مرجع مهم للطلبة والباحثين وعمل جدي يحفظ الذاكرة الوطنية
صدرت الطبعة الرابعة لكتاب المجاهد محمد غفير المدعو موح كليشي لسنة 2016 بعنوان “حق الاستدعاء والتذكر في 17 أكتوبر 1961 بباريس: دفتر خاص للذاكرة لجون لوك إينودي”، منقحة وثرية تحتوي على معلومات إضافية، وصور ووثائق غير منشورة تحصل عليها من بعض المؤرخين الفرنسيين المساندين للقضية الجزائرية، مع نسخ من الجرائد الوطنية باللغة العربية والفرنسية التي تحدثت عن مظاهرات 17 أكتوبر1961، في 613 صفحة، وقد قام بتقديم الكتاب المؤرخ الفرنسي جون لوك إينودي والبرفسور بوعلام عيدون.
يعد هذا الإصدار الجديد عملا جديا حفاظا على الذاكرة الوطنية، من التزييف وإيصال الرسالة للأجيال القادمة بأن الاستعمار واحد مهما تعددت أشكاله وكي لا تبقى تضحيات الشهداء طي النسيان، بحيث دعم المجاهد غفير مؤلفه بوثائق جديدة وشهادات مثيرة صرحت بها نقابة الشرطة الفرنسية في تقاريرها، واعتراف الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند بهذه المسيرة السلمية التي تحولت إلى قمع دموي ضد المتظاهرين الجزائريين، وقد نتج عنه اقتراح البرلمان الفرنسي ومصادقته على قانونين الأول الاعتراف بقمع مظاهرات 17 أكتوبر 1961 والقانون الثاني حول تحديد 19 مارس كيوم وطني لإحياء هذه الذكرى لضحايا حرب الجزائر، كما قامت بلدية سان دونيس بتسمية حديقة عمومية بالبلدية باسم الشهيدة فطيمة بدار تخليدا لها.
موازاة مع ذلك، راسل عضو البرلمان ونائب الرئيس مكلف بالتربية والشباب ماثيو أنوتا رئيس المجلس العام لجسر السان بسان دونيس ستيفان تروسال باقتراح تسمية الكلية التي ستنجز بحي بلايال بسان دونيس باسم الشهيدة بدار لترسيخ ذاكرتها بشكل دائم وذلك بتاريخ 16/ 10/ 2013. ولم يفوت المجاهد الفرصة لتخليد صديقه المؤرخ جون لوك إينودي.
بالمقابل، تطرق موح كليشي في مؤلفه لمسيرته النضالية حين إلتحق بالثورة من ساحة كليشي بباريس تحت قيادة محمد الشريف ميدوني، وفي 1956 أصبح مسؤولا عن منطقة كليشي وهي الكنية التي أصبح يعرف بها، وقام بعدة عمليات فدائية في عقر دار العدو، كما واجه المصاليين الذين كانوا يغتالون إخوانهم، بحيث شارك في تنظيم المسيرة السلمية ليوم 17 أكتوبر 1961 بباريس.
تجدر الإشارة إلى أن عضو فيدرالية جبهة التحرير بفرنسا، ما يزال يواصل نشاطه من أجل الحفاظ على الذاكرة الوطنية من النسيان، عبر التنقل إلى المدارس الابتدائية والثانويات والجامعات وكذا المدارس العسكرية لإلقاء المحاضرات وتقديم شهادته حول ما عايشه من أحداث كونه كان فاعلا في تلك المظاهرات، ويجمع الأرشيف والوثائق التاريخية لإعادة كتابة تاريخنا دون أي تزييف ولتخليصه من كتابات المدرسة الكولونيالية. وبالتالي فإن هذا الإصدار يعتبر مرجعا مهما للباحثين والطلبة.