طباعة هذه الصفحة

يعدّ ثمرة تعاون بين المسرح الوطني وجمعية «أس أو أس باب الواد»

«بروفا»..سانحة لاكتشاف نجوم المستقبل

المسرح الوطني: أسامة إفراح

قدّمت الفرقة الشابة لجمعية «أس أو أس باب الواد»، تحت إشراف المخرج السوري حسين كناني، بعض المشاهد التي يتضمنها العرض المسرحي «بروفا»، الذي سيحتضنه المسرح الوطني الجزائري مساء يوم السبت المقبل. ويقترح هذا العمل، الذي يجمع شبابا يمثلون لأول مرة، مواضيع عديدة من الواقع المعيش محليا ودوليا، في بيئة قهرية يحاول الحب فيها أن يصلح أفسده الصراع الإيديولوجي.

يأتي هذا العرض ثمرة تعاون بين المسرح الوطني الجزائري وجمعية «أس أو أس باب الواد»، يندرج في رؤية لترقية المسرح الشبابي، وإعطاء الفرصة لاكتشاف فنانين مغمورين أو مشاريع نجوم يدعمون الركح الجزائري في المستقبل.
التقينا بمخرج ومؤلف العمل، السوري حسين كناني، وسألناه عن الأرض التي أنبتت هذا العرض الجديد، فقال: «هذه ليست تجربتي الأولى، حيث سبق وأن عملت 4 سنوات مع الجمعيات وقدمت خلال هذه المدة العديد من الأعمال، في الجزائر العاصمة، الشلف، عين الدفلى، وغيرها، وشاركت في مهرجانات باسم الجمعيات، بما في ذلك مهرجان المسرح المحترف..ومن الأعمال التي قدمتها «تقاسيم شرقية»، و»عانستان» ثم «كلمات متقاطعة»، وكانت لي أعمال حتى بالتلفزيون الجزائري».
ويقول كناني إنه أول كاتب سوري وعربي يكتب في «الشعبية الجزائرية» حينما قدّم عرض «العانستان»، ودخل في البيئة الجزائرية، ما دفع مخرجين جزائريين إلى تلقيبه بـ «المخرج الجزائري السوري».
وعن هذا العمل الذي يقدّمه مع المسرح الوطني الجزائري وجمعية «أس أو أس باب الواد»، يقول كناني إن المسألة بدأت بنوع من الصدفة، حيث تم اقتراح اسمه لهذا المشروع، ويضيف: «أنا اخترت الفكرة في حد ذاتها لا الجمعية، فحينما بدأت في الاجتماعات وجدت الفكرة جميلة وهي تأطير مسرح الشباب، لذلك وافقت مباشرة».
وعن عرض يوم السبت يقول لنا المخرج «الجزائري السوري» إن العمل يتحدث عن حالات إنسانية ناتجة عن الحروب والخراب والدمار في الوطن العربي، عبر دراما جزائرية بكل مكوناتها، «وعبر لعبة المسرح على الركح سنشاهد الكوميديا والتراجيديا والأغاني التراثية الجزائرية والحناء وغير ذلك، بشكل لا يكون مجانيا بل يتم تسخيرها ضمن العرض»، يقول كناني الذي يضيف لنا بأن الأهم في الأمر هو أن الجمهور الجزائري سيأتي ليشاهد أبناءه الشباب ضمن هذا المشروع الثقافي.
ويؤكد كناني، بصفته مؤلف النص كذلك، بأنه كتب عرضا بناء على الورشة التي سبقت العرض، وعلى هذا الأساس تم توزيع الأدوار، ولكنه ليس نصا مسرحيا أدبيا، أما عن اختيار العنوان «بروفا» فيرى أن ذلك قد يعود إلى كون هذا العرض هو الأول الذي يقدمه هؤلاء الشباب، وتمنى أن تكون هذه التجربة ناجحة، وأن تكون فاتحة لأعمال أخرى تسهم في التقدم في هذا المجال، وتشجع الجمعيات والمسرح الوطني على الاستمرار على هذا النهج.
أما عن إدارة ممثلين يفتقدون تماما إلى التجربة، قال المخرج إن الشباب كانوا متحمسين، ولم يتعامل معهم بطريقة فجة، وحاول بناء علاقة شخصية لا علاقة الأستاذ والتلميذ أو المخرج والممثل، «كان لا بد من تقليص الفارق العمري بيني وبينهم، أنزل في السن قليلا ويصعدون هم قليلا حتى نلتقي في نقطة معينة، ويأخذوا المعلومة من بودّ وحب لا بتلقين»، كما اعتبر كناني بأنه من ضمن 9 ممثلين فإن الجمهور سيرى بأنه يوجد 5 أو 6 شباب هم بالفعل مشاريع ممثلين.