طباعة هذه الصفحة

بن غبريت وميهوبي من صالون الكتاب:

المراهنة على تنمية الحس الجمالي لدى التلميذ

قصر المعارض: أسامة إفراح

ألقى كل من وزيرة التربية الوطنية السيدة نورية بن غبريت، ووزير الثقافة عزالدين ميهوبي، كلمة، أمس الأحد، بقاعة علي معاشي بقصر المعارض، افتتحا بها لقاء «الكتاب والمدرسة».اغتنمت بن غبريت الفرصة للإعلان عن إطلاق مسابقة «أقلام بلادي»، وإصدار الجزء الأول من المختارات الأدبية. بينما تعهّد ميهوبي بأن تمنح وزارته ألف كتاب للخمسين ثانوية المتفوقة في امتحان شهادة البكالوريا.
أعلنت وزيرة التربية الوطنية عن إطلاق مسابقة «أقلام بلادي»، وهي مسابقة وطنية للكتابة المبدعة موجهة لتلاميذ مرحلة التعليم الإلزامي والطور الثانوي، ستنطلق ابتداءً من منتصف شهر نوفمبر الداخل. كما كشفت عن الجزء الأول من المختارات الأدبية، وهي أنطولوجيا تجمع نصوصا لأدباء جزائريين من مختلف الأجيال واللغات، أنجزت بالشراكة مع وزارة الثقافة، هدفها «تشجيع التلاميذ على قراءة مؤلفات لأدباء جزائريين، أغلبهم يتمتعون بسمعة عالية».
وفي الكلمة التي ألقتها أمس بقاعة علي معاشي، خلال افتتاح اللقاء قالت بن غبريت إن الصالون الدولي للكتاب يعتبر «حدثا ثقافيا واجتماعيا هاما»، استغلت وزارة التربية تنظيمه لإطلاق مسابقة وطنية للكتابة المبدعة، وتقديم منشورات جديدة بالتعاون مع وزارة الثقافة، وزيارة 43 ألف تلميذ للصالون.
وعن المختارات الأدبية، قالت الوزيرة إنها 6 مختارات بثلاث لغات، العربية والأمازيغية واللغة الأجنبية الأولى، موجهة لتلاميذ مرحلة التعليم الإلزامي والطور الثانوي، وقد جاءت «في إطار استراتيجية وطنية لتنمية القراءة والكتابة في الوسط المدرسي، بكل ما تحمله من ارتباطات جمالية مع السينما والمسرح والموسيقى والرسم»، وأضافت بأن هذه هي «المرة الأولى التي يكون فيها منتوج مثل هذا، ثمرة اختيار مشترك، بل لنقل مؤسساتي، بعيدا عن الفردية والذاتية»، بمعنى أن الاختيار في السابق كان فرديا وأحيانا غير موضوعي، تقول الوزيرة، فيما صار اختيار النصوص اليوم جماعيا، وهو ما وصفته الوزيرة بـ»القفزة النوعية».وأضافت الوزيرة بأن هذه المختارات، التي استغرق العمل عليها سنتين، تعكس العلاقة الجدلية بين القراءة والكتابة، حيث «يجب على التلميذ أن يقرأ حتى يكتب كما يجب أن يكتب حتى يقرأ قراءة جيدة. من واجب المدرسة الجزائرية، مثلها مثل الدوائر الوزارية الأخرى، أن تضع قاعدة مشتركة للمراجع الوطنية التي تروي الجزائر حاضرا ومستقبلا، مع احترام حق التلميذ في تربية تنمي فيه الحس الجمالي، بمختلف أشكاله الفنية»، تقول بن غبريت.
وتأتي هذه المختارات لتشكل دعامة تعليمية تخدم النشاطات اللغوية، الشفوية منها والكتابية، كما «نمكّن التلاميذ من تقاسم ثقافة أدبية جزائرية مشتركة في مختلف صورها»، أما بيداغوجيّا، فهي وثيقة مرافقة تعدّ «أداة مساعدة لتكوين الأساتذة»، و»صورة عن التعابير اللغوية المتعددة للتلميذ وللأدباء»، و»توظيفا لمؤلفات مترجمة من لغة إلى أخرى». ولم تغفل الوزيرة التطرق إلى المستقبل، حينما تحدثت عن «الاعتماد على طرق مبتكرة في تعليم اللغات وتعلّمها»، و»تشجيع نشر منشورات كتابية متخصصة جديدة في أدب الأطفال والشباب».وخلصت الوزيرة إلى أن هذه المختارات سيتم تداولها أولا في المؤسسات المدرسية ووضعها تحت تصرف ممتهني تصميم وإعداد الكتب المدرسية، على أن يتم بيعها لعامة الناس، من طرف الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية، لتصب فوائد هذه المبيعات في صندوق الرعاية الوثائقية، لصالح المكتبات المدرسية.
من جهته، وصف ميهوبي المدرسة بأنها «أصل التطور والتنمية والتفوق والنهضة وذلك ما ننشده جميعا»، كما اعتبر المدرسة «مسؤولية الجميع لذلك نحن موجودون إلى جانب الوزيرة لترقية النصوص الأدبية الجزائرية في المناهج المدرسية». وتساءل كيف للبلد الذي قدم خيرة الكتاب عبر التاريخ أن يكون غائبا في مناهج مدرسته، مضيفا بأن هذه النصوص ستكون للتلاميذ معالم في حياتهم الثقافية من خلال أسماء مثل أبوليوس وآلاف الأسماء الموجودة في المكتبة الجزائرية عديد الأنطولوجيات لكتاب جزائريين عبر التاريخ.
وأكد ميهوبي أن هذه المختارات تبقى مفتوحة والمهم هو الصدق في الاختيار وانتقاء الأجود لتنمية الذوق، بناء على معايير جمالية وعمق وليس على أساس العلاقات، وقال: «إن لم يهتم الجزائريون بالتعريف بأدبهم فلا تتنظر أن يأتي آخرون ليفعلوا ذلك».
وكشف الوزير عن استعداد وزارة الثقافة لمساعدة أفضل 50 ثانوية وطنية حققت أفضل النتائج في البكالوريا بمنح 1000 كتاب لكل ثانوية، «حتى ننشئ مكتبات في المؤسسات الناجحة لتكون نموذجا للتفوق».