نشط وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، ونائب وزير الثقافة بجمهورية جنوب أفريقيا السيدة ماكوتسو سوتيو، أول أمس الخميس، لقاءً بوسائل الإعلام، جددا فيه تمسك البلدين بالعلاقات العميقة التي تجمع بينهما. كما أعلن ميهوبي، خلال اللقاء الذي حضره محافظ الصالون حميدو مسعودي، وسفير جنوب أفريقيا بالجزائر دينيس دلومو، عن قبول الجزائر النزول ضيف شرف على الشهر الأفريقي الذي سينعقد بجنوب أفريقيا الشهر المقبل.
اعتبر ميهوبي أن وقوع الاختيار على جنوب أفريقيا لتكون أول ضيف شرف من القارة السمراء في صالون الجزائر الدولي للكتاب، اختيار نابع من عدة قناعات، كون هذه الدولة الصديقة هي قوة ثقافية واقتصادية بامتياز، ولأن العلاقات بين البلدين تعود إلى ثورة التحرير. «يكفينا فخرا أن نكون البلد الأول الذي اختاره مانديلا لزيارته بعد خروجه من السجن، عرفانا بدور الثورة الجزائرية في تعميق حسه الثوري»، يقول ميهوبي، مذكّرا بما قام به رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، حينما كان وزيرا للخارجية سنة 1974، السنة التي ترأس فيها الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقام بطرد وفد نظام الميز العنصري من القاعة.
أما في الشق الثقافي، فقد أشار الوزير إلى أن دولة جنوب أفريقيا منحت القارة الأفريقية جائزتي نوبل في الآداب، ونالت الكثير من الجوائز في السينما وبقية الفنون: «هذا دليل على التوافق بين شعبين يشكلان حجري زاوية وجسرا يربط بين شمال وجنوب القارة، والثقافة هي أفضل مادة لبناء هذا الجسر».
كما أشاد وزير الثقافة بتنظيم ملتقى مئوية مولود معمري، واستحضر أسماء ثقافية وأدبية رحلت عنا هذه السنة، على غرار رضا مالك، عبد الرحمن حاج صالح، مالك شبل، عبد الكريم جيلالي، ديهيا لويز، عبد اللطيف بن أم هاني، بلعباس ندّار، محمد حموتن، عبد الوهاب حمودة، أندريه رافيرو، شارل هنري فافرو.
قبل ذلك، كانت السيدة ماكوتسو سوتيو نائب وزير الثقافة بجمهورية جنوب أفريقيا، قد أعربت عن تشرّف جنوب أفريقيا حكومة وشعبا بنزولها ضيف شرف على هذه الطبعة، فتظاهرة مثل صالون الكتاب عامة تخلق فرصا للتبادل والتعاون الثقافي، وتعزز العلاقات بين البلدين والشعبين، خاصة وأن التبادل الثقافي والدبلوماسي يقلص المسافات بين الثقافات والشعوب، ويحول دون الشقاقات أو النزاعات.
وتطرقت المسؤولة الجنوب أفريقية إلى الكتب التي يقترحها فضاء ضيف الشرف، والتي يدور موضوعها حول الموروث الأدبي والكفاح التحرري. كما نوهت بأن هذه التظاهرة تصادف مئوية أوليفر ريجينالد تامبو، الذي لعب دورا محوريا في النضال التحرري في جنوب أفريقيا.
«السنة القادمة سنحتفل بالذكرى المئوية لميلاد الزعيم نيلسون مانديلا، وندعوكم لمشاركتنا هذه الاحتفالية»، صرّحت ماكوتسو سوتيو، مذكّرة بالدور الفعال الذي لعبته الجزائر في كفاح جنوب أفريقيا، والذي يتواصل في الشراكة الاستراتيجية بين البلدين اللذين يطمحان إلى أفريقيا أفضل. كما عادت إلى الأسبوع الثقافي الجنوب أفريقي بالجزائر مطلع هذه السنة، الذي كان فرصة لعرض المواهب وتذوق الفن الأفريقي.