طباعة هذه الصفحة

مشرفا على الاحتفالات المخلدة ليوم الهجرة من سوق أهراس، زيتوني:

التطورات التي نعيشها اليوم هي ثمرة تضحيات الأمس بشرعية تاريخية واحدة

سوق أهراس: صحراوي. ح

احتضنت قاعة المحاضرات ميلود طاهري بولاية سوق أهراس، الاحتفالات المخلدة للذكرى 56 لأحداث 17 أكتوبر 1961 أو ما أصبح يعرف باليوم الوطني للهجرة والتي راح ضحيتها مئات المهاجرين الذين لم يكن لهم ذنب سوى المطالبة بحق الشعب الجزائري بالاستقلال.
في كلمة له بالمناسبة، أشاد وزير المجاهدين الطيب زيتوني بمختلف التضحيات التي بذلها الشعب الجزائري عبر مختلف مراحل تاريخ الجزائر القديم والحديث، معرجا على مختلف التطورات الراهنة التي تعيشها الجزائر في مختلف المجالات التنموية والاقتصادية والدبلوماسية والتي هي ثمرة تضحيات الأمس.
الوزير ركز على «قيم التلاحم والاتحاد والتكاتف في سبيل نداء الوطن المقدس، مؤكدا أن الجزائر بفضل رجالاتها الأحرار استطاعت أن تتجاوز العديد من المحن التي ألمت بالشعب الجزائري أهمها العشرية السوداء، ونحن اليوم نعيش تطورات في مختلف المجالات الحيوية تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة».
كما عرج الوزير على التضحيات الجسام التي إستلهم منها الشعب الجزائري قدسية الأرض والوطن، وسار على هذا النهج بروح وطنية وإيمان عظيم وثقة صادقة، نحن اليوم في هذا المنبر نستذكر أهم أحد المحطات في تاريخ الثورة الجزائرية، وواحدة من صور الجرائم الهمجية في حق الشعب الجزائري، إن إحياء هذه الذكرى هي العودة إلى الذاكرة الوطنية.
حدث حمل معه أبعادا نضالية وثورية عظيمة لكل الجزائريين في المهجر، والتزموا بالتعريف بالقضية الوطنية عبر العالم، وتعبيرا صادقا عن وعي الشعب الجزائري ضد الهيمنة الاستعمارية التي سعت لطمس مقوماته ولم تفلح ولن تفلح في المستقبل.
وأكد « أن إيمان الشعب الجزائري مستلهم من تاريخه وتاريخ أجداده، وكانت محطة حاسمة في نقل الثورة خارج أرض الوطن إلى أرض العدو الفرنسي، تعبيرا صادقا عبرت عنه الجالية الجزائرية في أرض المهجر، بكل ما لها من دلائل، في ظل ملحمة الجزائر الكبرى، كما أن التضحيات التي قدمها المناضلات والمناضلون والمجاهدات والمجاهدون في الدفاع عن الحق، ميزته بأصله الشريف شرف تاريخه ومنبته الذي لا يقاوم ولا يساوم بشأنه».
وعرج على أن مظاهرات 17 اكتوبر 1961 أظهرت للعالم مدى بشاعة الاستعمار الفرنسي، ووحشيته في استعمال كل أساليب الإجرام في حق هذا الشعب، ما زاد من تلاحم الأمة الجزائرية بما في ذلك المهاجرين الجزائريين الذين ضربوا لنا مثالا يحتذى به في التحدي، وخرجوا شيبا وشبابا، نساء ورجالا، من أجل الدفاع عن حريتهم وكرامتهم سلميا، حيث واجهتهم أيادي الإجرام ورمت بهم في أتون التعذيب والقتل والتنكيل، بعد أن رمت بهم في نهر السين الفرنسي الذي تبدل لون مياهه إلى الأحمر دماء شهدائنا الطاهرة.
« فمهما اختلفنا فقدرنا واحد، ومهما تميزنا فطابعنا واحد، وحيثما كنا فمنبتنا واحد ومهما كان انتماؤنا فمدرستنا واحدة وهي مدرسة أول نوفمبر وثورة نوفمبر المباركة وأسسها الثابتة وهؤلاء الأبطال الذين نحيي ذكراهم تحت راية واحدة حرة مرفرفة في سماء أرض الوطن».
كما ذكر الوزير أنه « يجب استلهام العبر والمواعظ من صفحات تاريخنا المجيد، للحفاظ على الأمانة وصون الوديعة التي تركها الشهداء والمجاهدون لأولئك الأبطال الذين جاهدوا بالنفس والنفيس في سبيل الوطن، وها نحن اليوم وصلنا إلى مرحلة سجلت فيها الجزائر انتصارات ضد الانتصارات، إنتصارات من أجل إعادة بناء ما خربه الإرهاب الهمجي، وإرجاع مكانة الجزائر ومهابتها دوليا، وأخرى في مجال التنمية، وإنتصارات أعطت للمواطن الحق في الحياة الكريمة والحق في العيش بكرامة في أرضه والسكن والتعليم والصحة وغيرها، وتبسيط الإجراءات على مستوى جميع المؤسسات والارتقاء بالخدمات العمومية «وهذه كلها مكاسب نعتز بها في الجزائر المستقلة ونعيش في سمائها اليوم أحرارا مكرمين يجب أن نحافظ عليها.
وشدد الطيب الهواري الأمين العام للمنظمة الوطنية لأبناء الشهداء، على ضرورة اعتراف فرنسا الرسمية بجرائمها الاستعمارية ضد الإنسانية في الجزائر قائلا « فرنسا لم توف بعهدها وعهودها تجاه الشعب الجزائري، هي جريمة مسجلة في حقوق الإنسان، سواء في جرائم 17 أكتوبر أو جرائم 07 سنوات ونصف ثورة التحرير المباركة، بمليون ونصف المليون شهيد ومعاناة شعب كامل جراء تفنن الأداة الاستعمارية في التنكيل بهذا الشعب الأعزل».
واستكمالا للبرنامج الاحتفالي، نظمت ندوة تاريخية من طرف جامعة محمد الشريف مساعدية في حضور أساتذة محاضرين وطلبة قسم التاريخ، قدمت فيها جوائز من طرف وزارة المجاهدين لجامعة محمد الشريف مساعدية لتدعيم مختلف التخصصات في العلوم الإنسانية خاصة قسم التاريخ والآثار، كما عقدت اتفاقية مزدوجة بين الجامعة وملحق متحف المجاهد لتسهيل البحوث الأكاديمية في إطار تاريخ الثورة الجزائرية وتاريخ الجزائر العام.