إنّ صراعنا مع الاحتلال، وكيفية انهائه، والتحرر منه وتقرير المصير، وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، كلها عوامل مدعاة لإنهاء أي جدل أو خلاف أو انقسام، بالاضافة إلى جملة المتغيرات الحاصلة في المنطقة سواء على الصعيد العربي او الاقليمي أو الدولي، ومن هنا نستبشر خيراً خلال الساعات القادمة وانتظار قدوم حكومة الوفاق الوطني إلى قطاع غزة وبمرافقة وفد مسؤول كبير، من أجل البدء بتطبيق المصالحة وصولا إلى الوحدة الوطنية وإجراء الانتخابات.
إن ما يتم اليوم مدعاة للتفاؤل، بالرغم من مرور السنوات العجاف والتي تركت آثارها عميقة في كل مناحي الحياة عامة وعلى المواطن الفلسطيني خاصة، ونحن على يقين تام أنّ إنهاء الانقسام يعني تواصل مسيرة التنمية لكل مفاصل الوطن؛ وتلاحم مكونات الجغرافيا الفلسطينية، وفي نفس الوقت رد عملي على مخططات الاحتلال البغيض الذي يمارس التوسع الاستعماري الاستيطاني والتهويد في القدس والاستيلاء على المقدسات والعبث بحياة الانسان الفلسطيني، وتجاوزه السافر لكل حقوق الانسان حتى أصبح بفعل الجهود الفلسطينية السياسية والدبلوماسية، في القائمة السوداء لمنتهكي حقوق الانسان بالعالم، وليس بعيد عنا قرارات اليونسكو الخاصة بحائط البراق وبالمسجد الابراهيمي وبالأماكن التراثية والدينية في دولة فلسطين، وتمارس الحكومة الفلسطينية مهامها من أجل متابعة كل هذه القضايا والجزئيات التي تعود على الكل الفلسطيني بالتقدم والقوة، وتمهيدا لأن يكون فلسطين دولة عضو كامل الصلاحيات والمهام في الأمم المتحدة.
نتطلّع خيراً، أن يتم معالجة كافة الملفات، وأن تتجسد معالم التلاحم الوطني، وأن تكون السنوات الانقسامية السوداء خلف ظهورنا، وأن يزدهر الأمل في حقوق الوطن الذي يستحق منّا كل العمل والخير والتعاون والحكمة والصبر، فلا وطن بلا مواطن، ولا مواطن بلا وطن، ومن هنا نفهم معنى الانتماء.
د - مازن صافي: كاتب ومحلل سياسي
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.