احتضنت قاعة السيلا أول أمس السبت لقاءً حمل عنوان «ما فائدة الفلسفة؟»، نشطه الأكاديميون محمد شوقي الزين، إسماعيل مهنانة، وبشير ربوح، وأداره الدكتور عمر بوساحة. وأكد شوقي الزين لـ»الشعب» أن الفلسفة تطرح أسئلة مصيرية بالنسبة للبشر، كالعنف والإرهاب والبيئة والتصحر، ما يجعلها ترتبط أكثر بمصير الإنسان وبالجوانب اليومية التي تمسّ الإنسانية في عمقها.
اعتبر محمد شوقي الزين، في مداخلته أن جوهر الفلسفة يقوم عليه الوعي البشري في حياتنا اليومية، وترتبط الفلسفة بما يجعل سعادة الإنسان وبما يحاول مقاومته من كل الأخطار التي تواجهه كالألم والتقلبات وغيرها بل هي حافز لمواجهة المشاكل. وإذا كان للمدينة هيكل وروح هم سكانها والحياة داخلها، فإن التفلسف هو ما يحرك الفلسفة من الداخل كما القاطنة مع المدينة. أما إسماعيل مهنانة فرأى في السؤال الذي حمله عنوان اللقاء مفخّخا وحاملا لنوع من التهكم، وركز على فكرة المنفعة، قائلا إن للفلسفة شقين تقني وتجاري، وإذا كان النموذج السائد داخل المجتمع مبنيا على الفائدة والمنفعة، فإن ذلك أشاع النظرة السلبية حول الفلسفة بأنها ليست ذات فائدة.
وعلى عكس مهنانة، أكدّ بشير ربوح أنّ الفلسفة لا تنزعج من الأسئلة وتقوم على السؤال والأسئلة تدفع العقل إلى التجديد والتغيير ولكن ظروف السؤال تبقى مختلف، كما لا يمكن دخول عالم الفكر إلاّ بالسؤال. وحاول ربوح الاستدلال بعديد الأمثلة على علاقة الفلسفة الوثيقة بالواقع المعيش، وبأنها يجب أن تهتم أكثر فأكثر بالقضايا التي تمسّ حياة الناس اليومية.
وعلى هامش اللقاء، صرّح لنا الدكتور محمد شوقي الزين قائلا، إن الغرض ليس أن نقول هل نستفيد من الأمور أو لا نستفيد، بل أن نواجهها ونجابهها، وأن نطرح هذا السؤال أو ذاك لأننا مدفوعون بالسؤال.. وإذا كانت العلوم قد انفصلت عن الفلسفة فهي تعود إليها اليوم لأن هذه العلوم مدفوعة بهذه الأسئلة الجوهرية التي تطرحها الفلسفة.. وأضاف شوقي الزين بأن الفلسفة ربطت سابقا بأسئلة ميتافيزيقية تفوقها، ولكن اليوم توجد أسئلة مصيرية بالنسبة للبشر تطرحها الفلسفة، كالعنف والإرهاب والبيئة والتصحر، ما يجعلها ترتبط أكثر بمصير الإنسان وبالجوانب اليومية التي تمسّ الإنسانية في عمقها.