أعلن رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي، أمس، أنه طلب رسميا من رئيس إقليم كتالونيا كارليس بيغديمونت، أن يؤكد ما إذا كان أعلن الاستقلال، بعد جلسة لبرلمان كتالونيا سادتها البلبلة الثلاثاء.
قال راخوي في كلمة متلفزة قصيرة، «اتفق مجلس الوزراء على إرسال طلب رسمي إلى حكومة (كتالونيا) من أجل أن تؤكد ما إذا كانت أعلنت استقلال الإقليم»، مشيرا إلى أن هذا الطلب يندرج في سياق المادة 155 من الدستور التي تنص على آلية تسمح بتعليق الحكم الذاتي لمنطقة إسبانية.
وأكدت الحكومة الاسبانية أنها تدرس «كل الخيارات» خلال اجتماع طارئ عقدته، أمس، بعد ساعات على إعلان قادة كتالونيا أن الشعب فوضهم إعلان الاستقلال، لكنهم قرروا تعليقه ما أدخل البلاد في أزمة سياسية عميقة.
ووعد رئيس الحكومة الاسبانية ماريانو راخوي باستخدام كل السلطات الموكلة اليه لمنع استقلال كتالونيا، ما يغرق البلاد في أسوإ أزمة منذ عقود.
ورفض استبعاد فرض الحكم المباشر على هذه المنطقة التي تحظى بحكم ذاتي تقريبا، في خطوة يتخوف كثيرون انها يمكن ان تؤدي الى عنف.
وأعلن مصدر حكومي اسباني رفض الكشف عن اسمه ان الحكومة تدرس «كل الخيارات» للرد على ازمة كتالونيا.
وكانت اسبانيا حبست أنفاسها قبل جلسة البرلمان الكتالوني أمس الأول، نظرا لأهمية الإقليم خاصة وأن سكانه البالغ تعدادهم 7,5 ملايين نسمة منقسمون بشدة على مسألة استقلال إقليم كتالونيا والتي اثارت قلقا شديدا ايضا في الاتحاد الاوروبي.
أحجم زعيم إقليم كتالونيا عن إعلان استقلال الإقليم رسميا عن إسبانيا، أول أمس، داعيا للحوار مع مدريد بشأن مستقبل الإقليم في بادرة هدأت المخاوف من اضطرابات فورية في قلب منطقة اليورو.
ارتياح
وأحبطت تصريحات بيغديمونت، العديد من أنصاره المحتشدين خارج البرلمان، ملوحين بعلم كتالونيا ومتوقعين أن يحيل مذكرة بالاستقلال الرسمي للبرلمان.
في المقابل، أثار الخطاب ابتهاج أسواق المال، وارتفع اليورو وسط آمال بأن تحول بادرة بيغديمونت دون تصعيد أسوأ أزمة سياسية تشهدها إسبانيا منذ محاولة انقلاب عسكري عام 1981.
وفي بروكسل ساد شعور بالارتياح، بعد أن أصبح لدى رابع أكبر اقتصاد بمنطقة اليورو بعض الوقت على الأقل للتعامل مع أزمة لا تزال بعيدة عن الانفراج.
وقال مسؤول بالاتحاد الأوروبي إن بيغديمونت «يبدو وكأنه استمع لنصيحة بألا يفعل شيئا لا يمكن التراجع عنه».
ورغم بادرة زعيم كتالونيا تظل احتمالات إجراء حوار سياسي بعيدة حيث تصر إسبانيا على أن يتم الحوار «في إطار القانون» وهو ما يفهم منه على نطاق واسع أن خيار الاستقلال مستبعد.
احترام الدستور
كررت المفوضية الأوروبية، أمس، التأكيد أنها تنتظر «احتراما كاملا للنظام الدستوري الإسباني» غداة إعلان الرئيس الانفصالي كارليس بيغديمونت، «استقلال» كتالونيا وتعليقه بعد ذلك.
وصرح نائب رئيس المفوضية الأوروبية فالديس دومبروفسكيس في مؤتمر صحافي عقده في بروكسل، «المفوضية تتابع عن كثب الوضع في اسبانيا وتكرر دعوتها السابقة إلى الاحترام الكامل للنظام الدستوري الإسباني».
وأضاف «لدينا ثقة بالمؤسسات الاسبانية وبرئيس الوزراء (ماريانو) راخوي الذي يتواصل معه رئيس (المفوضية) جان كلود يونكر باستمرار ومع كل القوى السياسية التي تعمل للتوصل الى حل».
ألمانيا: قرار غير مسؤول
قال وزير الخارجية الألماني سيجمار جابريل، أمس، إن إعلان إقليم كتالونيا الاستقلال من جانب واحد عن إسبانيا سيكون قرارا «غير مسؤول».
وأضاف جابريل، بحسب ما ذكرت مصادر إعلامية، أن «الحل لن يكون ناجحا إلا من خلال المحادثات القائمة على سيادة القانون والتي تأتي في إطار الدستور الإسباني». وكان الرئيس الإقليمي في كتالونيا كارليس بويغديمونت قد أكد أنه سيواصل عملية الانفصال عن إسبانيا لكنه سيعلقها لبضعة أسابيع لتسهيل المفاوضات.