طباعة هذه الصفحة

مختصون ومجاهدون يؤكدون في ندوة تاريخية بباتنة:

سكان الأوراس أثبتوا أن وطنيتهم فاقت كل التوقعات

باتنة: لموشي حمزة

أشاد عدد من المجاهدين من الرعيل الأول للثورة بحضور أساتذة جامعين ومختصين في تاريخ الجزائر بتاريخ وتضحيات منطقة الأوراس التي كانت ـ حسبهم - خاصرة الثورة الجزائرية ومهد الثوار، معتبرين احتضان الأوراس للثورة وتفجيرها منها فخرا وشرفا للجزائر ومدرسة وطنية في التحضير للثورة التحريرية، التي قهرت الجيش الفرنسي.

أبرز متدخلون في ندوة تاريخية احتضنتها ملحقة متحف المجاهد بمدينة باتنة في إطار برنامجه المسطر للاحتفال بالذكرى الثالثة والستين لاندلاع ثورة الفاتح نوفمبر 1954، والتي بادرت بتنظيمها جمعية مشعل الشهيد، أن وفاء وصدق سكان منطقة الأوراس وحرصهم على سرية التحضير للثورة عكس وطنيتهم التي فاقت كل التوقعات وساعدت رفقة الطبيعة الجغرافية للمنطقة التي تتميز بتضاريس جبلية وعرة وكذا الاستعداد الكبير للسكان بقيادة الشهيد مصطفى بن بولعيد جعل من نجاح الثورة أمرا محتوما وفرصة ثمينة لطرد المستعمر الغاشم وزعزعة ثقته.
وأوضح الدكتور محمد لحسن أزغيدي أستاذ التاريخ بجامعة الجزائر 02 خلال تدخله حول أهمية منطقة الأوراس ودورها في التعجيل بإندلاع الثورة أن الاهتمام بالمنطقة من طرف صناع الثورة زاد أكثر بعد اكتشاف أمر المنظمة الخاصة من طرف الاستعمار الفرنسي ليكون المجاهدون أمام أمر حتمي واحد هو اللجوء للأوراس ليكون الملاذ الآمن لهم لمواصلة التخطيط لتفجير الثورة بعد التأكد من وطنية الأوراسيين وحقدهم الدفين على الاستعمار وحبهم اللامحدود للجزائر، حيث أشار الدكتور زغيدي إلى لجوء أغلب أعضائها الذين كانوا ملاحقين عبر مختلف أنحاء الجزائر في الفترة ما بين 1950 و1954 إلى الأوراس.
وأضاف المتحدث أن المستعمر الغاشم رغم إمكانياته الكبيرة في المخابرات والأسلحة لم يتمكن خلال تلك الفترة والمقدرة بـ 4 سنوات قبيل اندلاع الثورة من اكتشاف مكان تواجد أعضاء المنظمة السرية في الأوراس.
كما أشار عضو مجلس الأمة عمار ملاح رئيس جمعية أول نوفمبر أن العمليات التي نفذت في بداية الثورة التحريرية وكللت بالنجاح رغم الحصار الكبير الذي مارسه الفرنسيون على المنطقة بين صمود سكان الأوراس وإيمانهم بعدالة قضيتهم الأمر الذي ساهم في انتشار الوعي التحرري بباقي مناطق الوطن.
30 مليون دينار لترميم مقر منظمة المجاهدين
قرر والي باتنة عبد الخالق صيودة تخصيص غلاف مالي قدره 30 مليون دينار لترميم مقر المكتب الولائي للمنظمة الوطنية للمجاهدين بعد زيارته للمقر، حيث وقف على حجم الإهمال الذي طال رمزا وطنيا وثوريا خاصة وأنه في عاصمة الأوراس ومهد الثورة كما أشار صيودة، الذي تأسف كثيرا لما آل إليه مقر تاريخي يجمع صناع الثورة، خاصة وأنه معلم تاريخي يتوسط مدينة باتنة.
وأشار الوالي أن عمليات الترميم التي ستشمله، تندرج في إطار التحضير للاحتفالات المخلدة للذكرى الثالثة والستين لاندلاع ثورة الفاتح نوفمبر 1954، حيث أكد على ضرورة إنهاء أشغال الترميم في آجالها القانونية وبالمواصفات القانونية؛ مع احترام معايير الإنجاز التقنية ردا لجميل شهداء الوطن والمجاهدين، وإبراز تاريخهم النضالي المجيد بعدما رفضوا الاستعمار جملة وتفصيلا كما أوضح صيودة لبعض المجاهدين الذين التفاهم بالمناسبة والذين ثمنوا مبادرة الوالي التي وصفوها بالسابقة في تاريخ الولاية باتنة.
ومن المنتظر أن تنطلق أشغال ترميم المقر الحالي لمنظمة المجاهدين يوم الفاتح نوفمبر 2017، بمناسبة عيد الثورة وقد تم تكليف ديوان الترقية والتسيير العقاري لإنجاز أشغال الترميم، وذلك بعد الاطلاع على تقرير الخبرة المعَد من طرف هيئة الرقابة التقنية للبناء، وإسناد مهمة متابعة الأشغال لمديرية التعمير والبناء والهندسة المعمارية والمصالح التقنية لبلدية باتنة، ويعتبر مقر منظمة المجاهدين من باتنة من بين أعرق المقرات التاريخية بمنطقة الأوراس، حيث كان يستغله رئيس الدائرة “دي لا بلانك” في الحقبة الاستعمارية، لتسيير المدينة وتنفيذ قرارات الحاكم الفرنسي، ليستغل بعد ذلك كمقر لمحافظة جبهة التحرير الوطني بعد الإستقلال قبل تحويله إلى المكتب الولائي لمنظمة المجاهدين.