لا يزال سعر برميل النفط يواصل ارتفاعه في السوق الدولية ويتجاوز سقف الـ ٦٠ دولارا، حيث بلغ، الأربعاء، الـ ٦٢ دولارا وعاد ليراوح الواحد والستين دولارا نهار الخميس، وسط مؤشرات تؤكد تأرجحه فوق سقف الستين إلى غاية نهاية السنة الجارية، فيما يرجع خبراء النفط هذا الارتفاع إلى ٦ أسباب، أهمها ارتفاع النمو في الصين، وتقليص السعودية انتاجها، والوصول إلى اتفاق مبدئي بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران.
ويؤكد الخبير النفطي عبد الرحمن مبتول، أن ارتفاع سعر برميل البترول وتجاوزه عتبة الـ ٦٠ دولارا لأول مرة منذ بداية الأزمة النفطية في النصف الثاني من سنة ٢٠١٤ مرده إلى ٦ أسباب، تتمثل في ارتفاع نسبي للأسعار، وكذلك الأمر بالنسبة لأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، كما ساهم الاتفاق الموقع بين المملكة العربية السعودية وروسيا في رفع سعر البرميل، بعدما خفّض الطرفان انتاجهما والتزما بمستوى التجميد للحفاظ على رفع سعر البرميل، بعدما خفض الطرفان انتاجهما والتزما بمستوى التجميد للحفاظ على أسعار تتأرجح بين ٥٥ و٦٠ دولارا.
وتحدّث مدير الدراسات سابقا بمجمع سوناطراك عن انخفاض قيمة الدولار مؤخرا، ما ساهم في إنعاش سوق الذهب الأسود بـ ١.٥ دولار، حيث انخفضت قيمته من ١.١٦ إلى ١.٢٠ أمام الأورو، كما شدّد على أن استحواذ المملكة العربية السعودية على ٥ بالمائة من أسهم «أرانكو» وإتمام الصفقة بين الطرفين، كان يستدعي أن تشهد أسعار النفط استقرار بولوغ مستوى الـ ٦٠ دولارا للبرميل.
وأرجع الخبير النفطي سبب انتعاش برميل النفط أيضا إلى الخلاف بمنطقة كردستان، مع العلم أن انتاجها لوحدها من النفط يعادل ٥٠٠ ألف برميل، والتي تمّ سحبها من السوق بسبب الأزمة التي تعيشها المنطقة، وتحدث أيضا عن بوادر اتفاق مبدئي بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران بعد التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وشدّد في السياق، على أنه كلما جنى برميل البترول دولارا واحدا، ربحت الجزائر ٥٠٠ مليون دولار سنويا، وبما أن برميل البترول كمتوسط سعر راوح الـ ٥٦ دولارا خلال سنة ٢٠١٧، فإن الخزينة ستجني ٣ ملايير دولار، وبلغة الدينار الذي شهد انخفاضا حادا السنة الجارية ٢٦٠ ألف مليار سنتيم، أو ٢٦٠٠ مليار دينار، مع العلم أن مستوى انتاج الجزائر يعادل ١.٢ مليون برميل، وهي نسبة صغيرة مقارنة مع المملكة العربية السعودية التي تنتج ١٠ مرات أكثر.
وقدّر مبتول حجم مداخيل سوناطراك خلال سنة ٢٠١٧ بما يتراوح بين ٣١ و٣٢ ملياردولار، وهي نفس الأرقام التي سبق وأن كشف عنها الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك ولد قدور عبد المؤمن، كما توقع أن يعادل سعر برميل النفط ٥٦ دولارا وفقا لتقرير أمريكي صادر مؤخرا، وهي أسعار معتدلة، مقارنة مع الصدمة التي سجلت سنة ٢٠١٥ حينما انخفضت الأسعار إلى ٢٥ دولارا للبرميل ولكنها تبقى منخفضة للجزائر التي تظلّ بحاجة لأسعار تفوق الـ ٧٠ دولارا للبرميل لتصميم ميزانية سنوية مريحة وبعيدة عن «التشف».
للإشارة، تأتي كل هذه المؤشرات وسط انخفاض حاد للدينار، الذي يعادل اليوم مقابل كل دولار أمريكي ١١٥ وحدة، و١٣٥ وحدة مقابل الأورو في السوق الرسمية وعلى مستوى شبابيك الصرف بالبنوك.