طباعة هذه الصفحة

أمام العجز بتيبازة

استحداث مؤسسة ولائية والبداية بـ 3 بلديات

تيبازة: علاء ملزي

أقدمت السلطات الولائية بتيبازة على إنشاء مؤسسة ولائية تتكفّل بكل ما له صلة بتسيير النفايات والمساحات الخضراء والإنارة العمومية شهر أفريل الفارط بحيث تمّ الشروع في مرحلة أولى بالتكفل الشامل بعاصمة الولاية منذ إنشائها مباشرة قبل أن تشمل العملية بلديتي فوكة والدواودة شهر سبتمبر المنصرم.

بالرغم من كون المهام الرئيسية للمؤسسة تتضمّن ثلاثة فروع متكاملة تعنى بالنفايات العضوية والهامدة والمساحات الخضراء والانارة العمومية، الا أنّ القائمين عليها أعطوا عناية خاصة لملف النفايات الذي أضحى يشغل بال العام والخاص بحيث لم تفلح حملات التنظيف المتكرّرة التي تمّ تنظيمها عبر عدّة بلديات من القضاء على ظاهرة الانتشار العشوائي للنفايات، ومن ثمّ فقد أقدمت المؤسسة المنشأة حديثا على استغلال مجمل العتاد الذي تحوز عليه البلديات المعنية والمستعمل خصيصا لتصريف القمامة مع اصلاح ما يمكن اصلاحه واقتناء معدات ومركبات جديدة تسمح بتكفل أمثل بذا الملف بالبلديات المعنية، كما شرعت المؤسسة أيضا في إجراء عمليات توظيف متتالية لغرض تحضير ترسانة بشرية قادرة على التكيف مع المعطيات الجديدة بحيث يبلغ عدد العمال بها حاليا حدود 315 عامل مقابل 100 عامل في بادئ الأمر على أن يزداد العدد ارتفاعا مستقبلا عقب التنقل الى بلديات حجوط وشرشال وبوسماعيل المبرمجة ضمن أجندة المؤسسة لاحقا، حسب ما أفادتنا به المكلفة بالاعلام على مستوى المؤسسة جيجلي نور الهدى.
وبالنظر الى كون ملف النفايات يعتبر الأكثر ثقلا وارتباطا بالنمط المعيشي للمواطن، فقد شرعت المؤسسة منذ الوهلة الأولى في القضاء على النقاط السوداء التي تمّت معاينتها بعاصمة الولاية إضافة الى المساهمة الفعّالة في تنظيف الشواطئ على مدار موسم الاصطياف مع تنظيم حملات تحسيس وتوعية في اوساط المصطافين حول هذا الملف، بحيث بلغ متوسط النفايات المنقولة يوميا من بلدية تيبازة لوحدها 60 طنا يوميا طيلة شهرأوت الذي شهد قدوم عدد هائل من المصطافين، فيما قدّر المعدّل اليومي بـ51 طنا شهر جويلية و45 طنا خلال الأشهر الأخرى في حين انخفض هذا الرقم إلى حدود 42 طنا يوميا خلال شهر سبتمبر عقب التمكن من القضاء على النقاط السوداء، في حين تتمّ حاليا عملية معاينة النقاط السوداء الكائنة بكل من فوكة والدواودة لغرض القضاء عليها قريبا على غرار ما حصل ببلدية تيبازة. وما يلفت الانتباه هنا كون وسط المدينة بفوكة يعجّ بنقاط سوداء ليس من السهل وضع حدّ لها على غرار موقع تسويق السمك ومحيط المركز الثقافي ومدرسة الحمدانية وغيرها.
وماهو قائم ببلدية فوكة لا يختف كثيرا عن المدن الأخرى التي لا تزال تعاني بدورها من هاجس انتشار النفايات بشكل عشوائي  بالنظر الى استفحال ظاهرة تبادل التهم ما بين السلطات المحلية من جهة والمواطن من جهة اخرى من حيث تخلي الجهات المعنية عن تصريف النفايات بطريقة منتظمة وتخلي المواطن عن ثقافة التخلي عن قمامته في اوقات محدّدة، الأمر الذي زاد من حدّة التنافر بين الطرفين في ظلّ غياب نشاط جمعوي هادف يعنى بتسيير هذا الملف الحساس.
المواطن لا يأبه بالحملات التطوعية
أكّدت المكلفة بالاعلام بمؤسسة نظافة ولاية تيبازة، على أنّ جلّ الحملات المنظمة من طرف المؤسسة بمعية شركائها من المجتمع المدني لم تشهد تجاوبا مريحا من طرف سكان الأحياء المعنية على غرار حي 140 مسكن بتيبازة و  ولولا عملية المتابعة المتواصلة من طرف المؤسسة وجمعية حماية المستهلك لما تحسّن محيط هذا الحي، وهو حال عدّة أحياء أخرى شهدت حملة تنظيف واسعة وفقا لمقتضيات العمل التطوعي، إلا أنّ الأعضاء الفاعلين ينحصرون عند أعضاء الجمعيات المهتمة بالبيئة وعمل مؤسسة النظافة دون أن يأبه المواطن بهذا الأمر، ما يترجم انعدام ثقافة الحفاظ على الييئة لدى المواطن بشكل يوحي بأنّ عملية تنظيف المحيط لا تجدي نفعا في حال ما بقيت الذهنيات على حالها ولم تتغيّر طريقة تعامل المواطن مع القمامة والمحيط.
وفي سياق ذي صلة فقد نظّمت المؤسسة حملة تحسيس واسعة ببعض البلديات تعنى بطريقة التخلي عن جلود الأضاحي التي استرجعتها المؤسسة خلال يومي العيد ولم تترك على مستوى المفرغات الفرعية لفترات طويلة على غرار ما يحصل ببلديات أخرى خلال السنوات الفارطة، وهي الجلود التي تخلّف روائح كريهة وتتسبّب عادة في جلب الحشرات والزواحف والكلاب والقطط المتشردّة، مع الاشارة الى تسجيل عملية جمع نفايات الجزارين وباعة اللحوم البيضاء و لتي يتم تصريفها بمعدل ثلاث دورات في الأسبوع، باعتبارها لا تندرج ضمن النفايات العضوية الأخرى لأسباب تقنية. ومن المرتقب أن يتمّ تجسيد نفس العملية مستقبلا بمختلف البلديات التي ستتكفل بها ذات المؤسسة.