كشف وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية نور الدين بدوي، أمس، عن استحداث قوانين جديدة تعزز مكانة المرأة في الحياة السياسية ضمن تعديل قانون الأحزاب السياسية وقانوني البلدية والولاية، في حين دعا المواطنات إلى المشاركة بقوة في الانتخابات القادمة، معلنا عن استحداث جائزة سنوية للمرأة المنتخبة في المجالس المحلية.
رغم المكانة التي تحظى بها المرأة الجزائرية في المجال السياسي، إلا أن وزير الداخلية بدوي أكد تعزيز هذا التوجه الذي بات أمرا ملحا في إطار ترقية العنصر النسوي، حيث من المرتقب تضمين قانوني البلدية والولاية إضافة إلى قانون الأحزاب السياسية تشريعات تمنح النساء مكانة أوسع سيما ما تعلق بالتمثيل في المجالس المنتخبة.
أوضح بدوي في كلمة ألقاها، أمس، بفندق الجزائر بالعاصمة، خلال اختتام برنامج تكوين المنتخبات الذي رعاه مكتب الأمم المتحدة بالجزائر ومولته سفارة مملكة بلجيكا أن تفعيل دور المرأة يندرج ضمن تطبيق تعليمات رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي أعطى النساء دورا بارزا في كل المجالات سواء السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
كما ذكر الوزير بدوي أهم المراكز التي تبوأتها المرأة خلال السنوات الأخير ة في إطار توسيع مجالات عملها، فبالإضافة إلى أربع وزيرات يضم قطاع الجماعات المحلية ثلاث واليات ومنتدبتين، إضافة إلى 37 رئيسة دائرة، وفي هذا الخصوص أكد أن رفع عدد النساء جاء خلال التعديل الذي أجراه رئيس الجمهورية ومس سلك الولاة مؤخرا.
يسجل قطاع الجماعات المحلية كذلك 121 نائب بالمجلس الشعبي الوطني، مشيرا إلى ارتفاع نسبة تمثيل المرأة في المجالس المنتخبة إلى 30 بالمائة، بفضل نظام الكوطة الذي يفرض على الأحزاب السياسية إشراك النساء في القوائم، لكن مقابل ذلك أكد بدوي أنه في إطار قانون الديمقراطية التشاركية سيتم رفع العدد أكثر، مؤكدا أن برنامج الأمم المتحدة مس 22 ولاية وشمل 800 منتخبة في مختلف المجالس البلدية والولائية،
في حين دعا بدوي النساء إلى المشاركة بقوة في استحقاقات المجلس المحلية والولائية المقررة في 23 نوفمبر القادم وذلك من خلال التعبير عن موقفهم وآرائهم واختيار من يمثلوهم في المجالس، لتعزيز دور المرأة أكبر، وأعلن بدوي عن استحداث جائزة سنوية لأحسن إمراة في مجلس منتخب وذلك بهدف تشجيع العمل المحلي ورفع المستوى، بين المنتخبات اللاتي دعاهن إلى رفع التحدي في مجال التسيير والمشاركة بقوة في إثراء الحياة السياسية، قائلا» إننا بحاجة ماسة إلى المرأة في المجتمع».
من جهته، أشاد «إيريك اوفرفست» ممثل مكتب الأمم المتحدة للمرأة بالجزائر بالنتائج التي حققها برنامج تكوين المرأة، والذي مس شريحة واسعة من المنتخبات، وأشار إلى أن الجزائر خطت خطوات كبيرة في طريق المساواة بين الرجل والمرأة في الحياة السياسية، من خلال تبوأها مكانة كبيرة في المجتمع، في حين ذكر أهمية برنامج التكوين الذي جاء تحت رعاية مملكة بلجيكا وأهمية المحاور والورىشات التي تم التطرق إليها على مدار سنتين سيما ما تعلق بتحسين مستوى النساء المنتخبات وحمايتهن.
بدوره قال «بيار غيلون» سفير بلجيكا بالجزائر إن الأهداف المنتظرة من برنامج التكوين تحققت تماما بفضل التعاون الذي قدمته الجزائر سيما وزارة الداخلية والجماعات المحلية، مذكرا أن المبادرة سمحت بتدعيم قدرات 800 امرأة منتخبة محلية عبر 21 ولاية في مجال الريادة والتسيير الانتخابي ما بين ديسمبر 2016 ومارس 2017 وإعداد دراسة تهدف إلى تحديد العراقيل والفرص أمام المنتخبات المحليات.
تكريم رئيس الجمهورية من طرف منتخبات محليات
على هامش الملتقى كرمت المشاركات في برنامج الأمم المتحدة رئيس الجمهورية نظير جهوده الجبارة في رعاية المرأة وتعزيز دورها ومكانتها في الحياة السياسية وكل المجالات، مثمنات تقديره وجهوده المتواصلة في إرساء أسس التمثيل النسوي في المجتمع المدني.