مازال مناخ الأعمال في الجزائر محفزا وذا جاذبية في ظل قدرته الكبيرة على مقاومة المؤشرات السلبية، وعلى ضوء استقصاء قامت به مؤسسة البحث الاقتصادي التابعة لـ»أوكسفورد بزنس غروب»، فإنه يتوقّع أن ينتعش مناخ الأعمال ويصبح إيجابيا خلال الـ12شهرا المقبلة، في ظلّ وجود متعاملين يتطلّعون لإرساء استثمارات مهمة، مع تسجيل الاعتراف بقوة عنصر الثقة القائم، والذي يسير حسب التقديرات نحو الكثير من التعزيز من أجل تنويع الاقتصاد الجزائري، مع الدعوة إلى فتح شباك خاص بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة على مستوى جميع البنوك عبر ولايات الوطن.
بالرغم من أن مناخ الأعمال في الجزائر يحتاج إلى المزيد من التحسين، إلا أنه مازال يحافظ على تنافسيته وجاذبيته المشجعة، ويمكن وصفه في الوقت الراهن بالإيجابي، حسب ما اعترف به خبراء على هامش عرض سبر للآراء أجرته مؤسسة البحث الاقتصادي «أوكسفورد بزنس غروب»، بالشراكة مع الغرفة الجزائرية للتجارة و منتدى رؤساء المؤسسات خلال الفترة الممتدة من شهر ماي إلى أكتوبر 2017، ومن المقرر أن يتمّ نشره خلال شهر ديسمبر الداخل، وحضر عرض هذه الدراسة الدقيقة والمستفيضة التي شرحت مؤشرات مناخ الأعمال في الجزائر، كل من وزير الاتصال جمال كعوان ووزير الشباب والرياضة الهادي ولد علي، وإلى جانب والي العاصمة عبد القادر زوخ ورئيس منتدى علي حداد.
يذكر أنه قام المشرفون على مشروع سبر الآراء الذي تجريه هذه المؤسسة لأول مرة في الجزائر، بالاستماع إلى 100 من رؤساء المؤسسات، نذكر من بينهم 70 بالمائة خواص و30 بالمائة عموميين، بهدف معرفة والوقوف على حقيقة مؤشر ثقة مسيري المؤسسات في الوضع الاقتصادي وآفاق التطوير خلال 2018.
70 % من رؤساء المؤسسات يتطلّعون لاستثمارات هامة
عرض الحصيلة ألكسيس رينو مسؤول التحرير على مستوى «أوكسفورد بزنس غروب»، وكشف العديد من الحقائق المشجعة والتي تصبّ حول الرؤية الإيجابية لرؤساء المؤسسات، الذي تمّ الاستماع إليهم كونهم متفائلون بالاقتصاد الجزائري، على اعتبار أنه تمّ تسجيل نحو 55 بالمائة من مسيري المؤسسات يرون أن مناخ الأعمال في الجزائر سيعرف تطورا محسوسا ويصبح ايجابيا خلال الـ12 شهرا المقبلة، بينما 6 بالمائة من نفس المسيرين يترقبون أن يكون جد إيجابيا. من أجل ذلك أبدى 70 بالمائة من رؤساء المؤسسات اهتمامهم لإرساء استثمارات هامة خلال عام 2018. وهذا ما أفضى إلى تسجيل مؤشر ثقة بسقف مرتفع، مما ينعكس دون شك على رفع تحدي تنويع محسوس للاقتصاد.
الحاجة إلى كفاءات في ريادة الأعمال
وسلط هذا الاستقصاء الضوء على الشفافية في تسيير الأعمال ووصفها نحو 50 بالمائة من رؤساء المؤسسات بأنها غير كافية، بينما نسبة 20 بالمائة يرون بأنها كافية، بينما فيما يتعلّق بالمحيط الجبائي العالمي 41 بالمائة من رؤساء المؤسسات يعتقدون بأنها إيجابية و4 بالمائة جدّ تنافسية و34 بالمائة قالوا بأنها ضعيفة من حيث التنافس.
ووقف هذا الاستقصاء على مستوى ضخ القروض وحجم التمويلات المرصودة، ولا يخفى أن نسبة 35 بالمائة من رؤساء المؤسسات كشفوا بأنها صعبة و24 بالمائة يشهدون بأنها جد صعبة، في حين 23 بالمائة جاءوا مفندين لكل ذلك ولم يخفوا سهولتها. وأعلنت 27 بالمائة من المؤسسات المستجوبة أن ما يفوق 60 بالمائة من رقم أعمالها مسجل من الطلبيات العمومية.
وتناول سبر الآراء العديد من النقاط، أهمها تأثيرات انتعاش أسعار النفط على الوضع الاقتصادي على المدى المتوسط، وذكر أن الجزائر في حاجة لكفاءات في مجال الريادة بنسبة 38 بالمائة و31 بالمائة لإدارة الأعمال والهندسة بـ 18 بالمائة وخدمة المواطنين بـ5 بالمائة. إلى جانب بعض العراقيل التي تواجهها المؤسسة الاقتصادية، من بينها القيود المفروضة على الواردات التي يعتقد أنها تؤثر على نجاعتها.
ارتفاع في تدفق القروض
وفتح نقاش مستفيض عقب عرض نتائج سبر الآراء، حيث كشف بوعلام جبار رئيس جمعية البنوك والمؤسسات المالية عن الارتفاع المستمر في القروض الممنوحة من طرف البنوك لفائدة الاستثمار وقدرها بـ8400 مليار دينار، معترفا في سياق متصل بأن نسبة 64 بالمائة تدفقت لاستثمارات المؤسسات الاقتصادية التي سجلت زيادة بـ26 بالمائة في عام 2014 و16 بالمائة في سنة 2015 و7 بالمائة في 2016. أما ممثل البنك العالمي في الجزائر دمبا دا، وقف على أهمية القطاع الخاص في الإصلاحات، مشددا على ضرورة مساهمته في الإصلاحات، واستحسن كثيرا لجهود وإرادة الجزائر لتحسين مناخ الأعمال وتشجيع فتح المؤسسات، في ظلّ توفير آليات تساعد على ذلك، ويتوقع أن يسجل تحسن في قائمة ترتيب الجزائر على الصعيد العالمي في التقارير المقبلة للبنك العالمي، في ظلّ المؤشرات التي وصفها بالايجابية للاقتصاد والإصلاحات التي أرستها الجزائر. أما ألكسيس رينو مسؤول التحرير على مستوى «أوكسفورد بزنس غروب»، دعا على هامش عرض سبر الآراء إلى ضرورة فتح شبابيك للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة على مستوى جميع البنوك عبر الوطن.