نظّم «نادي فكر وفن « التابع لمديرية الثقافة لولاية قسنطينة أول أمس، أمسية شعرية احتضنتها قاعة المحاضرات بمسرح قسنطينة الجهوي، نشطها مجموعة من الشعراء وحضرها نخبة من المثقفين وعشاق القوافي.
وقالت الشاعرة منيرة سعدة خلخال رئيسة النادي، أن هذه الأمسية التي يفتتح بها الموسم الثقافي الجديد، هو استمرارية لفضاء إبداعي واحد، تقدم من خلاله التجارب المختلفة للمبدعين، و»يحدث» في نفس الوقت الوجدان المرهف لعشاق البحور والقوافي، وهي أيضا أمسيات تعد بالتواصل الرفيع وتقديم الأفضل في مجال الشعر والإبداع.
وكان للدكتور عبد الله حمادي أستاذ الأدب العربي سابقا بجامعة قسنطينة، شرف افتتاح هذه الأمسية برباعياته «بنية القلب»، التي كتبها باسبانيا منذ أكثر من ثلاثة عقود وضمنها ديوانه «البرزخ والسكين»، وهي قصيدة أبدع فيها الشاعر، حيث قال عن هذه «الرباعيات» والتي تعتبر تجربته الأولى، أنها حالة شعرية متفردة في حياة الشاعر تأتي «صبة» واحدة ثم تنقطع، كما أعاب الشاعر قبل قراءة القصيدة على تردي الثقافة بقسنطينة والتي بدأت تضمحل وهي تعيش أتعس أيامها، مذكرا بان الثقافة كان لها في الماضي طابع خاص في هذه المدينة العريقة، فكانت تغفو ولكن تنهض، متمنيا في الأخير بان هذه الغفوة يجب أن لا تستمر وتعود قسنطينة إلى سابق عهدها.
الشاعرة نجاح حدة قرأت على الحضور قصيدتها «مصطفى»، والتي تقول في مطلعها:
«طيلة عشرين عاما
لفني هاجس دافئ
ومشى
ذات صباح حزين
ناعس
أرمد العينين
منطو على نفسه
ترك قهوتي الصباحية
بلا نكهة ولا دردشة...
وهي تتحدث في هذه القصيدة عن لوعة الفراق برحيل الحبيب وتعد بالوفاء لهذه العلاقة التي تعبر عن أنبل ما في العلاقات الإنسانية.
أما الشاعر نور الدين درويش، قرأ من قاموسه الشعري قصيدتين، الأولى بعنوان: «صوتي الذي»، والثانية «شمس..» وهي قصيدة جميلة عبر فيها عن مكنون النفس البشرية بقوافي رقيقة رقة هذه النفس الشفافة، حيث قال في مطلعها: «فتحت النوافذ هيأت نفسي تناسيت جراح أمسي..»
كما تناولت الشاعرة فاطمة الزهراء بيلوك في قصيدتها الاولى «عاشق في زمن الرحيل»، موضوع «الحرقة» وتكسر أحلام الشباب على ضفة البحور الأخرى، أما في قصيدتها الثانية: «وليمة الأمل العجاب» فتحدثت فيها عن إرهاصات النفس داخل مجتمع لا يرحم.
وقالت الشاعرة الدكتورة «ليلى لعوير» أستاذ الأدب العربي بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية وهي تقدم لقصيدتيها: «وأني مسني الضر»، و»تراتيل الدنيا الباكية»، أنه في مثل هذه الأمسيات يجب «أن نستنشق الشعر..فالشعر هو الحكمة..».
واختتم هذه الأمسية الشاعر ياسين بوذراع نوري بقصيدتين: «كبحارة أتراك»
والثانية «لم تعطني سببا لأعشقها» تحدّث فيها بلغة الشاعر المشاكس عن مدينته التي لم تعد تستهويه ويجب قلعها ـ كما قال ـ «كضرس لعقل».