تشهد معظم المناطق الزراعية بولاية بجاية تضررا بفعل نقص الأمطار، وهو ما يكبد خسائر كبيرة للفلاحين خاصة مع نقص السقي عن طريق الرش المحوري أو التقطير، وهو ما دفع بأصحاب المهنة إلى طلب المساعدة من طرف الجهات الوصية لإنقاذهم.
وفي هذا السياق، أكد السيد أعمارة ممثل عن الفلاحين، لـ»الشعب»، أن بلدية تازمالت مسّها الجفاف بسبب نقص الأمطار التي لم تتساقط منذ شهور، وانعكس بالسّلب على حملة الحرث والبذر للسنة الفلاحية الجديدة، حيث شهدت وتيرة متباطئة كون الفلاحين تخوفوا من الظروف الطبيعية والمناخية المتقلبة والصعبة، بسبب تذبذب تساقط الأمطار خاصة هذه السنة، التي ساهمت في انخفاض نسبة الإنتاج ومردودية الانتاج الهكتار الواحد، وما زاد الأمر تعقيدا نقص شبكات السقي.
مؤكدا أن الحل للمحافظة على المحصول الزراعي، يتمثل في استلام رخص جديدة لحفر آبار ارتوازية، وسقي الأراضي الفلاحية، حيث يبقى الأمل في تدخل الجهات المختصة بالولاية، خاصة أن المنطقة معروفة بنشاطها الفلاحي وإنتاجها لثمرة الزيتون التي تعد النشاط الأبرز للسكان، بالإضافة إلى غرس أنواع أخرى من الأشجار والمحاصيل الزراعية، لتفادي تضرّر هذه الثروات المهدّدة بالجفاف، ويبقى الأمل في تساقط الأمطار بكميات معتبرة لضمان ارتفاع منسوب المياه الجوفية.
وبحسب السيد نورين من الفرع الفلاحي، تسعى المديرية الوصية جاهدة لإنقاذ هذه المحاصيل بعد موجة شحّ السّماء، حيث عمدت إلى زيادة توسيع المساحات المسقية، على مستوى الحقول التي لم تثمر محاصيلها بصفة جيدة، وبإمكان الفلاحين أن يقوموا بسقي الحقول التي لا زالت خضراء سقيا تكميليا، بواسطة الرش والإمكانيات المتوفرة لديهم دون انتظار ما تجود به السماء عليهم. وتتميز ولاية بجاية بقدرات فلاحية هامة، مكّنتها من تعزيز مختلف الأنشطة الزراعية، سيما بعد تدابير الدعم التي منحتها الدولة للفلاحين بهدف تنمية وتحديث مختلفة الأنشطة الفلاحية وتعزيز الإنتاج، وتبلغ مساحة الأراضي الفلاحية الساحلية، حسب ذات المتحدث 287294 هكتارا، منها 130348 هكتارا مساحة المزروعة، 34446 هكتارا من المراعي، فيحين تتربع الغابات والمرتفعات الجبلية على مساحة تقدر بـ 122500 هكتار.
وفيما يخص الأشجار المثمرة تقدر مساحتها بـ 70050 هكتارا من أشجار الزيتون، و13550 هكتارا من أشجار التين، كما تُقدر المساحة المزروعة في الجهة الشرقية بألفي هكتارا، وفي الجهة الغربية تقدر مساحة السهول المزروعة بـ بألف هكتارا، كما تنتشر الزراعة المكثفة على طول الشريط الساحلي وعلى السهول المحاذية لحوض الصومام، وتكثر حقول الخضر الموسمية وزراعة الحمضيات والحبوب التي تبلغ مساحتها 8آلاف هكتارا.