تتجّه إدارة المؤسسة العمومية لتسيير مراكز الردم التقني بعين الدفلى نحو تحويل جمع النفايات وفرزها إلى مشروع استثماري، وذلك من خلال عمليات التعاقد مع مؤسسات عمومية والمتعاملين مع وكالة دعم وتشغيل الشباب بالولاية، خاصة بعدما فاق استقبالها لأزيد من 270 طنا من النفايات يوميا، في وقت يأمل المسؤول الأول عن إدارة التسيير بتطبيق وسائل الردع من طرف البلديات على الرمي العشوائي، وهو ما سيوفّر مداخيل جبائية لخزينتها، حسب لقاء سريع أجريناه مع مسؤولها الأول محمد أبو عبد الله.
بحسب مدير المؤسسة الذي اكتسب تجربة في تسيير هذه المراكز، فإن معضلة التفاقم مرتبطة في عدة ولايات بمدى تحرك المجالس البلدية لمعالجة الرمي العشوائي الذي يشكّل خطرا على صحة المواطن ونظافة المحيط البيئي الذي يسعى مسؤولي الجمعات المحلية لتوفيره بمناطقهم، والذي أرجعه ذات المتحدث إلى مسألة انعدام الردع من طرف المصالح المعنية والبلديات، التي تكون بهذا قد ضيّعت مداخيل إضافية لميزانيتها الجبائية، وبتطبيق هذا الإجراء يكون المنتخبون قد أسهموا بصفة أو أخرى في نظافة المدينة والمحيط وبالتالي قلّلوا من أخطار الظاهرة التي دقت ناقوس الخطر، مما جعل وزارتي الداخلية والجماعات المحلية من جهة وزارة البيئة وتهيئة الإقليم من جهة أخرى تتخذان إجراءات عملية استعجالية كل الولاة، كما الحال بولايتنا للإشراف عليها ومتابعتها لأن حجم 1600 طن من النفايات التي استقبلتها المفرغات في ظرف يومين من بلدية عين الدفلى يعدّ رقما كبيرا ينبغي التجنّد له من طرف البلدية بهدف عدم تكراره يقول مدير المؤسسة الذي تحدّث عن فاعلية المجتمع المدني وجمعيات البيئة الناشطة ميدانيا بالقطاع والتي لها مجالات التحرك بهذا الفضاء الواسع عن طريق اللقاء والإحتكاك المباشر الذي من شأنه غرس ثقافة المحافظة على البيئة ونظافة المحيط، حسبه.
وعن تعامل المركز الذي أنشئ سنة 2013، مع المفرغتين العموميتين بكل من عين الدفلى التي تضم 9 بلديات هي العبادية والعامرة وعين بويحي والمخاطرية وعريب والروينة وبوراشد وعين الدفلى وجليدة والتي تدفع بـ 180 طنا من النفايات يوميا نحو المركز الموجود بحي سوايك لتكون بلدية عين الدفلى الأولى من حيث حجم نفاياتها التي فاقت 90 طنا. أما بخصوص مفرغة عين السلطان التي استقبلت خلال أيام حملة التنظيف 400 طن من النفايات المنزلية والهامدة والتي تضمّ 4 بلديات هي خميس مليانة وسيدي لخضر وبئر ولد خليفة وعين السلطان، فإن جحم رميها فاق 80 طنا يوميا، ناهيك عن مفرغة بلبال وخميس مليانة وجليدة التي تستقبل النفايات الهامدة ـ يشير محدثنا ـ الذي تساءل عن دور مكاتب النظافة وموقفها من ظاهرة الرمي العشوائي الذي ـ برأيه ـ له طرق بسيطة وناجعة في محاربته إذا ما توفرت الإرادة ـ يشير ذات المتحدث ـ الذي اعتبر هذا الإجراء العملي ضمن أساليب التحسيس والتثقيف البيئي الذي ينطلق مع عدة مؤسسات تعليمية وتكونية بحسب رأيه، ناهيك عن الخطاب التوعوي المسجدي الذي اعتمده إمام مسجد سلمان الفارسي بحي الردار رقم واحد ببلدية الشلف، حيث عكف عيسى عسلي على تكريس دروس خاصة بالتربية البيئة والمحافظة على نظافة الإقليم مدعما ذلك بمجموعة من مواقف الصحابة والعلماء والآيات القرآنية والأحاديث النبوية، مما أعطى ثماره حسب وقوفنا الميداني وتصريحات السكان والمصلون على وجه الخصوص. وهي طريقة لقيت استحسان الجميع ليكون هذا المسعى النموذجي خارطة طريق لمعالجة الوضعية التي لا تمت إلى ديننا الحنيف بصلة ولاتتماشى مع قيّمنا وسلوكنا التربوي السليم الذي ورتناه من تراثنا وشخصيتنا، يقول مترددون على المؤسسة المسجدية بالشلف.
الفرز والاستثمار خارطة الطريق
أما بخصوص الأخطار الناجمة عن الخلط بين النفايات، أوضح مسؤول المؤسسة العمومية لتسيير مركز الردم التقتي بحي سوايك بعين الدفلى، أنه شرع بالتنسيق والتعاقد مع القطاع التربوي والمؤسسات الإستشفائية ومراكز التكوين المهني والمؤسسات الشبانية التي لها علاقة مع وكالة دعم وتشغيل الشباب بالولاية، حيث تمّ توزيع 132 حاوية خاصة بالفرز للمواد البلاستيكية والخبر والكرطون، كما ينتظر نقل هذا الفرز إلى بيوت الأسر عن طريق التلاميذ، هي عملية مؤثر مباشرة في الأولياء والشباب أثناء نقل هذه النفايات يؤكد محدثنا.
أما على مستوى المؤسسة فقد تمّ التعاقد مع مستثمر للقيام بالفرز وطحن النفايات البلاستيكية وبيعها لمؤسسة بالسطيف، حيث تجني مؤسستنا مداخيل إضافية تضمن التسيير الناجع واستغلال المسترجعات أسمدة مواد تحويلية يقول محمد بوعبد الله، وطريقة لقيت استحسان السلطات الولائية وهذا حفاظا على ديمومية المؤسسة وتمويل الإقتصاد. هذا وقد شجعنا الوالي خاصة على منهجية العمل واقتناء معدات ومواد للقضاء على الروائح التي تظهر من حين إلى آخر يشير ذات المسؤول الذي أثبت كفاءة في التسيير ومعالجة النفايات والقضاء على خطورتها تدريجيا إذا ما لقي تجاوبا مع الشركاء والمتعاقدين معه مؤسسته.