طباعة هذه الصفحة

انقضاء مهلة مدريد لبيغديمونت

إسبانيا تريد من كتالونيا قرارا رشيدا يحفظ وحدتها

 ينتظر الشارع الإسباني بكثير من الترقب والحذر ما قد يسفر عنه انتهاء المهلة اليوم التي أعطتها حكومة مدريد لكارلس بيغديمونت زعيم الانفصاليين الكاتالونيين لوقف مساعيه لانفصال الإقليم عن إسبانيا.
واستبق رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي أمس الأربعاء انتهاء المهلة بمطالبة زعيم الإقليم كارلس بوغديمونت بـ «اتخاذ قرار رشيد» لوقف مسعى كتالونيا الواقعة بشمال شرق البلاد نحو الاستقلال.
وقال راخوي في بيان «أطالب بوغديمونت باتخاذ قرار رشيد، بأسلوب متوازن، ووضع مصلحة جموع المواطنين أولا».
وكان الزعيم الكتالوني أُمهل حتى اليوم للعدول عن الخطوات الانفصالية، و»إلا سيواجه تفعيلا غير مسبوق للمادة 155 من الدستور الإسباني» وهو ما يمكن أن يسمح لمدريد بالإطاحة به من منصبه واعتقاله.
وجاء طلب راخوي بعد أن رفضت كاتالونيا الثلاثاء الانصياع لطلب حكومة إسبانيا بالتخلي عن إعلان رمزي للاستقلال ما يضعها على طريق المواجهة مع مدريد اليوم الخميس.
تهديد بفرض حكم مباشر على الإقليم
وهددت مدريد بفرض حكم مباشر على الإقليم الذي يستحوذ على خمس اقتصاد إسبانيا إذا لم يتراجع بيغديمونت بحلول اليوم عن إعلانه الغامض لاستقلال الإقليم الأسبوع الماضي.
وأدت حملة استقلال كاتالونيا إلى هجرة عشرات الشركات منه في ظل تصاعد الشكوك حيال اقتصاد إقليم يعتبر أحد أغنى مناطق إسبانيا، رغم مديونيته الكبيرة واعتماده على التجارة مع الاتحاد الأوروبي ومدريد.
وتشكل المنطقة التي تتمتع بحكم شبه ذاتي خمس الناتج الإجمالي الوطني كما أنها أكبر المصدرين في إسبانيا. ولكن نظرا لاستمرار أسوأ أزمة سياسية تشهدها البلاد فإن المخاوف من أن تسعى الشركات للانتقال إلى مناطق أكثر استقرارا بدأت بالفعل.
فقد نقلت 691 شركة على الأقل مقرها الرئيسي في أسبوعين إلى خارج كاتالونيا بسبب الأزمة السياسية مع مدريد، بحسب التعداد الأخير للسجل التجاري الثلاثاء.
وأوضحت متحدثة باسم سجل التجارة والشركات «فاقت الشركات المغادرة في الأيام العشرة الأخيرة عددها في الأشهر التسعة الأولى في 2017 مجتمعة».
ونقلت 219 شركة مقرها بين 2 و9 أكتوبر بدءا بأكبر مصرفين كاتالونيين.
وقال راؤول روميفا المسؤول عن الشؤون الخارجية في إقليم كاتالونيا إن حكومة الإقليم لا تخطط لعقد انتخابات مبكرة بعد النزاع بشأن استفتاء الاستقلال.
وأوضح  خلال مؤتمر صحفي في بروكسل أمس «الانتخابات ليست مطروحة حاليا».
وبالتزامن مع إعلان تلك المهلة، تظاهر نحو مئتي ألف شخص من سكان كتالونيا في برشلونة أمس الأول للمطالبة بإطلاق اثنين من النشطاء المطالبين بالانفصال بعد أن اعتقلتهما السلطات الإسبانية الاثنين الماضي بتهمة التحريض على قلب نظام الحكم.