طباعة هذه الصفحة

الذكرى 50 لتأسيس المعهد الوطني للخرائط والكشف عن بعد

اللواء زرهوني: المعهد مفخرة الجزائر والجيش قدم خدمة للتنمية الوطنية

سهام بوعموشة

العقيد عبد اللاوي: الأبواب المفتوحة موعد لجرد الإنجازات وحصر التغيرات

تواصل مؤسسة الجيش الوطني الشعبي معركة البناء والتشييد وحماية الوطن، باعتبارها القاطرة التي تعتمد عليها الجزائر في التخطيط للتنمية ورسم الحدود مع الدول المجاورة، من خلال إطاراتها الكفؤة التي لم تدّخر أي جهد للرقي بالوطن، كيف لا وهي سليلة جيش التحرير الوطني الذي قاد الثورة ضد المستدمر. في هذا الصدد، نظم المعهد الوطني للخرائط والكشف عن بعد، أمس، أبوابا مفتوحة حول الخرائط بمناسبة الذكرى 50 لتأسيسه تدوم إلى غاية 21 من الشهر الجاري بقصر المعارض، الصنوبر البحري.
أبرز رئيس مصلحة الجغرافيا والكشف عن بعد للجيش، اللواء عمر فاروق زرهوني على هامش الأبواب المفتوحة أهمية المعهد الوطني للخرائط والكشف عن بعد، الذي أنشئ سنة 1967 في تزويد كل المصالح الوطنية المدنية والعسكرية بالمعلومات والوثائق التي تحتاجها، قائلا إن هذا المعهد في ذكراه الخمسين يعد مفخرة الجزائر والجيش الوطني الشعبي باعتباره مهما في الحياة الخرائطية نظرا للإنجازات الكبيرة التي حققها خدمة للتنمية الوطنية والوطن.
في هذا السياق، أوضح اللواء عمر فاروق زرهوني أن المعهد لديه تقنيات حديثة وحاليا يستعمل معطيات الأقمار الصناعية الجزائرية “ألسات أ« و«ألسات ب« في إنجاز الخرائط ووثائق أخرى لكل القطاعات الوطنية، مشيرا إلى أن الجزائر تلعب دورا محوريا فيما يخص التعاون الجهوي الإفريقي والمغاربي في هذا الميدان، بحيث تعمل مع البلدان الإفريقية في إطار المنظمة الإفريقية للخرائط والاستشعار عن بعد ومعاهد أخرى، من خلال المشاريع المشتركة تتعلق بالمناطق الحدودية تتمل في الخرائط الموحدة للمناطق المحددة تسمح للمصالح المعنية بالعمل المستمر كبناء الطريق الإفريقي.
قال أيضا إن هناك خرائط ومعطيات جغرافية منسقة مع البلدان المعنية، مضيفا أنه بالنسبة للبلدان المغاربية فهناك مجالات تعاون كبيرة تتعلق بتطوير المناطق الحدودية، تحتاج الى معلومات جغرافية.
نفس الأمر أكده مدير المعهد الوطني للخرائط والكشف عن بعد العقيد حسان عبد اللاوي، قائلا إن الأبواب المفتوحة التي نظمها المعهد تندرج في إطار برنامج الاتصال الذي تسطره وزارة الدفاع الوطني للوحدات العسكرية، من خلال تاريخ 17 أكتوبر الجاري والتي تتزامن مع الذكرى 50 لتأسيس المعهد الوطني للخرائط والكشف عن بعد. مضيفا أن هذه التظاهرة هي فرصة ومرحلة وموعد لجرد إنجازات هذا المعهد وحصر التغيرات التي طرأت على المؤسسة إداريا.
في هذا الشأن أوضح العقيد عبد اللاوي، أن المعهد الذي أنشئ خمس سنوات بعد الاستقلال في وقت كانت الجزائر محتاجة لمثل هذه المعاهد، أسندت إليه الخريطة التي من خلالها يتم الدراسة والتخطيط لكل التنمية ورسم الحدود مع الدول المجاورة في كل المجالات.
في رده على سؤال جريدة “الشعب” عن عدد الإطارات التي تم تكوينها في هذا المجال، قال مدير المعهد إن التكوين داخليا وخارجيا من المهام المنوطة بالمعهد، بحكم أن التخصص في مجال الخرائط قليل على مستوى الجامعات، ما دفع بمسؤولي المعهد لتكوين الإطارات الكفؤة بوسائلهم الخاصة، وعلى مستوى مركز التقنيات الفضائية بأرزيو والذي يعد المنبع الوحيد لهذا التخصص، حسب ما أفاد به العقيد عبد اللاوي.
للعلم فإن المعهد الوطني للخرائط والكشف عن بعد، يعتمد على سياسة لا مركزية تسمح له بضمان تغطية جغرافية وطنية، للتكفل بمختلف الأشغال التقنية والتجارية، كما ساهم في تغطية التصوير الجوي على كل الأصعدة عبر التراب الوطني، وتحديث الخريطة الطوبوغرافية الأساسية، وجمع والحفاظ ومعالجة صور الأقمار الصناعية، وإنجاز قاعدة البيانات الجغرافية وأشغال البحث في مجالات المعلومة الجغرافية، وكذا إنجاز مختلف الأشغال الخاصة بالزبائن.
بالمقابل، يتوفر المعهد على موارد بشرية معتبرة تقدر بـ 902 شخص منهم 458 إطار و219 أستاذ و225 موظف مختص في العلوم الجغرافية. كما أبرم المعهد عدة اتفاقيات تعاون في المجال العلمي والتقني مع الجامعات الوطنية والدولية بهدف ضمان التبادل العلمي والتقني لتجسيد أشغال البحث ذات المنفعة المشتركة.