دعا وزير المجاهدين، الطيب زيتوني، أول أمس، بالجزائر العاصمة، إلى « قطع الطريق أمام المشككين والمشوهين للمسيرة التنموية للجزائر»، مبرزا أهمية «تعزيز الروح الوطنية حفاظا على رسالة ثورة نوفمبر المجيدة».
قال زيتوني، في مداخلة له خلال ندوة نظمها منتدى الذاكرة للمديرية العامة للأمن الوطني، بمناسبة الاحتفال بالذكرى 63 لاندلاع الثورة التحريرية، إن «استقراء ما يدور من حولنا في المحيط الداخلي والخارجي «، يستدعي « قطع الطريق أمام المشككين والمترددين والمشوهين لمسيرة البلاد والعباد».
وأكد الوزير خلال هذه التظاهرة، التي حضرها وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة، نور الدين بدوي والمدير العام للأمن الوطني، اللواء هامل، على أهمية « التطلع لتحقيق الأهداف المسطرة وذلك من خلال مواصلة زرع الثقة والوقوف جميعا بتماسك وتلاحم لإبراز مجهودات الشعب حتى لا نترك لأي كان أن يمس بأرض الشهداء والمجاهدين».
وبعد أن أبرز زيتوني أن إحياء الذكرى 63 لاندلاع الثورة التحريرية، تعد «محطة لاستلهام العبر والدروس من رسالة أول نوفمبر الخالدة، ذكر بالإنجازات المحققة في مختلف الميادين، بفضل السياسة الرشيدة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة»، متطرقا في هذا الشأن إلى «الحرص الشديد الذي يوليه رئيس الدولة في مجال الحفاظ على الذاكرة الوطنية».
وبالمناسبة، أوضح زيتوني، مساعي قطاعه في مجال جمع الشهادات الحية المتعلقة بالتاريخ الوطني ومختلف المراحل الخاصة بمعالجة هذه المادة المستغلة من قبل المؤرخين، مجددا تأكيده على حرص السلطات الجزائرية على استرجاع الأرشيف الوطني المتواجدة حاليا بفرنسا وكذا جماجم الشهداء ومعالجة ملف المفقودين والتعويضات الخاصة بضحايا التفجيرات النووية بالجنوب.
من جانبه، ذكر بدوي بجهود قطاعه الرامية إلى «الحفاظ على ذاكرة الثورة الوطنية وتمجيد المكتسبات وصون الوديعة وتمرير رسالة الشهداء والمجاهدين إلى بنات وأبناء الجمهورية».
وفي هذا السياق، أكد على مساهمة وزارته في توفير ما بحوزتها من رصيد معلوماتي ومادة تاريخية وشهادات حية، مبرزا أن هذه المساهمة تندرج في إطار تجسيد توجيهات الرئيس بوتفليقة في مجال المحافظة على الذاكرة الوطنية.
كما أشار الوزيرـ بالمناسبة ـ إلى مساعي المديرية العامة للأمن الوطني من أجل تعزيز التنسيق والتعاون مع وزارة المجاهدين في المجال التاريخي وتبليغ الذاكرة الوطنية للأجيال القادمة.
جدير بالذكر، أن الندوة تابعها طلبة مدارس الشرطة على المستوى الوطني عبر تقنية التحاضر عن بعد.
ضبط المصطلحات والمفاهيم في كتابة التاريخ بنهج موضوعي
دعا وزير المجاهدين الطيب زيتوني، أول أمس، بالجزائر العاصمة، كل الفاعلين في الميدان إلى «مواصلة الجهود والمثابرة من أجل التمكن من ضبط المصطلحات والمفاهيم لكتابة التاريخ الوطني بنهج موضوعي وذلك لصيانة الذاكرة التاريخية باعتبارها الأسمنت الذي يقوي الوحدة الوطنية».
وأكد الوزير في كلمة له في اليوم الدراسي حول «المصطلحات والمفاهيم التاريخية - تاريخ الجزائر 1830- 1962 «على ضرورة « تقريب وتوحيد المفاهيم والمضامين في سياق منهجي واستراتيجي لإنجاز مواضيع علمية وبحوث ودراسات تاريخية رصينة تساهم في صيانة الذاكرة التاريخية لفائدة الأجيال الصاعدة».
ودعا زيتوني في هذا الإطار الأساتذة والباحثين إلى «منح الأهمية لهذا الموضوع من خلال تسليط الضوء على المنهج المناسب لتوحيد المفاهيم وتثمينها لصيانة التراث الثقافي التاريخي من خلال تدوين مآثر التراث التاريخي والبحث والكشف عن الحقائق التاريخية المملوءة بالأمجاد ومضاعفة الجهود للتمكن من تجنيد الناشئة حول القضايا التنموية في البلاد».
وذكر في هذا الشأن بـ «العناية الكبيرة التي يوليها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لمجال التاريخ من أجل تحصين ذاكرة الامة وترسيخ القيم الروحية والحضارية ومقومات الهوية الوطنية والحفاظ على الوحدة الوطنية»، مشيرا إلى أن «المادة 76 من الدستور الجديد تنص على ضرورة ترقية كتابة التاريخ وتقديمه للناشئة».
واعتبر الوزير هذا اللقاء الذي ينظمه المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954، بمناسبة الذكرى 63 لاندلاع ثورة أول نوفمبر «نقلة نوعية في عمل القطاع ومنهجية جديدة لبلوغ هدف كتابة تاريخ الأمة باستعمال مصطلحات ومفاهيم علمية دقيقة»، مشيرا إلى أنه تم لحد الآن جمع الكثير من الشهادات الحية ووضع مسح شامل لكل الأعمال الفدائية ومراكز التعذيب والتنكيل إلى جانب تحيين بطاقية وطنية في هذا المجال على مستوى الوزارة «.
وأكد زيتوني أن «المادة التاريخية الخام قد تم توفيرها لفائدة المؤرخين لاستغلالها»، ملحا على ضرورة «ضبط المصطلحات والمفاهيم في كتابة تاريخ الثورة التحريرية».
وبالمناسبة أعلن الوزير أن المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954 قد أنجز كتابا تاريخيا لفائدة الأطوار التعليمية الثلاثة وسلم إلى قطاع التربية للمساهمة في ترسيخ ذاكرة الأمة لدى الناشئة».
وبخصوص البرنامج المسطر لإحياء ذكرى أول نوفمبر أكد الوزير أنه تم تسطير «برنامج ثري يعكس ويبرز مغزى تضحيات شهداء الثورة التحريرية والملحمة الوطنية، حيث سيتم على مستوى ولايات الوطن تنظيم عدة نشاطات تاريخية وعروض ثقافية وفنية ورياضية والقيام بتسجيلات سمعية وبصرية وعقد ندوات وموائد مستديرة ومحاضرات وندوات ومعارض».
وفي تصريح صحفي على هامش هذا اللقاء أكد الوزير في رده على سؤال حول «إعادة تنشيط عمل اللجان الجزائرية الخاصة بالعمل مع الجانب الفرنسي ملفات خاصة باستعادة الأرشيف الوطني وتعويض ضحايا التفجيرات النووية بمنطقة الجنوب وملف المفقودين واسترجاع جماجم شهداء المقاومة الشعبية المتواجدة بمتحف باريس — أن دراسة هذه الملفات متوقفة نظرا للتغييرات السياسية التي عرفتها فرنسا حاليا». غير أنه أكد من جهة أخرى أن السلطات الجزائرية «تواصل سعيها وجهودها لإعادة بعث وتنشيط عمل هذه اللجان لإيجاد حل نهائي لهذه القضايا المعلقة لحد الآن».