غلاء الأسعار وتذمر الزوار والعارضين
أسدل الستار، أمس، بقصر المعارض الصنوبر البحري بالجزائر العاصمة على فعاليات الطبعة الـ 22 للصالون الدولي للكتاب الذي تميز هذه السنة بنقص ملحوظ في عدد الزوار وفي نسبة المبيعات مقارنة بالسنوات الماضية، حسب آراء الكثير من العارضين والكتّاب والمثقفين، لكن يبقى المعرض بالنسبة للكثيرين محليين أو اجانب الحدث الثقافي الهام والاستثنائي الذي تعيشه الجزائر كل سنة، عرسا ثقافيا يشكل وإن مازال يشهد العديد من النقائص، همزة وصل بين المبدع والقارئ وجسر يربط بين مختلف ثقافات العالم.
الملاحظ في الطبعة 22 من المعرض الدولي للكتاب الذي كانت أفريقيا الجنوبية ضيف الشرف فيه، هذه السنة هو الارتفاع المحسوس والكبير في أثمان الكتب المعروضة سواء من قبل دزر النشر الوطنية أو الأجنبية، الأمر الذي استاء منه الكثير من زوار الصالون، والذي انعكس سلبا على العارضين، حيث ابدى الكثير منهم تذمرهم الكبير من نقص نسبة المبيعات هذه السنة، لكن أجمع كل من سؤل أن القارئ الجزائري مولع بالمطالعة وأن للكتاب مكانة كبيرة في المجتمع الجزائري.
واكتفت الكثير من العائلات باقتناء كتب للأطفال ترفيهية تثقيفية وبيداغوجية خاصة تلك الموجهة للدعم المدرسي والتي كانت اثمانها معقولة جدا، مقارنة بالكتب الأخرى، هذا فيما نافس الكتاب الالكتروني هذه المرة الكتاب الورقي وشكلت العديد من الأنشطة الثقافية المبرمجة من لقاءات أدبية ومحاضرات وأخرى وعمليات بيع بالإهداء المحطات التي تميز فعاليات سيلا 2017.
في سياق آخر، نافس الكتاب التاريخي هذه السنة بقوة الرواية ودواوين الشعر ومجموعات القصة القصيرة في مجال الإصدارات الجديدة، كما شكلت مواضيع المحاضرات واللقاءات الادبية المتعددة التي برمجت بالموازاة مع فعاليات المعرض محطات نقاش هامة، استقطبت غالبية اهتمام المثقفين وذوي الاختصاص في مجال التاريخ وكتابة الرواية والفلسفة والأدب الأورو مغاربي ومجال الاصدار في افريقيا وغيرها من المحاضرات القيّمة التي وللأسف حالت برمجة العديد منها في نفس اليوم والوقت دون حضورها كلها والاستفادة مما قدمه الباحثون والمختصون من خلالها من مداخلات قيمة.
وكان الحدث المتميز هذه السنة هو احياء المحافظة السامية للأمازيغية مأوية الأديب الجزائري مولود معمري، فيما شهد المعرض زيارات عدة وزراء وشخصيات وطنية ودولية شارك الكثير منها في احياء وتنشيط فعاليات المعرض من ندوات ولقاءات ونقاشات وللمرة الثانية سجل ظهور الروائية أحلام مستغانمي للمعرض توافدا كبيرا للجمهور ومحبيها، الأمر الذي لزم تعزيز الاجراءات الأمنية.
جريدة « الشعب» التي شاركت هي الاخرى في الصالون كعارض كانت محطة اقبال كبير من قبل الزوار، وكانت لقاءات وحوارات مع مثقفين ومبدعين منهم من اصدر لأول مرة وكانت الجريدة سباقة في تشجيع مواهبهم والحديث عن مواهبهم وهي التفاصيل التي ستعود بها لاحقا من خلال ملف كامل ومفصل عن مجريات الطبعة 22 للصالون الدولي للكتاب.