نشط حميدو مسعودي محافظ صالون الجزائر الدولي للكتاب ندوة صحفية، أمس الأثنين، بالمكتبة الوطنية بالحامة، كشف فيها عن تحقيق التظاهرة رقما قياسيا جديدا في عدد الزوار قاربت المليون و800 ألف زائر. اعتبر مسعودي أن هذه الطبعة 22، التي اختتمت، أمس الأول، كرّست مكانة صالون الجزائر وطنيا وإقليميا، باعتباره الحدث الثقافي الأول، مؤكدا انطلاق التحضير للطبعة 23 التي ستكون الصين ضيف الشرف فيها، إلى جانب التحضير لنزول الجزائر ضيف شرف على معرض القاهرة الدولي للكتاب.
كثيرة هي الأرقام التي قدمها محافظ الصالون حميدو مسعودي خلال ندوته الصحفية، كدليل على حصيلة إيجابية للتظاهرة في دورتها الثانية والعشرين؛ دورة حضرتها 51 دولة بالإضافة إلى الجزائر، ممثلة في أكثر من 970 دار نشر، بما في ذلك 314 دار نشر جزائرية مقابل 291 دار نشر السنة الفارطة (زيادة بنسبة 7٪)، إلى جانب حضور عربي قوي بـ16 دولة عربية، إضافة إلى الجزائر، وعلى سبيل المثال فقد حضر الصالون 97 دار نشر مصرية. واقترح العارضون على مرتادي الصالون 264756 عنوان، منها 80 ألف عنوان جزائري.
قابل هذه المشاركة المرتفعة نسبة إقبال قاربت مليونا و800 ألف زائر (مليون و735 ألف)، ما يمثل زيادة قدرها 13٪، مع تسجيل ذروة يومي الفاتح نوفمبر والجمعة 3 نوفمبر بنسبة إقبال قاربت النصف مليون زائر. «كنا نأمل أن نبلغ المليوني زائر، لكن هذا العدد لا يستهان به وكثير من الدول تتمنى بلوغه»، يقول مسعودي، مؤكدا أن الصالون أصبح المتنفس الوحيد لكثير من الناشرين العرب.
وشدّد مسعودي على أهمية نسبة الإقبال من قبل الناشرين على صالون الجزائر، في وقت تقدم تظاهرات أخرى مشابهة الدعم للمشاركين فيها. وبحسب ذات المتحدث، فإن الشارقة، مثلا، تدفع 56 مليون دولار لدعم الناشرين بشراء كتبهم وهذا يضمن بقاء الناشر مواظبا على حضور الصالون، «كما أن القانون الداخلي لصالون الجزائر يمنع البيع بالجملة ويحفز على البيع بالتجزئة وللمواطن»، يقول محافظ صالون الجزائر.
ونوّه مسعودي بالمشاركة المميزة لعدة هيئات، على غرار المحافظة السامية للأمازيغية، التي إلى جانب نشاطها الكثيف في الإصدارات الجديدة والترجمات، نظمت المؤتمر الدولي بمناسبة مئوية مولود معمري. كما ذكر المشاركة النوعية لوزارة التربية من خلال اليوم الدراسي حول المدرسة والكتاب، ونقل زهاء 50 ألف تلميذ من المدن الداخلية لزيارة الصالون. وقدمت الوكالة الوطنية للاتصال والنشر والإشهار نشاطا ثقافيا ثريا، وهو شأن النقابة الوطنية لناشري الكتب: «هناك سنّة حميدة في الصالون وهي قيام الناشرين بنشاطات في أجنحتهم»، يضيف مسعودي، الذي تمنّى تقريب الكاتب من جمهوره بشكل أكبر. كما نوّه المتحدث بالعلاقات الطيبة التي تجمع الجزائر وجنوب أفريقيا، ضيف شرف هذه الطبعة، في جميع المجالات.
واعتبر مسعودي، أن التنظيم وصل إلى الاحترافية بشهادة الجميع، دون أن ينفي وجود سلبيات خارجة عن إرادة منظمي الصالون، منها الاكتظاظ المروري، مبررا ذلك بكون قصر المعارض لم يتغير فيه شيء منذ تدشينه في 1968، في وقت يجب أن تتماشى الهياكل القاعدية لهذا الفضاء مع معطيات الساعة.
وفسّر مسعودي الإقبال على الصالون بارتفاع المقروئية، وبكون من يزور الصالون يجد ضالته، بفضل العدد الكبير من العناوين المقترحة، مشيرا إلى أن صالون الكتاب ساعد على تغطية العجز الذي قد تسببه قلة المكتبات على المستوى الوطني.
«تفكيرنا الآن منصب على تحضير معرض القاهرة الذي تنزل الجزائر ضيف شرف عليه، وهذا يلزمه تحضير ولوجيستيك وعمل من الآن»، يؤكد مسعودي، مضيفا أن ضيف شرف الطبعة المقبلة الثالثة والعشرين، من الأربعاء 24 أكتوبر إلى السبت 3 نوفمبر 2018، ستكون الصين الشعبية.
من جهة أخرى، أكد مسعودي أن المخوّل الوحيد لمنع عناوين وكتب أو السماح بعرضها، هو لجنة القراءة المنصبة من قبل وزير الثقافة، ولا دخل لمحافظة الصالون في هذه العملية، كما جدد تأكيده على أنه كمحافظ على مسافة واحدة من كل المبدعين الجزائريين.
ولاحظ مسعودي بأن كثيرا من الناشرين الجزائريين استغلوا فرصة «سيلا» للتشاور مع ناشرين أجانب لشراء حقوق النشر. وفي سياق ذي صلة، كشف أن المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، التي يتولى إدارتها، ستنشر أعمالا مترجمة إلى العربية لكاتب ياسين وآسيا جبار.
وعن الطبعة المقبلة، قال مسعودي إن فضاء «روح الباناف» قد يتم تغيير مكانه ضمانا لجمهور أكبر، كما تحدث عن إمكانية تنقل المحاضرين والضيوف إلى العاصمة والولايات الأخرى من أجل استغلال أكبر لتواجدهم في الجزائر.
واشتكى مسعودي من وجود هيئات تأتي في آخر لحظة وتطلب مكانا مميزا في الجناح المركزي، في وقت تكون الأماكن قد وزعت. كما طمأن الناشرين بكون الصالون مؤمَّنا، وفي حالة ضياع أو سرقة كتب أحد الناشرين فسيتم تعويض المتضرر بفضل هذا التأمين.