في إطار تجسيد برنامج الإنعاش الاقتصادي الذي بادر به رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة ووزير الدفاع، الرامي إلى بعث وتشجيع المنتوج الوطني تم، أمس، تسليم 370 شاحنة عربة متعددة المهام من علامة «مرسيدس بنز» من صنع شركة «ams-mb» بالرويبة، لفائدة المديرية المركزية للعتاد التابعة لوزارة الدفاع الوطني ومؤسسات اقتصادية خاصة.
تم بمناسبة حفل التسليم، توقيع صفقة بين شركة «ams-mb» والمؤسسة العمومية للنقل الحضري «إيتوزا»، بغرض تزويدها بـ100 حافلة من نوع «كونكتو». تأتي هذه الصفقة استجابة للطلبات الواردة من مختلف المؤسسات الوطنية العمومية والخاصة، تجسيدا فعليا للأهداف المسطرة من طرف القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي الرامية لخلق نسيج اقتصادي وطني متكامل.
في هذا الإطار، أبرز العميد إسماعيل كريكرو المدير العام للشركة الجزائرية لتطوير العربات علامة «مرسيدس بنز»، التابعة لوزارة الدفاع الوطني، أهمية الصفقة، مفيدا أنه تم تسليم أكثر من 280 شاحنة وحافلة و98 سيارة نفعية.
كما أعطى نبذة عن استراتيجية وزارة الدفاع الوطني ومساهمتها في تنمية الصناعات الميكانيكية، خاصة منها صناعة السيارات والشاحنات، تدعيما لبرنامج التنمية المسطر من قبل الهيئات العليا للبلاد، مفيدا أن وزارة الدفاع الوطني من خلال مديرية الصناعات العسكرية، استحدثت 4 شركات ذات أسهم منها 3 شركات للتصنيع وواحدة للتوزيع.
مديرية الصناعات العسكرية ستنتج 15 ألف شاحنة و1500 حافلة
الشركة الأولى خاصة بالوزن الثقيل توجد برويبة، ستنتج 15 ألف شاحنة و1500 حافلة، والثانية تقع بوهران، تقوم بصناعة السيارات النفعية (2000 سيارة رباعية الدفع و6000 سيارة نفعية)، والشركة الثالثة يتم بها صناعة المحركات وهي متواجدة بقسنطينة، والتي ستنتج 25 ألف محرك، منها 17 ألف محرك موجه إلى شركة صناعة الوزن الثقيل بالرويبة، والشركة الرابعة وهي شركة توزيع تقع في هذه الأخيرة.
وقال إن العدد الإجمالي لعربات الوزن الثقيل بالرويبة يزيد عن 3000 شاحنة و100 حافلة، بالإضافة إلى شركة صناعة السيارات النفعية 6000 سيارة نفعية و3800 سيارة رباعية الدفع، هذه الشركات المختلطة تحوز منها وزارة الدفاع الوطني - بحسب ما ذكر المتحدث - على أغلبية الأسهم من خلال مؤسساتها تحت وصاية مديرية الصناعات العسكرية، وكلها مشاريع إستراتيجية تتولى تسييرها وترقيتها.
من جهته تحدث العقيد رداوي تهامي، رئيس اللجنة المركزية لاستلام العتاد ممثل المديرية المركزية للعتاد بوزارة الدفاع الوطني، عن المنهجية المسطرة من قبل القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي، الرامية للرفع من قدرات وحدات الجيش من خلال تطوير القدرات الصناعية العسكرية.
وأوضح أن هذه الاستراتيجية، تتمشى مع برنامج الإنعاش الاقتصادي المعتمد تحت رعاية رئيس الجمهورية، الذي يهدف إلى إعادة تفعيل الصناعة الوطنية، مفيدا في هذا الصدد أن المديرية المركزية للعتاد بصفتها الهيئة المكلفة باقتناء وتسيير العتاد استلمت، البارحة، حصة أخرى من العربات التكتيكية والنفعية لفائدة الجيش الوطني الشعبي، على غرار تلك المستلمة سابقا من شاحنات لنقل الأفراد، شاحنات بالصهاريج وشاحنات إخلاء. ومن بين الشركاء الذين أبرموا صفقات مع «مرسيدس بنز» شركة مطار الجزائر، حيث أكد عمار سلال مسؤول اللوجستيك بالشركة في تصريح للصحافة على الهامش، «أنه تم التكفل بطلباتنا وتسليمها في الآجال المحددة»، لافتا إلى أن الشركة في إطار إعادة حظيرة المطار «اقتنينا 6 حافلات من نوع «كونكتو»» وحافلات من النوع الصغير والكبير»، قائلا إن «اقتناء هذه الحافلات يصب في إطار تشجيع الإنتاج الوطني والمحلي، وتطبيقا لتوجيهات الحكومة».
«إيتوزا» ستستلم 100 حافلة قريبا بقيمة تزيد عن 2 مليار دج
كما أبرمت «المؤسسة العمومية للنقل الحضري «إيتوزا» صفقة مع شركة «مرسيدس بنز» لاقتناء 100 حافلة من نوع «كونكتو» التي ستسلم لها قريبا وذلك في إطار شراكة تشجع منتوجات جزائرية الصنع، بحسب ما صرح به للصحافة بن ميلود عبد القادر مدير المؤسسة، مشيرا إلى أنه تم استلام 20 حافلة، كما أكد على نوعية وقوة العربات التي تصنعها شركة «مرسيديس بنز» هذه الماركة العالمية.
وأوضح بن ميلود، أن اقتناء 20 حافلة تم من ميزانية الشركة، بينما صفقة شراء 100 حافلة أخرى تتم من خلال الاستفادة من الصندوق الوطني للاستثمار، مفيدا أن الصفقة بقيمة تزيد عن 2 مليار دج، مذكرا أن «إيتوزا» تمتلك حاليا 333 حافلة أغلبها في حالة مهترئة ما يجعل الحظيرة في حاجة إلى تجديد.
«نفطال الزبون الثاني لـ «مرسيدس بنز»
بعد وزارة الدفاع الوطني
أما رشيد نديل، الرئيس المدير العام لشركة نفطال، فقال في تصريح، إنه تم تقديم طلبية لاقتناء 259 شاحنة، تم استلام 50 منها سابقا وتم تجربتها، «فوجدناها تستجيب للمعايير من حيث القوة و«الديزاين» وهذا أمر يشرف»، مشيرا إلى أن شركته تعد الزبون الثاني لـ «مرسيدس بنز» بعد وزارة الدفاع الوطني.
وأفاد، أن 40 شاحنة أخرى تم استلامها البارحة، بموجب الاتفاقية المبرمة بين الشركتين، ما يمثل 35٪ من حجم الطلبية و»هذا هام جدا». كما أن الاستلام تم في آجاله المحددة، بل أكثر من ذلك يقول: «كنا سابقا ننتظر استلام الطلبات 18 شهرا، بينما حاليا لا تتجاوز المدة 7 أشهر. كما استفادت شركة نفطال من حيث الثمن والكلفة اللذان انخفضا بشكل كبير (التعامل بالدينار بدل العملة الصعبة) عما كانا عليه حينما كان التعامل يتم مباشرة مع الشريك الألماني. —