تحيي المرأة الريفية بولاية بومرداس عيدها العالمي ولو بعيدا عن الأضواء، رغم أنها تمثل عنصرا فعالا ونشطا في الحلقة الإنتاجية، حيث أثبتت بمشاريعها الصغيرة ونشاطها الحرفي والفلاحي حضورها القوي بفضل إسهاماتها في المجال الاقتصادي، بتقديم منتجات عديدة في مجال الصناعات التقليدية، تربية الأبقار والأغنام، النحل وصناعة الحلويات، وأكثر من هذا ساهمت بشكل أساسي في حماية حرف يدوية كانت في طريق الزوال والاندثار.
برزت المرأة الريفية في السنوات القليلة الماضية كفاعل رئيسي في النشاط الاقتصادي المحلي بولاية بومرداس، خاصة في البلديات النائية والقرى الجبلية، انطلاقا من تيمزريت وعَمَّال حتى أقصى الولاية ببلديات تاورقة وأعفير، حيث تزدهر بعض الأنشطة الفلاحية الجبلية كزراعة أشجار الزيتون وتربية النحل، تربية المواشي والصناعات التقليدية كالنسيج، الطرز والحلويات المنزلية التي اكتسحت السوق بظهور عشرات المحلات المتخصصة في إنتاج حلويات الأعراس، الكسكسي والخبز التقليدي «المطلوع أو الكسرة»، مثلما تشتهر به محليا في ظل رواج كبير لهذا النوع من المنتجات.
بالمقابل، وأمام توسع هذا النوع من النشاط والحاجة المادية والفاقة التي تعاني منها بعض الأسر الريفية، تحاول أجهزة الدعم المحلية خاصة منها وكالة تسيير القرض المصغر «اونجام» تأطير هذا المجهود الميداني والعمل على ترقيته بفضل سياسة الدعم التي تبنتها الدولة لمساعدة هذه الفئات الاجتماعية الهشة بالمناطق النائية وذلك بفتح المجال أمامهن للحصول على قرض مصغر ثلاثي التمويل يصل إلى مليون دينار «100 مليون سنتيم» لتمويل مشاريع مصغرة وإنشاء مؤسسات صغيرة ومقاولات في مختلف النشاطات الاقتصادية سمحت للكثير من النساء ومنهن جامعيات بإنشاء وحدات لتربية أبقار الحليب، وحدات لإنتاج الأجبان ومشتقات الحليب، معاصر زيتون وغيرها من المبادرات الأخرى التي بدأت تفرض نفسها كنشاط محلي والمساهمة في خلق يد عاملة في الوسط الريفي، ناهيك عن فتح المجال أمامهن لعرض ابداعتهن والتعريف بالمنتوج المحلي في مختلف التظاهرات الولائية والمناسبات ومنها اليوم العالمي التغذية المنتظر هذا اليوم، مع ذلك تبقى الكثير من الصعاب تعترض المرأة الريفية لنقص المرافقة المستمرة ومساعدتهن على تسويق المنتوج وهي من أهم العراقيل التي كثيرا ما اشتكى المرأة الريفية.