بمناسبة الذكرى ٦٣ لاندلاع الثورة التحريرية 1954، ووفق برنامج الديوان الوطني للثقافة والإعلام، تمّ عرض ملحمة «أسود الجزائر» بالقاعة الكبرى أحمد باي «الزينيث» وسط حضور للجمهور القسنطيني، والذي جاء إحياءً لشهر الثورة نوفمبر المجيد. الملحمة التي تحاكي تضحيات الشعب الجزائري من أجل الظفر بالحرية والاستقلال، جسّدها شباب أرادوا أن يشاركوا الجزائر ذكريات الثورة، حيث أن العمل الملحمي كان من إخراج المخرج الشاب أمير بيزاد وجمعية «كازا» الثقافية لمدينة العلمة ولاية سطيف، هذه الأخيرة التي تعتبر واحدة من بين الأعمال الجديدة المنجزة سنة 2017، حيث أكّد مخرج الملحمة لـ «الشعب» أنّ «الملحمة جاءت لتروي همجية وشراسة الاستعمار الفرنسي، وسياسة التّقتيل التي طبّقت بلا رحمة على الشعب الجزائري، حيث «طبّقنا العمل الملحمي بمنطقة من إحدى مناطق الجزائر، صوّرنا من خلالها صمود شعب ووطن»، مفيدا بأنّ العمل الملحمي جاء نتاج عمل مشترك بين طاقم شبابي محظ، حيث يتم العمل على تطوير الأعمال المسرحية من حيث الإخراج والكتابة، وذلك رغم العراقيل ونص الدعم المادي والمعنوي، إلا أنّ جمعية «كازا» تعمل دائما من أجل إخراج أعمال جديدة.
وفي ذات الإطار، أظهر المخرج أنّ ملحمة «أسود الجزائر» جاءت في قالب ملحمي ثوري يرتكز على إظهار قوة الرجال في مقاومة المستعمر في لوحات فنية مؤثّرة، طغت عليها غطرسة فرنسا اتجاه الشّعب الجزائري وكذا حزم رجال الجزائر، لتعظم الملحمة بطولات الأسود الذين صنعوا التاريخ وجعلوا من ثورة الجزائر تصنف من بين أعظم الثورات التي شهدتها الإنسانية، وبفضلهم تنعم الجزائر اليوم وشعبها الأبي بالحرية والاستقلال، اللّذان جاءا بعد كفاح مرير وتضحيات راح في سبيلها أزيد من مليون ونصف مليون شهيد.
من جهته، أكّد كاتب الملحمة الشاب سفيان فاطمي أنّ الملحمة تعتبر تجربة جديدة لطاقم شاب، حيث تمّ الانطلاق بكتابة النص وهنا كان لابد الحذر من تجسيد التاريخ لأن أي خطأ سيكون محسوبا، إلا أن الملحمة عرضت عبر 4 ولايات، وهو بحد ذاته نجاح سيما وأن العمل الملحمي يتطلب أشخاصا كثر، وهو ما يقف عائقا أمام مثل هذه الأعمال في ظل نقص الدعم.
هذا وقد لاقت ملحمة «أسود الجزائر» إعجاب الجمهور سيما مع التقنيات الحديثة التي عرضت بها الملحمة وسط تقنية الإضاءة التي زادتها تألّقا وتميّزا، حيث تخلّلتها تصفيقات الجمهور الذي كان متأثّرا بأحداث الملحمة المؤلمة، التي كانت مجسّدة بطريقة سلسة قريبة من الواقع الذي عاشه الثوار آنذاك، وبعد ساعة كاملة من العرض وفي اختتام العرض تعالت أصوات التشجيع والتصفيقات للفريق الشاب، الذي أبدع في تجسيد ثورة أبطال.