الإشهار المؤسساتي وسيلة دعم وليس ضغط على الإعلام الخاص
قال وزير الاتصال جمال كعوان، لدى نزوله على الحصة الإذاعية «ضيف التحرير»، «نتجه إلى ضبط المشهد الإعلامي الوطني»، مذكرا بانطلاق المسار «باستحداث سلطة ضبط السمعي البصري». مضيفا في السياق، «سنعكف على تنصيب سلطة ضبط الصحافة المكتوبة في المستقبل القريب، وسنقوم بذلك بكل حزم». ولم يفوت المناسبة ليذكّر بأن رئيس الجمهورية شخصيا، إلتزم باستحداث السلطتين في العام 2012 وسيتم الإيفاء بذلك، لاسيما وأنه ضمن مخطط عمل الحكومة.
في معرض رده على سؤال يخص تحديد أجل تنصيب سلطة ضبط الصحافة المكتوبة، لاسيما بعد إطلاق المشاورات التي أشرف عليها مؤخرا مع مهنيي القطاع، حرص على التذكير في مقام أول بأن التنصيب «التزام صارم وثابت من الحكومة»، والآجال ـ بحسبه ـ تتحدد حسب المسار، مرجحا أن تكون في الموعد المعلن عنه من قبل الوزير الأول أحمد أويحىي، الذي أكد تنصيب السلطة بعينها قبل انقضاء السنة الجارية.
وبعدما نبّه إلى أن المسار مرتبط بالصحافيين والانطلاق من البطاقة الوطنية للصحافي، جدد المسؤول الأول على قطاع الاتصال التأكيد أن الوزارة مصغية إلى كل الانشغالات، وتسهر بكل مسؤولية على تسهيل تنصيب السلطة، مع الشركاء من ممثلي الصحافيين أو الصحافيين في حد ذاتهم، مشيرا إلى أن الأبواب مفتوحة للجميع دون استثناء لإنجاح هذه الخطوة.
وحول ما إذا كان للسلطتين كل الحقوق لممارسة الدور المنوط بهما في القطاعين المكتوب والسمعي، اعتبر وزير الاتصال بأن الأمر الأكيد أن لديهما كل السلطة والصلاحيات الضرورية في إطار القوانين، لممارسة دورهما، وبخصوص تقييم وضع الصحافة اليوم اعتبر أن الصحافة الجزائرية تتميز عن غيرها في عدة مسائل بينها أنها صحافة كثيفة من حيث العدد، وكذلك تمثيلية، وبحرية كبيرة ما يؤشر على حيوية المجتمع، كما أنها تضم أقلام نساء ورجال في الإعلام متميزة جدا، ولأننا في القرن 21 لا بد أن تخطو خطوة عملاقة تماشيا مع التحولات والتحديات، وفي مقدمتها تحدي الرقمنة.
وعرج في السياق على الأزمة الاقتصادية وآثارها على قطاع الإعلام، لافتا إلى أن الكمية لا تعني بالضرورة الثراء، كما أن الصحافة الورقية تراجعت بكثرة، في وقت يتم الاعتماد فيه بشكل كبير على الشبكة العنكبوتية، التي فسحت المجال واسعا أمام الإعلام الإلكتروني وشبكات التواصل الاجتماعي، على حساب الإعلام الكلاسيكي، لاسيما وأن المعلومة تبث في حينها.
وكشف جمال كعوان عن تراجع عدد الصحف اليومية بعد حل 26 جريدة وحوالي 34 أسبوعية، في الفترة الممتدة بين 2014 وإلى غاية اليوم، لكن المشهد الإعلامي يبقى كثيفا إذ يحصي اليوم قرابة 140 يومية، ورفض الطرح الذي يعتبر أن الإشهار وسيلة ضغط على الوسائل الإعلامية، لاسيما وأنه لطالما كان وسيلة دعم للإعلام من قبل الدولة، لاسيما الموجه للقطاع الخاص، مفيدا «لا بد من الاعتراف بأن الإشهار المؤسساتي أهم وسيلة دعم لكل وسائل الإعلام، لاسيما منها في القطاع الخاص، مقدما لها دعما مستمرا يضاف إليه إشهار المعلنين الخواص».
وفتح قوسا ليذكر أن «الصحافة ليست فقط أموال، وإنما مهنة مهمتها الأساسية الإعلام، يقدم إلى المواطن، والصحافة الجزائرية ستنجح كثيرا إذا ما قامت بدورها، وأشار في هذا الصدد إلى أن الصحافة لم تعط للدخول المدرسي حقه، رغم تداول المعلومة رغم أن الجزائر أحصت 9 ملايين تلميذ رقم ضخم، يضاف إلى العدد الهائل للمؤطرين، ما يجعل القطاع يضم ربع الجزائريين.
صيغ الدعم للصحافة المكتوبة لا تقتصر فقط على الإشهار، وإنما تمس أيضا الورق المدعم من طرف الدولة، وكذلك سعر الطبع الذي لم يراجع منذ 1996 /1997 ديون الجرائد لدى المطابع، وحسب الوزير الوصي يتم طبع 900 ألف نسخة يوميا، والديون مشكل حقيقي لـ «السمبرال» و»لناب»، زادت حدتها بفعل الأزمة.
سلطة ضبط السمعي البصري ستقوم بكل مهامها، بعد الانتهاء من ضبط الإطار التشريعي، وستشرع في القيام بمهامها وتطبيق صلاحياتها، مع العلم أنها تتمتع بكل الاستقلالية، وبخصوص التداخل بين الوزارة والسلطة أكد جمال كعوان بأنه لا مجال لذلك، وأن الوزارة لن تتدخل بأي شكل من الأشكال في صلاحياتها.
وبخصوص المجمعات المرتقبة والمعلن عنها في وقت سابق، ذكر بأنها مقترح لمجلس مساهمات الدولة في الشق الاقتصادي، ويتعلق الأمر بثلاث مجمعات للإشهار والمطابع تضاف إلى مجمع الصحافة المكتوبة، وبخصوص الرقابة تحدث انطلاقا من تجربته الطويلة كصحافي في القطاع العمومي، وكذا في القطاع الخاص التي لم يسجل فيها يوما أي تدخل في عمله الإعلامي.
وفي رده على سؤال حول مسابقة رئيس الجمهورية، التي يتم الإعلان عن نتائجها في اليوم الوطني للصحافي المتزامن و22 أكتوبر من كل سنة، ثمن المشاركة القياسية التي ناهزت 200، مثنيا على المشاركة النوعية للإذاعة وكل الوسائل الإعلامية المشاركة عموما.