعمر بالغرب الجزائري بحيث التقى الجيشان بمنطقة وادي الفضة سنة 1835 ليولي الأمير عبد القادر محي الدين الصغير أميرا على منطقة مليانة إلا أنّ وفاة الأمير محي الدين سنة 1837 في ظروف غامضة أرغم الأمير عبد القادر على تعويضه بمحمد بن علال على الفور بحيث خاض جيش محمد بن علال الذي بلغ تعداده أكثر من 10 ألاف رجل معارك ضارية ضد المستعمر قبل أن تسقط مليانة في يد الفرنسيين سنة 1840 إلا أنّ الشهيد محمد بن علال لم يستسلم للأمر الواقع وواصل الجهاد إلى غاية سقوطه شهيدا في 11 نوفمبر سنة 1843 بمنطقة المالح بولاية عين تموشنت حاليا، حيث حمل جيش الاستعمار رأسه لعرضه بكل من وهران ومليانة والعاصمة قبل أن يأمر الجنرال بوجو بدفنه بزاوية سيدي علي أمبارك بالقليعة بالتشريفات العسكرية، حدث ذلك قبل قرن و74 سنة من الآن.