فندو والي العاصمة عبد القادر زوخ، ما تدولته بعض المواقع الاجتماعية حول سحب منظمة اليونسكو لمدينة القصبة من التراث العالمي، معتبرا إياها إشاعات لا أساس لها من الصحة، مؤكدا حرص الولاية على إعادة الاعتبار لهذه المنطقة السياحية التي تشهد حاليا عمليات ترميم واسعة وصفها بالحساسة، حيث تتطلب، بحسبه، وقتا للمحافظة على التراث الذي يميز المكان والتي رصد لها غلاف أولي قدر بـ24 مليار دينار.
عن عمليات إعادة الإسكان الخاصة بالقضاء النهائي على البيوت القصديرية بالعاصمة، قال زوخ إنها متواصلة واللجان تعمل حاليا على دراسة الملفات.
طمأن والي العاصمة على هامش استقباله للوفد دبلوماسي المعتمد بالجزائر، سكان البنايات القصديرية بعمليات ترحيل مكملة لسابقتها، حيث تطمح السلطات إلى تحقيق عاصمة إفريقية بدون قصدير، غير أنه تتم حاليا عملية دراسة الملفات من طرف اللجان، في انتظار استكمال البنايات المبرمجة لاستقبال العائلات القاطنة على مستوى البنايات الهشة.
لدى استقباله الوفد الدبلوماسي المتضمن عددا من السفراء المعتمدين حديثا بالجزائر، في إطار برنامج «مرحبا» الذي أطلقته وزارة الخارجية، أكد زوخ في كلمة ترحيبيه أن مصالحه ستعمل جاهدة في سبيل إنجاح المهام الدبلوماسية.
في هذا الإطار، أعطى والي الجزائر بطاقة تقنية لمختلف المجالات التي تعرفها العاصمة، تطرق خلالها الى المخطط الاستراتيجي التوجيهي للعاصمة وكذا برنامج إعادة الإسكان، مؤكدا أن الجزائر قد عرفت تحولات هامة في عدة ميادين، أهمها السكن، الأشغال العمومية والتجهيزات العمومية.
واستطرد زوخ في كلمته الترحبية، أنه رغم الأهمية هذه المشاريع، إلا أن التوسع الحضري العشوائي أدى الى فوضى عمرانية، ما دفع لاتخاذ عديد الإجراءات، أهمها المخطط التوجيهي للتهيئة العمرانية والمخطط الاستراتيجي لتطوير وعصرنة الجزائر من 2015 لآفاق 2035، مبرزا أهمية المخطط الذي يتضمن عديد المشاريع، منها ما تم إنجازه واستلامه ومنها ما هو في طور الإنجاز وهي في مجملها مشاريع تهدف إلى تهيئة الواجهة البحرية لخليج الجزائر، ترميم المباني العتيقة والعمارات السكنية، التحكم في النظافة العمومية، الحركة المرورية وتحديث وسائل النقل وتنظيم ممارسة النشاطات التجارية والقضاء على السكن الهش والبنايات الفوضوية التي شوهت المنظر الجمالي للعاصمة، مذكرا في هذا الإطار بأن عاصمة البلاد استلمت منذ 2014 الى غاية اليوم 75 ألف وحدة سكنية من مختلف الصيغ، تمكنت على إثرها من إعادة إسكان حوالي 450 ألف نسمة في أحياء سكنية عصرية تتوفر على كافة شروط الحياة الكريمة.
وكانت للوفد الدبلوماسي، في إطار برنامج مرحبا، فرصة مشاهدة فيلم وثائقي حول الجزائر أول عاصمة إفريقية دون بيوت قصديرية، والاستماع لشروحات أوفر حول الموضوع. ليفسح المجال بعدها لزيارة خليج الصابلات، حيث اطلع خلالها الوفد على عرض خاص بمشروع تهيئة الجزائر البيضاء وتهيئة وادي الحراش.
من جهة أخرى، وإحياء للذكرى 56 لمجازر 17 أكتوبر، أشرف والي العاصمة عبد القادر زوخ، رفقة عدد من المجاهدين والمنظمات والسلطات المحلية، على وضع إكليل من الزهور بساحة المقاومة وترحم على شهداء وأبطال الجزائر ممن ضحوا من أجل أن تحيا الجزائر حرة مستقلة.