طباعة هذه الصفحة

محمود بوعنيق لـ «الشعب»:

النّاخب الوطني مطالب بالتّركيز على الجانب البسيكولوجي في التّحضير

حاورته: نبيلة بوقرين

أكّد الدولي الجزائري السابق محمود بوعنيق في حوار خص به جريدة «الشعب»، أن المنتخب الوطني لكرة اليد في صراع كبير مع الوقت من أجل ضمان تحضير في المستوى لتحقيق الهدف المسطر خلال البطولة الأفريقية التي ستجري وقائعها مطلع العام القادم بالغابون لأنه تبقى أقل من 3 أشهر فقط عن انطلاق أكبر منافسة للكرة الصغيرة في القارة السمراء، وطالب المسؤولين بضرورة إيجاد الحلول اللازمة لإعادة هذه الرياضة إلى مكانتها الحقيقية.
 الشعب: كيف ترى حظوظ الفريق الوطني في البطولة الإفريقية؟
 محمود بوعنيق: مهمة المنتخب الوطني في البطولة الأفريقية ستكون صعبة لكنها ليست مستحيلة لأننا تأخرنا كثيرا في انطلاق عملية التحضير الخاصة بهذا الموعد الكبير المتعلق بالكرة الصغيرة الأفريقية، وفي نفس الوقت البطولة الوطنية انطلقت متأخرة ما يعني أن اللاعبين غير جاهزين من الناحية البدنية لأن الرياضة بصفة عامة تتطلب العمل خلال فترة التحضيرات التي تسمح للرياضي أو اللاعب بالتألق لتصحيح الأخطاء المرتكبة وبعدها يكتسب الخبرة والثقة عندما يلعب المباريات
 ما هي الحلول المناسبة للتدارك في مثل هذا الوضع الصّعب؟
 أنا شخصيا متفائل بتحقيق الهدف المسطر والمتمثل في تحقيق أحد المراكز المؤهلة للطبعة القادمة من بطولة العالم بعدما غبنا عن موعد فرنسا في العام الجاري، خاصة أن الإمكانيات متوفرة ولكن يبقى المشكل الوحيد هو الوقت لأننا تأخرنا كثيرا في بداية العمل، ولهذا فإن المدرب الجديد عليه أن يعرف كيف يتعامل مع المجموعة بالشكل اللازم من خلال توظيف الخبرة والتجربة التي يملكها للتدارك.
 هل تعتقد أنّ أفنديتش هو الرجل المناسب لإعادة الفريق إلى الواجهة؟
  المدرب أفنديتش أعرفه بصفة شخصية لأنه درب في فرنسا في الوقت الذي كنت أنشط في هذا الدوري، إضافة إلى عمله في ألمانيا ويملك إمكانيات وخبرة طويلة ولكن هذا قبل 20 سنة، ما يعني أن الأمور تغيرت ولا أدري إن بقي مثل السابق ولكن المهم حاليا أنه يتمكن من معرفة الفريق وعقلية اللاعبين قبل أي شيء آخر حتى يتمكن من تسيير الأمور تسهل عليه عملية الخطاب لأننا متأخرين ولا يوجد الوقت الكافي ما يعني أنه سيعمل على الجانب البسيكولوجي حتى يهيئ المجموعة ويقنع اللاعبين المعنيين بالبطولة الأفريقية بأنهم قادرين على الذهاب بعيدا، وهذا أهم عامل للنجاح في قيادة الفريق الوطني لأن المرتبة الثالثة ليست مستحيلة المنال والجميع يعرف تاريخ الجزائر في كرة اليد التي صنعت ما لم تصنعه الرياضات الأخرى.
 ما هو تعليقك على الوضع الحالي للفريق الوطني؟
  المنتخب الوطني كان غائبا تماما عن المنافسة لمدة سنتين كاملتين، ولم يقم بأي تربص تحضيري ما يعني أن اللاعبين لم يلتقوا مع بعضهم لفترة طويلة وهذا ما أثر من دون شك على كل الجوانب، ولهذا قلت أن المدرب مطالب بإيجاد الحلول اللازمة لأنه في صراع مع الوقت حتى يحقق نتائج إيجابية في الموعد القاري لأن المنطق يقول أن المهمة صعبة لكن مثلما هو معروف لا يوجد أي شيء مستحيل في الرياضة، وهذا هو الواقع الذي نشهده في السنوات الأخيرة لأن الفريق الذي يؤمن بإمكانياته وقدراته ويلعب بإرادة وعزيمة أكيد سيتجاوز كل العراقيل، وهذه النقطة التي تحدثت عنها من قبل ما يعني أن المدرب الحالي مطالب بإعداد لاعبيه معنويا لربح الكثير من الوقت.
 ما رأيك في الأداء المقدّم خلال الدّورة الودية بتونس؟
 في البداية علينا أن نطرح السؤال هل يستطيع المدرب النجاح في تحضير اللاعبين للموعد الأفريقي؟ لأنه يتحدث عن مشكل كبير وهو الوقت ولهذا فإن دورة تونس الودية كانت فرصة من أجل لعب بعض المباريات للعودة إلى العمل الجماعي بعد طول غياب ولا تهم النتائج المحصل عليها وهذا هو رأي الشخصي لأنني اعرف الميدان واعرف جيدا الوضع، ولهذا فإن اللاعبين يجب أن لا يتأثروا بالخسارة أبدا وعليهم أن يجعلوا هذا الموعد بمثابة الانطلاقة من أجل تصحيح الأخطاء مستقبلا لتفادي النقائص المسجلة، وعليهم أن يستفيدوا من كل دقيقة يلعبونها والمهم أن لا تكون هناك إصابات، كما يجب أن يمنح المدرب الفرصة لجميع اللاعبين للمشاركة لتجاوز الضغط وكسب ثقة أكبر لتقديم الإضافة للفريق في المنافسة الرسمية.
 هل سينجح المدرّب أفنديتش في قيادة «الخضر» في كأس إفريقيا؟
 يجب أن يعرف الجميع أن المأمورية لن تكون سهلة لأن الفرق الأخرى بدأت في التحضير منذ فترة طويلة وهم جاهزين على غرار كل من تونس، مصر، إضافة إلى المغرب الذي تعاقد مع مدرب تونسي والهدف من وراء ذلك هو التأهل لبطولة العالم القادمة وفي نفس الوقت فإن البطولة الأفريقية ستكون بالغابون وهذا الأخير سيعمل على التواجد في أفضل مرتبة لأنه أمام جمهوره، وكل هذه النقاط يجب أن تأخذ بعين الاعتبار من طرف الجميع ما يعني أن المنافسة ستبنى على جزئيات صغيرة جدا لأنه قبل أن يكون لدينا فريق يجب أن نكون مجموعة وقبل التناسق يجب أن يتعود اللاعبين على بعضهم البعض حتى يكون هناك تفاهم وروح المجموعة، وفي ظل كل هذه الأمور كلنا متفائلون بنجاح الفريق الوطني في الذهاب بعيدا، ونطلب من كل المسؤولين والمعنيين بضرورة العمل على إعادة كرة اليد الجزائرية إلى الواجهة من جديد لأننا نملك الإمكانيات.