أعرب السيد أنطونيو غوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة عن الأمل في أن يتم الإبقاء على الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين إيران والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وألمانيا والاتحاد الأوروبيي بشأن البرنامج النووي الإيراني.
يرى الأمين العام الأممي، أن خطة العمل الشاملة المشتركة التي تم التوصل إليها في عام 2015 إنجاز مهم لتعزيز منع انتشار السلاح النووي والنهوض بالسلام والأمن الدوليين.
وكان مجلس الأمن الدولي قد أيد هذه الخطة بالإجماع في عام 2015 ووضع آليات قوية لمراقبة البرنامج النووي الإيراني مع تمهيد الطريق لرفع العقوبات المفروضة على إيران.. بينما رفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجمعة التصديق رسميا على التزام إيران بالاتفاق النووي وهدد بأنه قد يلغي الاتفاق نهائيا.
للاشارة كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في خطاب الجمعة أعلن عن عقوبات جديدة ضد الحرس الثوري الإيراني المتهم بـ«دعم الإرهاب” وأكد أن بإمكانه إلغاء الاتفاق النووي الايراني في أي وقت بعد أن رفض الإقرار بالتزام طهران بالاتفاق.
تناولت صحف أميركية العلاقات بين الولايات المتحدة وأوروبا عقب قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة الماضي بعدم المصادقة على الاتفاق النووي، ووصفت إحداها هذه العلاقة بأنها أصبحت تتسم بالتباعد المتزايد والاستفزازات المتبادلة.
وقالت واشنطن بوست في تقرير لها إن التباعد بين الجانبين بدأ يتزايد، إذ يرى ترامب أن الحلفاء الأوروبيين استغلاليون ولا تهمهم إلا مصالحهم الشخصية، ويجب تذكيرهم بقوة الولايات المتحدة، أما الأوروبيون فيعتبرون ترامب قوة فوضوية ويجب كبحه في وقت يقوم فيه بتبديد هيبة القيادة الأميركية.
أحد كبار المستشارين بالبيت الأبيض وصف سياسة ترامب مع حلفائه وغيرهم والمتمثلة في “إما تقف معي أو تتحمل العواقب”، بأنها مفارقة لسياسة الولايات المتحدة التي رسختها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية والتي تعتمد على خلق التحالفات متعددة الأطراف
وأشارت إلى بيان من الرئاسة الفرنسية أفاد بأن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اتصل هاتفيا بنظيره الإيراني حسن روحاني قبيل صدور قرار ترامب وطمأنه بأن أوروبا ستواصل دعمها للاتفاق مهما قررت واشنطن.
سخرية من الأوروبيين
وأوردت أن ترامب قال للصحفيين بسخرية، إن الأوروبيين لا يهمهم إلا الحصول على أموال إيران، و«قلتُ لماكرون، الذي اتصل بي أيضا، إنهم أعطوا للتو شركة رونو الفرنسية كثيرا من المال، ونصحته بأخذ الأموال، وقلت له دعنا نرى ما سيحدث”.
وقالت رئيسة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، إن الاتفاق النووي ليس قضية داخلية لأميركا، ولا تخص أي دولة بمفردها حتى تطلب تعديلها، مضيفة أن ترامب يتمتع بالقوة، لكنه لا يتمتع بسلطة إجراء تعديلات على الاتفاق.
وعبّر كثير من كبار مسؤولي الدول الأوروبية التي وقعت على الاتفاق النووي الإيراني، بشكل عام، عن أسفهم لما وصفوه بالمثال الآخر على تنصل أميركا من التزام دولي، وطلبوا عدم الكشف عن أسمائهم لخشيتهم من أن ذلك سيزيد الطين بلة.
لا يجد من يناصره
وقالت الصحيفة في تقريرها، إن ترامب عندما يسحب بلاده أو يهدد بسحبها من الاتفاقيات الدولية المهمة في هذا القرن من اتفاقية باريس للمناخ إلى التحالفات التجارية الدولية والآن الاتفاق النووي الإيراني؛ لم يجد مناصرين كثيرين من دول العالم، باستثناء اسرائيل وبعض الدول العربية.
وأوردت وول ستريت جورنال، أن الزعماء الأوروبيين حثوا ترامب الجمعة الماضي على ألا يعيد فرض العقوبات ضد إيران، التي تم إلغاؤها عقب إبرام الاتفاق النووي، معلنين أنهم مصممون على الحفاظ على هذا الاتفاق، لكنهم على استعداد للعمل خارجه لمخاطبة مخاوف واشنطن حول سياسات طهران.
كما أوردت مقتطفات من البيان المشترك الذي أصدره زعماء ألمانيا، وفرنسا وبريطانيا، وهي الدول الأوروبية الثلاث الموقعة على الاتفاق النووي إلى جانب روسيا والصين، ومن بين تلك المقتطفات أن الدول الثلاث ملتزمة بالاتفاق وبتنفيذه من كل الأطراف.
وقالت إن “العديد من الدبلوماسيين الأوروبيين” عبروا في جلسات خاصة عن ارتياحهم من أن ترمب لم يطلب في قراره الجمعة من الكونغرس إعادة العقوبات المفروضة ضد إيران.