طباعة هذه الصفحة

سيدات الأعمال يرافعن لتعزيز ريادة المرأة العربية في عالم المال

الجزائر تحصي 2 مليون عاملة و143 ألف سيدة أعمال

صونيا طبة

أكاديمية المجتمع المدني تحرص على إبراز دورهن في البناء الاقتصادي

رافعت النساء المتدخلات في الندوة العربية الأولى حول سيدات الأعمال وأفاق التعاون العربي المشترك، لضرورة تذليل الصعوبات أمام مسعى ترقية وتعزيز ريادة المرأة العربية في عالم المال والأعمال للمساهمة في تحقيق التنمية الاقتصادية لكل بلد وتكون عنصرا فاعلا في المجتمع.

أجمعت سيدات الأعمال على أن المرأة الجزائرية قطعت شوطا كبيرا في هذا المجال، حيث تم إحصاء إلى غاية فيفري 2017، أزيد من 143 ألف سيدة أعمال ناشطة في مختلف المجالات، مؤكدات أن سيدة الأعمال الجزائرية قادرة على إدارة كبرى المؤسسات العمومية وإعطاء دفع قوي للاقتصاد الوطني في ظل الأزمة التي تشهدها الجزائر.

شنة يؤكد قدرة المرأة الجزائرية على مواجهة التحديات الراهنة

أكد الأمين العام لأكاديمية المجتمع المدني الجزائري أحمد شنة في تصريح لـ «الشعب»، «أن المرأة الجزائرية أثبتت قدرتها على مواجهة الصعوبات والتحديات في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعرفها الجزائر، لاسيما وأنها حققت إنجازات كبيرة في مختلف المجالات من بينها الاقتصاد والاستثمار، إذ لا يزال اقتحام النساء الجزائريات عالم المال والأعمال مستمرا ويتزايد سنة بعد أخرى.
وأشار شنة، على هامش الندوة التي حملت شعار «سيدات الأعمال في الجزائر وأفاق التعاون العربي المشترك»، بفندق السوفيتال، بالجزائر العاصمة، إلى نجاح الاستراتيجية الوطنية التي وضعها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في الإصلاحات التي أعطت للمرأة مكانة هامة في التنمية الاقتصادية وجعلتها شريكا أساسيا في مختلف المجالات، موضحا أن النساء الجزائريات أثبتن كفاءتهن وإرادتهن القوية في تحقيق النجاح إلى جانب الرجل في خدمة الجزائر.
في ذات السياق أضاف الأمين العام للأكاديمية قائلا: «المرأة الجزائرية معروفة بمواقفها الشهمة وفي كل مرة تؤكد أنها جاهزة للتصدي إلى الأزمة المالية وولوج مناخ الأعمال والاستثمار حتى تساهم في بناء اقتصاد قوي».
كما أشاد الأمين العام لأكاديمية المجتمع المدني الجزائري بالتعاون العربي المشترك، موضحا أنه يفتح آفاقا جديدة لسيدات الأعمال من مختلف الدول العربية لتبادل الخبرات والمعارف والمساهمة في تحقيق التنمية الاقتصادية. مضيفا، أن أشغال الندوة العربية المشتركة تعد فرصة هامة لتسليط الضوء على مكانة سيدات الأعمال في المجتمع وبحث سبل تعزيز دورهن في البناء الاقتصادي والاجتماعي.

الجزائر نجحت في تنظيم أول لقاء عربي لسيدات الأعمال

أفادت رئيسة الشبكة الجزائرية لسيدات الأعمال نادية حابس، أن انعقاد هذه الندوة ينطلق من حرص الأكاديمية على إبراز دور سيدات الأعمال في المساهمة في تحقيق النمو الاقتصادي والدفاع عن مبدإ المساواة وتشجيع المرأة على ولوج مجالات الأعمال والمهن إلى جانب الرجل لبناء مجتمع متوازن ومنتج وناجح.
وقالت رئيسة شبكة سيدات الأعمال الجزائريات «رافا»، إن الجزائر نجحت في تنظيم هذا اللقاء العربي الأول من نوعه لسيدات الأعمال العربيات، مشيرة إلى طموح الجزائر دخول سوق الشغل على المستويين الإفريقي والعربي.
وأضافت، أن شبكة سيدات الأعمال الجزائريات تطمح للانفتاح على إفريقيا والوصول إلى العالمية، كاشفة عن مجهودات ستبذل للعمل مستقبلا على تنظيم ندوات إفريقية وعالمية تخص المرأة وعالم الأعمال من أجل تبادل الخبرات والخروج بتوصيات هامة.

تزايد سيدات الأعمال في الجزائر بـ23٪ في ظرف 5 سنوات

كشفت رئيسة لجنة سيدات الأعمال بمنتدى رؤساء المؤسسات عايدة كابويا، عن إحصاء الجزائر ما يزيد عن 143 ألف سيدة تنشط في الساحة الاقتصادية، وفق إحصائيات المنتدى إلى غاية فيفري 2017، مشيرة إلى أن الرقم المقدم ارتفع بنسبة قدرها 23٪ في ظرف 5 سنوات، بعد أن كان عددهن 116 ألف سيدة أعمال في سنة 2012.
في ذات السياق، أوضحت رئيسة لجنة سيدات الأعمال بمنتدى رؤساء المؤسسات، أن الجزائريات يستحوذن على حصة كبيرة من المشاريع الاقتصادية بعد اقتحامهن عالم الأعمال، حيث يتم إحصاء 2 مليون عاملة نسوية في الجزائر، من مجموع 12.2 مليون من الجنسين، ما يمثل نسبة 17.6٪، في حين بلغت نسبة البطالة لدى النساء الجزائريات 16.6٪.

الشيخة حصة سعد عبد الله:
ندعو سيدات الأعمال الجزائريات للالتحاق بالمجلس

عبّرت رئيسة مجلس سيدات الأعمال العرب سمو الشيخة حصة سعد عبد الله السالم الصباح، عن حاجة المرأة للعمل واقتحام عالم الأعمال وإثبات مكانة المرأة العربية الحقيقية في المجال الاقتصادي، داعية سيدات الأعمال في الجزائر، إلى الالتحاق بقوة بالمجلس وإبراز قدراتهن لضمان العمل المشترك.
أوضحت رئيسة مجلس سيدات الأعمال العرب، أن تفرض المرأة نفسها في سوق العمل أمر مهم للمساهمة في تشجيع التنمية والنمو الاقتصادي، مشيرة إلى المرأة العربية أثبتت قدرتها على منافسة الرجل في مختلف المجالات والعمل معه في عالم المال والأعمال بإرادتها القوية وطموحها وإصرارها.
في ذات الشأن، أضافت أن الدول العربية حاليا تعيش مرحلة خلق وإبداع من المفروض أن يشارك فيها الجميع، لاسيما من خلال دعم وتشجيع المرأة على المساهمة في التخطيط والتنمية وتذليل الصعوبات التي تعترض نجاحها من أجل الارتقاء بالبلاد إلى مصاف الدول المتطورة.
بالمناسبة، قامت رئيسة مجلس سيدات الأعمال العرب سمو الشيخة حصة سعد عبد الله، بتكريم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لإيلائه الأهمية الكبيرة لمختلف المبادرات الرامية إلى ترقية مكانة المرأة في المجتمع.
مشـــاركــات يجمعــــن: تحقيق قفزة نوعيـــة في عالم الأعمال والمقاولاتية
عبرت بعض سيدات الأعمال في تدخلاتهن خلال فتح النقاش، عن تفاؤلهن بمبدإ المساواة في العمل بين الجنسين وتحقيق قفزة نوعية في مجال المقاولاتية وعالم الأعمال والاقتصاد. في حين استنكرت البعض منهن العراقيل الجمة التي تواجههن في حياتهن العملية.
أبرزت رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان فاطمة زروقي، أهمية تطبيق المساواة بين الرجل والمرأة في مناصب الشغل وترقية المرأة على المستوى المؤسسات الاقتصادية، بالاضافة إلى تعزيز مكانتها في سوق العمل.
أما رئيسة الاتحاد العالمي لصاحبات الأعمال والمهن البحرينية هند بنت سلمان الخليفة، فقد أشارت الى النصوص الكثيرة الذي يتضمنها الدستور البحريني، لكن - على حد قولها - لا تطبق على أرض الواقع، مضيفة أن فريق العمل وروح التعاون يعتبر مكسبا هاما ويساهم في تحقيق النجاح.
من جهتها تطرقت سمو الشيخة حصة سعد عبد الله، إلى أن المرأة الكويتية لاتزال لحد الآن لم تتوصل إلى دخول غرفة التجارة رغم اقتحامها عالم الأعمال وتوفرها على عدد كبير من سيدات الأعمال الناجحات في مختلف المهن.
من جهته أشار وزير المالية السابق عبد الرحمان بوخالفة، إلى أن المرأة الجزائرية لها مكانة كبيرة في مجال الأعمال منذ 15 سنة، بفضل تشجيعها على اقتحام عالم الأعمال والاقتصاد وهو ما جعل القيادة التسييرية والقيادة الفنية، خاصة قطاع الخدمات وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، في أيدي النساء.
وأضاف بوخالفة، أن الجزائر عملت على دسترة المناصفة وعدم التمييز بين الرجل والمرأة في هذا المجال، علما أن القليل من البلدان قامت بذلك وهو ما يجعل المرأة الجزائرية في الواجهة الاقتصادية، مستدلا باقتحام النساء في جنوب الجزائر مجال المقاولاتية، رغم التقاليد التي تقف في بعض الأحيان عائقا أمام تحقيق المرأة نجاحا في مجال تخصصها.
من جهته كشف رئيس المؤسسة الجزائرية للاستثمار الاجتماعي، عن تأطير عدد كبير من النساء يوميا في مختلف الولايات، لكي يتمكنّ من التحول إلى سيدات أعمال بامتياز، مشيرا إلى تكوين 30 امرأة في برج بوعريريج، اللواتي استطعن تأسيس مؤسسات مصغرة في منازلهن من خلال جني الزيتون واستغلاله وتجفيف الفلفل. مضيفا، أن الدورات التكوينية مستمرة لتدريب المرأة وتعليمها طرق وآليات إنشاء المؤسسات المصغرة ومعلومات عن الدعم الذي تقدمه الدولة.
في مداخلة لمديرة جريدة «الشعب» أمينة دباش، أكدت فيها أن المرأة الجزائرية تساهم بشكل كبير في التنمية المستدامة وبناء الاقتصاد الوطني، لاسيما بعد التحول الاقتصادي الذي عرفته الجزائر من التوجه الاشتراكي المنغلق إلى الانفتاح على السوق العالمية، زيادة على القوانين التي تشجع على الاستثمار ولوج عالم الأعمال.