طباعة هذه الصفحة

في ردّه على خطاب ملك المغرب

ولد السالك يستعرض الانتصارات الصحراوية ويؤكد أن الاحتلال يسبح ضد التيار

 الأمم المتحدة تتمسك بمسار التسوية في الصحراء الغربية

في رده على خطاب ملك المغرب الذي ألقاه بمناسبة الذكرى 42 لاجتياح المملكة واحتلالها لأراضي الجمهورية الصحراوية، أكد وزير الشؤون الخارجية الصحراوي، عضو الأمانة الوطنية السيد محمد ولد السالك أمس أن «المغرب يسبح عكس التيار».
وقال ولد السالك في ندوة صحفية نشطها بالجزائر « طالعنا ملك المغرب في خطاب بمناسبة ذكرى العدوان على الجمهورية الصحراوية والاجتياح العسكري لأراضينا الطاهرة بجحافل قواته الغازية، أقل ما يقال عنه أنه خطاب بائس يجسد الحماقة في أعمق تجلياتها والتهور بكل معانيه».
وأشار وزير الخارجية إلى أن النهج المتعنت والصبياني الذي سلكه ملك المغرب سيقود العرش العلوي لا محالة إلى الهاوية، فالتنكر للاتفاق الذي وقع عليه والده الحسن الثاني بعد 16 سنة من الحرب الضروس بين الجيشين الصحراوي والمغربي، والدوس على قرارات الشرعية الدولية في محاولة لصد أنظار شعبه المتطلع لأبسط حقوق المواطنة والكرامة والسيادة، سيؤدي بالشعب المغربي إلى المزيد من الفقر والجهل والحرمان وبالمملكة المغربية إلى مستقبل مجهول وعزلة أكبر على كافة الأصعدة الإقليمية والقارية والدولية.
وفيما يخص موقف الحكومة الصحراوية وجبهة البوليساريو جدد وزير الخارجية «استعداد وتعاون الطرف الصحراوي مع الأمين العام للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي لإنهاء الاستعمار من آخر معاقله في إفريقيا، الصحراء الغربية، وذلك على أساس الاحترام التام لطبيعة النزاع كقضية تصفية استعمار طبقا لاتفاق الطرفين الموقع تحت إشرافهما سنة 1991 وتماشيا مع قراراتهما».
 
وحدتنا الترابية خطوط حمراء

كما أكد ولد السالك أن الجمهورية الصحراوية ووحدتها الترابية خطوط حمراء، مؤكدا «أن الشعب الصحراوي جاهز لرفع التحديات، وأن الحل الوحيد هو إنهاء احتلاله البغيض اللاشرعي وسحب قواته المتمركزة في بلدنا ووقف عدوانه الهمجي على شعبنا وبطش أجهزته المختلفة ضد مواطنينا والكف عن نهب ثرواتنا».
إن أسلحة المخدرات والخمور والدعارة المفضلة لدى المحتل المغربي في حربه الهمجية - يضيف وزير الخارجية – «لن تنال من إرادة شعبنا الأبي في الاستمرار في كفاحه التحريري حتى الاستقلال التام غير المنقوص. والشعب الصحراوي صاحب الحق المشروع غير القابل للتصرف سيواصل مسيرته مهما كلفه ذلك من ثمن.
من جهة أخرى دعا محمد سالم ولد السالك فرنسا إلى تحمل مسؤولياتها وتبعات موقفها غير المشرف والمتناقض مع الفلسفة والمبادئ التي قامت عليها الثورة الفرنسية المتمثلة في سيادة الشعوب وحقوقها في الحرية والاستقلال واحترام حقوق الإنسان.
كما دعا فرنسا إلى «الكف عن المؤازرة الظالمة للعدوان على الشعب الصحراوي وعرقلة إحلال السلام العادل في منطقتنا التي تطمح شعوبها إلى السلام والتعاون فيما بينها ومع الدولة الفرنسية».
وذكر أن «الدولة الفرنسية هي التي بمعية إسبانيا رسمت الحدود المعترف بها دوليا».

مكانة الجمهورية الصحراوية في أفريقيا ثابتة

في السياق، أكد وزير الشؤون الخارجية الصحراوي أن المحاولات المغربية الرامية إلى المساس بمكانة الدولة الصحراوية على مستوى الاتحاد الإفريقي باءت بالفشل.
و قال إن المملكة المغربية على الصعيد الإفريقي تلقت ضربات قوية بحيث أن خططها الرامية إلى المس بمكانة الدولة الصحراوية قد باءت بالفشل الذريع، وكان ذلك خلال الاجتماع المشترك لوزراء المالية والاقتصاد للاتحاد الإفريقي، واللجنة الاقتصادية التابعة للأمم المتحدة بداكار، وأثناء الاجتماع السادس للشراكة بين الاتحاد الإفريقي واليابان المنعقد في جمهورية موزمبيق.
كما أن سلوك الوفود المغربية - يضيف ولد السالك - خلال اجتماعات اللجان التقنية المختصة للإتحاد الإفريقي في كل من مصر ورواندا وتونس وإثيوبيا، أثبتت لدول الاتحاد أن تصرفات المملكة المغربية تتنافى وتتناقض مع الإرادة المعبر عنها رسميا من عضو الاتحاد الجديد وأشاعت استهجانا وامتعاضا لدى المشاركين في هذه الاجتماعات.
«ويسعى المغرب حاليا مدعوما بالدولة الفرنسية إلى عرقلة القمة الخامسة للشراكة بين الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي المبرمجة في كوت ديفوار بتاريخ 29 و30 نوفمبر الحالي، بالرغم من قرارات الاتحاد الإفريقي في هذا الشأن، واتفاق المنظمتين الإفريقية والأوروبية، هذا الاتفاق معزز بإجماع إفريقي صلب»يقول ولد السالك.

سنة 2017 عرفت انتصارات عظيمة

على صعيد آخر، أورد وزير الشؤون الخارجية، عضو الأمانة الوطنية السيد محمد سالم ولد السالك، أن سنة 2017 عرفت انتصارات عظيمة للقضية الصحراوية تبرز تعزيز ومكانة الدولة الصحراوية على الصعيدين الإفريقي والدولي.
وأكد أن الانتصارات تمثلت في تحويل المحاكمة الجائرة ضد أبطال «أڭكديم إزيك» التاريخي إلى محاكمة للاحتلال اللاشرعي لبلدنا»، بفضل شجاعة المعتقلين ومؤازرة الشعب الصحراوي لهم، وبفضل تأييد ومساندة كل منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان عبر العالم، وكذا مئات الشخصيات والمؤسسات.
كما عرفت هذه السنة - يضيف ولد السالك - تعزيز مكانة الدولة الصحراوية إفريقيا ودوليا، مشيرا إلى أن انضمام المغرب إلى الاتحاد الإفريقي وتوقيعه ومصادقته على الميثاق التأسيسي للإتحاد الذي يلزمه باحترام حدوده القائمة عند الاستقلال وجلوسه مجبرا إلى جانب الجمهورية الصحراوية بعد أزيد من ثلاثة عقود من المقاطعة والمشاكسة إلا دليل قاطع على أن الواقع الوطني الصحراوي الذي تمثله الجمهورية الصحراوية لا يمكن تجاهله أو القفز عليه أو نكرانه.
وأضاف وزير الخارجية أن سنة 2017 شهدت كذلك حصارا كبيرا لعملية نهب الثروات الطبيعية الصحراوية، وتعزيز الملف القانوني بإجراءات عملية قانونية وسياسية على الساحتين الأوروبية والإفريقية بعد قرار محكمة العدل الأوروبية القاضي ببطلان اتفاقيات الشراكة مع المحتل المغربي التي تتضمن الثروات الصحراوية باعتبار أن المجتمع الدولي لا يعترف للمغرب بالسيادة على الصحراء الغربية، كما أكدت على ذلك محكمة لوكسمبورغ في حكمها حول المنتجات الفلاحية والصيد البحري، لأن الاتحاد الأوروبي كمنظمة إقليمية ودوله على المستوى الفردي، لا تعترف للمغرب بالسيادة على الصحراء الغربية.

كوهلر سيواصل مهمته


أكد الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أن المبعوث الأممي الجديد إلى الصحراء الغربية هورست كوهلر يواصل مهمة الوساطة في الصحراء الغربية التي كلف بها من قبل مجلس الأمن.
وخلال لقاء صحفي صرح الناطق باسم أنطونيو غوتيريس أن «مجلس الأمن كلف المبعوث الشخصي والمينورسو بمهمة وسنواصل هذه المهمة ونواصل عملنا».
وفي سؤال لدوجاريك عن ردة فعل كوهلر والأمم المتحدة على الخطاب الأخير للملك محمد السادس قال دوجاريك «لن أعلق على خطاب الملك»، مضيفا أن مهام كوهلر والمينورسو حددت من قبل مجلس الأمن ومن هذا المنطلق سيتواصل مسار تسوية النزاع في الصحراء الغربية.
ومن المنتظر أن يحل هورست كوهلر في 22 نوفمبر بنيويورك ليقدم لمجلس الأمن نتائج جولته الإقليمية الأولى في المنطقة من أجل بعث المسار الأممي.
ويعود تاريخ آخر اجتماع لجبهة البوليساريو والمغرب حول طاولة المفاوضات إلى مارس 2012 بمنهاتن بالولايات المتحدة.
ومنذ ذلك الوقت يعرف مسار السلام الذي أطلقته الأمم المتحدة حالة انسداد بسبب العراقيل التي وضعها المغرب لمنع تسوية النزاع على أساس مبادئ الشرعية الدولية التي تضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير.

انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان

 أكد رئيس التنسيقية الاسبانية للتضامن مع الشعب الصحراوي السيد بيبي تابواظا «أن تعنت النظام المغربي اسقط القناع عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية».
وأضاف تابواظا في بيان له «أن الشعب الصحراوي قاوم أكثر من أربعين سنة سياسات الاحتلال المغربي في الصحراء الغربية التي استهترت بجميع القيم والشرائع الدولية التي تحمي حقوق الإنسان وتعزز مبدأ تقرير المصير لشعوب العالم.
وأشار إلى أنه رغم التعتيم الإعلامي الممارس ضد كفاح الشعب الصحراوي في المناطق المحتلة إلا أن القضية الصحراوية العادلة لازالت مستمرة وبكل شموخ، موضحا في هذا السياق أن أحداثا وقعت في الشهور الأخيرة أججت أمال الشعب الصحراوي في الحصول على تقرير المصير والاستقلال».
وانتهز السيد بيبي تانواظا الفرصة ليوجه نداء للمشاركة في المظاهرة المقبلة يوم 11 نوفمبر التي تقام سنويا في مدريد والتي تقترب زمنيا من توقيع اتفاقية مدريد المشؤومة وغير الشرعية التي أعطت لمن لا يملك ما لا يستحق.