أكد وزير السكن والعمران والمدينة عبد الوحيد تمار، أمس، خلال تفقده أشغال إنجاز جامع الجزائر الأعظم، أن نهاية الأشغال واستلام المشروع كاملا سيكون قبل نهاية 2019، مشيرا أنه تم احتواء كل العراقيل التقنية، ما يسمح برفع وتيرة الإنجاز.
على هامش هذه الزيارة التفقدية، أوضح تمار، الذي كان مرفقا بوزير الثقافة عزالدين ميهوبي ووزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى، ووزير السياحة حسن مرموري، إلى جانب والي ولاية الجزائر عبد القادر زوخ، أن هذا الجامع سيكون تحفة معمارية وسيعطي لمسة جمالية للجزائر العاصمة، مشيرا أنه تم الدخول حاليا في مرحلة التزيين والزخرفة وهي عملية تتم بالتشاور مع المهندسين في التزيين والخطاطين لضبط التصاميم الداخلية والخارجية في هذا المجال، بالتنسيق مع مسؤولي القطاعات الوزارية الثلاثة ذات الصلة، مثل وزارة الشؤون الدينية والأوقاف والثقافة والسياحة.
وأكد تمار للصحافة، أن «أشغال التزيين يجب أن تولى أهمية كبيرة «لكي يصبح جامع الجزائر الأعظم تحفة وواجهة تنير العاصمة وكامل التراب الوطني».
وقد تفقد الوزير سير الأشغال على مستوى قاعة الصلاة والساحة والمئذنة. كما طاف بمعية مسؤولي شركة الإنجاز وأعضاء مكتب الدراسات، بمختلف أجزاء الجامع التي تجري بها الأشغال على قدم وساق. وقد تطرق الوزير إلى الحلول الواجب بحثها لضمان حركة مرور سلسة ومرنة للراجلين والسيارات، مؤكدا أن هذا الأمر يشكل «تحدّيا» للشركة المنجزة، باعتبار أن طاقة استقبال الجامع ستصل إلى 120.000 مصلي.
عيسى: كل الصعوبات المتعلقة بالهندسة المعمارية والاختيارات التقنية انتهت
من جهته أشار وزير الشؤون الدينية محمد عيسى، أن كل أن الصعوبات الكبرى المتعلقة بالهندسة المعمارية والاختيارات التقنية انتهت، مشيرا أنه تم الشروع الآن في مرحلة تجميل وتزيين الجامع الذي سيكون نابعا من ثقافتنا الإسلامية. كما أفاد في ذات السياق، أن الجامع الكبير سيكون معلما حضاريا، مضيفا أنه يتم العمل حاليا على تكوين الطاقم الديني الذي سيتكفل بتسييره، مشيرا أن التكوين سيكون وطنيا وبخبرة دولية، مع الحفاظ على المرجعية الوطنية.
فيما يخص سجاد الجامع، أفاد الوزير أنه لم يتم لحد الآن تخصيص غلاف مالي من ميزانية الدولة لاقتنائه، مبديا الاستعداد لاستقبال أي سجاد كهبة للجامع، موضحا أنه لا توجد أي دولة في العالم وهبت للجزائر سجادا.
يذكر، أن جامع الجزائر، الذي ينجز على مساحة تقدر بأكثر من 27 هكتارا، يتضمن قاعة صلاة بمساحة 20 ألف متر مربع وباحة ومنارة تعد الأعلى في العالم بطول 267م ومكتبة ومركزا ثقافيا ودار القرآن، فضلا عن الحدائق وحظيرة للسيارات ومباني الإدارة والحماية المدنية والأمن وفضاءات للإطعام.
ويرتقب إنشاء في الجزء الجنوبي من الجامع، مركز ثقافي يتكون من مكتبة كبيرة وقاعات للسينما والمحاضرات تستقبل 1.500 مشارك.
يشرف على إنجاز المشروع، الذي أطلق مطلع 2012، المؤسسة الصينية «سي.اي.اس.او.سي».
أما بخصوص المنارة والمستويين المتواجدين تحت الأرض المحتوية على أنظمة العزل الزلزالي (التي تسمح بالتخفيف من حدة الزلازل من 2,5 إلى 4 مرات من قوته)، فقد تم الانتهاء منهما بنسبة 100٪.
وفيما يتعلق بقاعات الوضوء والمكتبة، فهي تتسع لـ3500 شخص وتضم مليون كتاب. في حين يستقبل المركز الثقافي نحو 3000 شخص، أما دار القرآن فتستوعب 300 طالب.
بدورها تصل طاقة استيعاب حظيرة السيارات 4.000 سيارة تقع على مستويين تحت الأرض والأشغال بصدد الانتهاء.
يعتبر مسجد الجزائر، الذي سيتم تسليمه في نهاية 2019، أكبر مسجد في إفريقيا والثالث في العالم بعد المسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة.