وقعت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية مع الوكالة الفضاء الجزائرية، أمس، اتفاقية تعاون تهدف إلى رصد دائم لتطور مساحات الإنتاج الفلاحي وتنميتها وكذا التنبؤ بالمردود الفلاحي والظواهر الطبيعية، على غرار الحرائق التي تكلف الدولة خسائر مادية معتبرة سنويا.
كما ترمي الاتفاقية، بحسب شادي كمال الأمين العام لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية، إلى تطوير وتكثيف الزراعة في بلادنا، الذي هو مرتبط باستغلال الموارد الطبيعية المتاحة في بيئة جافة وشبه جافة، مؤكدا أن الاعتماد على تكنولوجيات الفضاء وتطبيقاتها بات ضرورة حتمية لتنفيذ مشاريع التنمية الفلاحية والغابية والصيد البحري.
أوضح شادي في كلمة ألقاها خلال إشرافه على توقيع الاتفاقية بمقر وزارة الفلاحة، أمس، بالعاصمة، أن الاعتماد على صور الأقمار الصناعية والنظم المعلوماتية الجغرافية، يسمح بالرصد الدائم لتطورات فضاء الإنتاج الفلاحي والوسط الغابي وكذا الصيد البحري وتنميتها، إضافة إلى رصد الظواهر الطبيعية والتنبؤات بالمردود الفلاحي وإنجاز الخرائط الموضوعاتية، بما يسهل التحاليل واتخاذ القرارات المناسبة وتحديد التدابير للحفاظ والحماية.
وتم تحديد أهداف التعاون بين وزارة الفلاحة ووكالة الفضاء «ألسات»، بحسب شادي، إلى أربعة محاور وهي الغابات والمناطق الرطبة والصيد البحري وتربية المائيات، إضافة إلى مكافحة الجراد وحماية النباتات، التنمية الفلاحية وإنجاز الخرائط الموضوعاتية وهي كلها تشكل محتوى اتفاقية - الإطار التي سيتم المصادقة عليها ووضعها حيز التنفيذ.
كما يندرج مشروع التعاون، بحسب المتحدث، في إطار انتهاج النجاعة الاقتصادية والإدارة السلمية لتتطابق مع النمو الاقتصادي والتنوع البيولوجي والزراعة المستديمة والأمن الغذائي، مشيرا إلى أن واقع الفلاحة تعتريه تحديات ذات بعد إقليمي، على غرار التغير المناخي والتصحر وتدهور الأراضي والجفاف والتلوث والحرائق والفيضانات والأمراض وغزو الجراد وهي تحديات، يضيف شادي، مازالت تعوق على نحو خطير التنمية المستدامة لجميع البلدان، لاسيما النامية منها.
وذكر الأمين العام لوزارة الفلاحة، أن الجزائر تولي اهتماما بالغا لتطوير الأدوات العلمية والتقنية، على غرار التقنيات الفضائية وصور الأقمار الصناعية والنظم المعلوماتية الجغرافية، التي تسمح بالرصد الدائم لتطورات فضاء الإنتاج الفلاحي والوسط الغابي، في ظل ارتفاع ظاهرة الحرائق التي كلفت البلاد خسائر مادية فادحة خلال هذه السنة، ما يستدعي اللجوء إلى التقنيات الحديثة للرصد والمتابعة.
في هذا الإطار، ستوفر وكالة الفضاء الجزائرية أدوات علمية مبنية على صور الأقمار الصناعية ونظم المعلومات الجغرافية، تستفيد منها وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، حيث ستسمح هذه الأدوات برصد دائم لتطور مساحات الإنتاج الفلاحي وتنميتها ورصد الظواهر الطبيعية، تنبؤات المردود الفلاحي، وإنجاز الخراط الموضوعاتية لمتابعة كل طارئ على المستوى الوطني.