أحيت سكيكدة وعلى غرار باقي ولايات الوطن، الذكرى 63 لثورة أول نوفمبر 1954 المجيدة، التي مكنت الجزائر بكفاح شعبها من استرجاع سيادتها بعد كفاح مرير مع المستعمر، وانطلقت الاحتفالات التي دامت يومين، باستعراض فرق فلكلورية وندوة تاريخية بالنزل البلدي لبلدية سكيكدة، نشطها مجاهدون عايشوا الحدث، ومسيرة من طرف الكشافة الإسلامية انطلقت من مقر الأمن الولائي إلى غاية ساحة ملعب 20 أوت 1955، حيث استمرت على مستواها الاحتفالات المخلدة للثورة المجيدة إلى غاية منتصف الليل أين تم عزف النشيد الوطني، وقراءة فاتحة الكتاب ترحما على أرواح الشهداء الذين قدموا أرواحهم الزكية في سبيل حرية الجزائر.
في صباح أمس، توجه حجري درفوف والي الولاية، مرفوقا بالسلطات المدنية، الأمنية والعسكرية وكذا الأسرة الثورية إلى مقبرة الشهداء ببلدية رمضان جمال، أين تم رفع العلم الوطني على أنغام النشيد «قسما»، وبالمناسبة أشرف والي الولاية عقب ذلك على تسمية وحدة تابعة للحماية المدنية باسم المجاهد المتوفي» العيفة مسعود» المدعو «موسى»، لتستمر الاحتفالات بقصر الثقافة والفنون أين أشرف الوالي على تكريم مجاهدي الولاية عرفانا لهم بالبطولات التي سجلها تاريخ ثورة نوفمبر المجيدة.
وفي إطار البرنامج الخاص بالاحتفال بالذكرى 63 لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة، قصر الثقافة لسكيكدة نظم الطبعة الثانية للصالون الولائي للصورة الفتوغرافية، تحت شعار « سكيكدة بعدسات مصوريها «، بمشاركة قياسية لأكثر من 50 مصورا من كل أنحاء الولاية وبإشراف أساتذة مختصين في الصورة الذين أطروا ورشات تكوينية لمدة يومين بقصر الثقافة، وكان اختتام فعالية الصالون الولائي للصورة الفوتوغرافية بحضور السلطات المحلية، وإطارات قطاع الثقافة والمصورين من محترفين وهواة وكذا الجمهور السكيكدي المحب لقصر الثقافة والوفي لنشاطاته المتنوعة، وذلك في حفل بهيج وفرحة عارمة بفوز ثلاثة مصورين تم اختيارهم من طرف اللجنة المختصة في اقتناء أفضل الصور المتناولة للمنظر السياحي للولاية التي تعد جوهرة الشرق الجزائري، وقد توج الفنان محمد لمين فليغة بالجائزة الأولى، وفاز الفنان خير الدين بوشحيط بالجائزة الثانية، ونال الجنس اللطيف حظه من هذه المسابقة بفوز الفنانة حنان حداد بالجائزة الثالثة ليتم تكريمهم بجوائز قيمة وشهادات تقديرية بغية تحفيزهم على العطاء أكثر في مجال الصورة الفوتوغرافية، بالإضافة إلى تكريم الفنان صديق ديبون لفوزه بجائزة أفضل صورة في الموضوع الحر، وهو الموضوع الذي اختاره المتسابقون حسب ذوقهم، كما تم تكريم الفنان إلياس رحامنية الذي فاز بجائزة الجمهور، كل هذه التكريمات تمت بالموازاة مع حفل فني جميل أحياه الفنان فاتح روانة والذي تفاعل معه الجمهور كثيرا مستحسنين هذه الالتفاتة الطيبة لمصوري الولاية.
وبنفس المناسبة، احتفاءً بالذكرى 63 لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة، عاشت قاعة العروض الكبرى لدار الثقافة محمد سراج أحداث المسرحية الثورية «أزقة الأبطال» للفرقة المسرحية للوحدة الوطنية للتدريب والتدخل للحماية المدنية الدار البيضاء الجزائر، واحتفت ورشة الفنون التشكيلية لنفس المؤسسة بالذكرى 63 لاندلاع الثورة التحريرية من خلال رسومات جسدها المنخرطون في هذه الورشة على مستوى بهو المؤسسة.
كما نظمت مؤسسة دار الثقافة عرضا مسرحيا «أوبيرات ثورية» بعنوان «الشهيد» من تقديم التعاونية الثقافية أفكار وفنون العلمة سطيف بقاعة العروض للمتحف الجهوي للمجاهد العقيد علي كافي، وبنفس المناسبة نشط الدكتور عبد القادر نطور مدير مخبر التراث بجامعة 20 أوت 1955 سكيكدة محاضرة بعنوان «دور الاغنية الشعبية إبان الثورة التحريرية « بقاعة العروض الكبرى، ويحتضن بهو دار الثقافة إلى غاية الخامس عشر من الشهر الجاري المعرض التاريخي لرموز الثورة التحريرية المجيدة.
من جانبها نظمت المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بسكيكدة، ندوة القراءة في عددها الثامن مع ضيفها الموسوعي البروفيسور يوسف وغليسي الذي صال وجال بقاعة مكتظة عن آخرها بنخبة ولاية سكيكدة وضيوف من ولايات عدة، على غرار قسنطينة، الجزائر العاصمة، واد سوف، ميلة، عنابة وسطيف، وامتدت الأمسية من الثانية زوالا إلى السادسة مساء في رحاب الفكر النير والتحليل العلمي الراقي، النقد البناء والشعر الجميل، وقد حققت هذه الفعالية هدفها بتخليد الذكرى 63 لثورة أول نوفمبر المجيدة وبأسلوب ينظر إلى المستقبل وبنماذج ناجحة كالبروفيسور يوسف وغليسي وهو ابن الاستقلال أحد ثمار هذه الثورة المجيدة.
الشرطة في الموعد
كما نظمت مصالح أمن سكيكدة بمناسبة إحياء الذكرى 63 لاندلاع الثورة التحريرية المظفرة، ندوة تاريخية حول الثورة التحريرية المظفرة، أين استقبلت مجموعة من مجاهدي المنطقة الدين تمت دعوتهم لمشاركتنا هذا الحدث التاريخي الهام، حيث على مستوى قاعة المحاضرات بحضور رؤساء المصالح وجمع من إطارات وقـوات الشرطة والطلبة المتربصين وبعد الوقوف لتحية النشيد الوطني وكدا لحظة ترحم على أرواح شهداء الوطن، استهلت الندوة بمحاضرة تاريخية قيمة حول تاريخ الثورة التحريرية المظفرة ألقيت من قبل الاستاد الجامعي بكلية العلوم الاجتماعية والانسانية بجامعة 20 أوت 1955، الدكتور هيدوقي رشيد، تلتها مداخلات لجملة من مجاهدي المنطقة كل من المجاهد بوعيسي حسين، المجاهد بونور زيدان وكذا متقاعد من صفوف الأمن الوطني المجاهد صدود علي، الذين رغم تقدمهم بالسن إلا أنهم أبوا إلا أن يشاركوا قواتنا بهجة الاحتفال بالمناسبة، حيث بدورهم عرضوا مقتطفات حية عن مسيرتهم الثورية العظيمة في المنطقة التاريخية الثانية، المداخلات التي تركت أثرها العميق في أنفس قوات الشرطة الحاضرين خصوصا من الشباب.
الندوة اختتمت بحفل رمزي على شرف الأسرة الثورية لولاية سكيكدة المجاهدة أين تم تكريمهم عرفانا وتقديرا لهم بالتضحيات الجسام التي قدموها في سبيل حرية الوطن، مع أخذ صور تذكارية عائلية مع ضيوف أمن الولاية الدين أبدوا بهجتهم وسعادتهم العارمة بالدعوة التي وجهت لهم من قبل جهاز الشرطة ومشاركتهم الاحتفال بهذه المناسبة الغالية على قلوب كافة الجزائريين.