طباعة هذه الصفحة

خبراء في البيئة يؤكدون

الزجاج لا يجلب اهتمام المستثمرين والنحاس الأكثر استرجاعا

حياة / ك

الجزائر تستورد 600 ألف طن من الورق وتنتج 80 ألف طن فقط

أكد الخبراء المشاركون، أمس، في أشغال اليوم الدراسي على القيمة الاقتصادية للمواد الموجودة في النفايات التي تهدر، داعين إلى استغلالها عبر الاستثمار، مركزين على البعض منها، متمثلة في البلاستيك، الورق والكارتون، الزجاج والمعادن.
اعتبر الخبراء الجزائريون المتدخلون في اليوم الدراسي المنظم على هامش الصالون الدولي لاسترجاع النفايات، الذي استقطب اهتمام الشباب، أن النفايات تشكل قيمة مضافة مضمونة، وأساس مرحلة جديدة وحيوية، تضع حدا لتبديد هذا الخزان الهائل من المواد القابلة للتثمين، من خلال إعادة إنتاجها وتصنيعها ضمن نمط اقتصادي وبيئي جديد يسمى»الاقتصاد الأخضر»، مبرزين فوائد تدوير النفايات، منها الحفاظ على البيئة وتقليل الاعتماد على المواد الأولية المستخرجة من الطبيعة لإنتاج المنتجات الجديدة، إضافة إلى أن عملية التدوير توفر فرص العمل في جميع المجالات.
أكد الخبير عبد العزيز بلحرزام في مداخلته أن الجزائر دخلت مرحلة  تثمين النفايات منذ سنوات، لكن ليس بشكل كاف، بالرغم من المخزون الهائل من النفايات، الذي ينتج مواد خام يمكن تدويرها، وإعادة تصنيعها، كما هو الشأن بالنسبة للورق الكارتون الذي استثمرت فيه كل من مؤسسة «تونيك» الحاضرة في الصالون، ومؤسسة «جيباك».  
ومن خلال دراسة عن استرجاع النفايات في الجزائر قام بها البرنامج الألماني للتنمية الاقتصادية المستدامة في الجزائر «جي.إي. زاد» والمتواجد في بلادنا منذ 1993، لفت الخبير الفرنسي دوبري إلى أن هناك 4 مواد أساسية مستخرجة من النفايات يتم تدويرها، والمتمثلة في البلاستيك بأنواعه، الورق والكارتون، الزجاج والمعادن خاصة النحاس، مع الإشارة إلى أن الهيئة الألمانية تعمل على مرافقة المؤسسات الجزائرية الراغبة في الاستثمار في هذا المجال، من خلال الإسهام في نقل الخبرة والتكنولوجيا الضرورية، لتجسيد المشاريع في هذا المجال.
استعرض المتدخل بعض الأرقام المتعلقة بالمواد المسترجعة من النفايات، حيث يمثل البلاستيك 12 بالمائة من النفايات، وهناك إقبال على الاستثمار في تدوير المادة التي لها استعمالات متعددة، وأضاف أن هناك 4 مواد خام يمك استخلاصها من البلاستيك منها «بي –في –سي» التي تستعمل في صناعة النوافذ والأبواب..، مشيرا إلى أن 1 كلغ من البلاستيك يتطلب 30 قارورة.
أما الكارتون والورق وهو يمثل من 20 إلى 25 بالمائة من النفايات فهناك 35 مؤسسة تعمل في مجال تدوير هذه المادة، وقد أشار الخبير إلى أن الجزائر تستورد 600 ألف طن من الورق والكارتون ولا تنتج محليا سوى 80 ألف طن.
عكس الورق والكارتون، الزجاج لا يجلب اهتمام المستثمرين نظرا للثمن الزهيد الذي ينتج عن عملية التدوير الذي يتراوح ما بين 2 دج و3 دج للكلغ من المادة، بالإضافة إلى سبب آخر والمتمثل في تعويض المنتوجات المصنعة من الزجاج بالبلاستيك كالقارورات المستعملة للمياه والمشروبات.
وفيما يتعلق بالمعادن الموجودة في النفايات، التي توجد في علب المشروبات وعلب المصبرات، فهي تمثل من 1،7 إلى 1،8 بالمائة ويحتل النحاس المرتبة الأولى من حيث الاسترجاع، حيث يباع الكلغ منه بـ 160 دج.
وأشار الخبراء إلى أن الجزائر تبنت استراتيجية وطنية لتسيير النفايات آفاق سنة 2030، بهدف خفض فاتورة الاستيراد من المواد الخام، إضافة إلى تقليص الكميات الهائلة التي توجه إلى مراكز الردم التقني، بدءا بنظام الجمع والفرز الانتقائي للنفايات من المصدر، ثم توجيهها حسب أنواعها لإعادة تدويرها وتحويلها.