نظم صحفيون وإعلاميون يمثلون مختلف وسائل الإعلام الوطنية السمعية البصرية والمكتوبة، أمس، وقفة سلمية بمقر دار الصحافة الطاهر جاووت، ودعوا الأوصياء على القطاع وكذا زملاءهم إلى الاتحاد والتكتل تحت لواء واحد لإعادة قطاع الإعلام إلى جادة الطريق بعد تسجيل تراجع رهيب لمستوى المهنية في الآونة الأخيرة.
ندد المشاركون في الوقفة السلمية التي احتضنتها دار الصحافة طاهر جاووت بالجزائر العاصمة، أمس، بظروف العمل الاجتماعية والمهنية الصعبة التي يعيشونها والتي بات يعرفها القطاع في الفترة الأخيرة، محملين المسؤولية لزملائهم من الدخلاء على المهنة، مؤكدين أن مؤشرات احترام أخلاقيات المهنة في تراجع كبير واصفين الوضع بالمأساوي للغاية.
وقفة الصحافيين جاءت بمناسبة الاحتفائية باليوم الوطني لحرية الصحافة المصادف لـ 22 أكتوبر من كل سنة، حيث شارك في الوقفة وجوه إعلامية كبيرة على الساحة الإعلامية في تناسق مع جيل اليوم، وصرح بعضهم لوسائل الإعلام بمشاركة «الشعب» أن الحضور للوقفة هو للتذكر والعرفان لجيل العشرية السوداء ممن قضوا نحبهم في سبيل خدمة الإعلام الوطني دفاعا عن البلاد.
فيما يتعلق بالوضع الاجتماعي دعا الصحافيون إلى «ضرورة رفع الغبن عن الصحفي، نتيجة الظروف المهنية والاجتماعية المزرية التي يعيشها أصحاب مهنة المتاعب بلا استثناء، ونادى الصحفيون في الحركة السلمية التي نظموها «بتحقيق جملة من المطالب الاجتماعية والمهنية التي تعيد لهم الاعتبار وتصون كرامتهم والمتمثلة في تحسين الأجور والاستفادة من السكنات والحماية من المضايقات والضغوط في تأدية المهنة على أحسن وجه، مطالبين بوحدة الصف وتجاوز الانشقاق الذي أضر كثيرا بالعمل في هذا القطاع الحساس، الذي بات ملاذا للانتهازيين والدخلاء على المهنة ممن يخدمون مصالح شخصية، بعيدا عن الاحترافية والمهنية التي ينبغي أن تكون دستور عمل مهنة المتاعب.
في هذا الصدد ألحت الصحفية نائلة بن رحال بيومية «لوريزون» الناطقة بالفرنسية على ضرورة احترام أخلاقيات المهنة وتوحيد الصحفيين باتخاذ قرارات جماعية، داعية إلى ترك الحساسيات جانبا من أجل تحقيق المطالب، مشيرة أن هذه الوقفة السلمية ستكون بادرة خير على الصحفيين وأهل المهنة الذين هم بحاجة إلى رفع المستوى أكثر لتحقيق المهنية المرجوة.
بدورها تأسفت الإعلامية صورية بوعمامة مذيعة سابقة بالتلفزيون الوطني لوضع قطاع الإعلام بصفة عامة والصحفي بصفة خاصة، وذكرت أن مستوى المهنية في تراجع رهيب نتيجة غياب الحس الصحفي والمسؤولية الاجتماعية التي ينبغي أن تكون هي الأساس في العمل الإعلامي.
في سياق ذي صلة أشار الصحفي لخضر داسة بيومية «وقت الجزائر» إلى أهمية الاحتكام إلى أخلاقيات المهنة التي تضمن للصحفي مكانة اجتماعية هامة في المجتمع، إضافة إلى أن ذلك يعبر عن مسؤولية الصحفي باعتباره ناقل هموم المواطن وانشغالاته إلى الجهات الوصية.
من جهته، شدد الصحفي عزيز طواهر من جريدة «صوت الأحرار» على ضرورة حماية أهل المهنة من الاستغلال إلى أبعد مدى، مؤكدا أنه حان الوقت لرد الاعتبار لقطاع الإعلام والصحفيين الذين يعانون ظروفا صعبة في مؤسساتهم الإعلامية سيما من الناحية الاجتماعية.
وأكد المشاركون في الوقفة من صحفيين ومصورين ورؤساء تحرير أنه حان الوقت ليرفع أهل مهنة المتاعب من المستوى ومواجهة التحديات، في حين أشاد البعض منهم برسالة رئيس الجمهورية التي أكدت على ضرورة دعم القطاع أكثر وتخصيص صندوق لدعم الصحف في ظل الأزمة المالية.