رسّمت الشاعرة الجزائرية سلوى لميس مسعي، عهدًا مع النشر بعدما ظلت تنشط بالساحة الأدبية الوطنية والدولية منذ التسعينيات، دون أن تبادر إلى النشر في ظل ما يصفه بعض النقاد بــ»فوضى» قطاع النشر الأدبي بالجزائر، لكن الكاتبة التي تشتغل منذ أعوام بحقل الإعلام الثقافي قررت كسر عزوفها عن النشر الأدبي وأصدرت مجموعتها التي تفتح لها شهية الإصدارات.
ونشرت دار الألمعية أولى إصدارات المبدعة سلوى لميس مسعي في شكل مجموعة شعرية حملت عنوان «مسروق من النعاس» والتي ترتكز على حالات عميقة من القلق الوجودي للإنسان، وتنطوي على ومضات شعرية أتى على نسجها في أوقات متقاربة وجاءت عاكسة لارتباط الشاعرة بذاتها من حيث أنها دخلت في محاولة لاكتشاف دواخلها وإدراكها ثم ترجمتها إلى نصوص تتراوح بين بلاغة الحكمة وصدمة الدهشة وتعكس واقعها كما لو كانت تنظر في مرآة كي تصافح ملامحا لا تعرفها. وتضع «لميس» بين يدي القارئ عملاً جميلا ظلّ حلمًا بالنسبة لأصدقائها الكتاب وجمهورها الذي يحتفي بها في كل النشاطات الأدبية التي تحضرها بمدينة عنابة جوهرة الساحل الجزائري وتعمدت « لميس» خوض تجربتها الشعرية المنشورة بإشراك الفنان التشكيلي علي يماني الذي رسم لها غلاف المجموعة الشعرية وصممه بريشته الساحرة. وفضلت الغوص في متاهات القلق الوجودي دون طرح أسئلة كثيرة لكن بإجابات «سرقت من ليل حياتها الحالك» حتى تنسج رؤى ومعاني جديدة. ويقول الناقد الجزائري محمد رابحي عن هذا الإصدار إنه « في ليلة من عام 2012 ..في غرفتها منهكة بعد يوم مشحون.. استلقت بفراشها لا ترجو إلا الراحة.. في الوقت الذي انتظرت فيه أن تخلد إلى النوم وجدت نفسها تنتفض تنتعش..دفق شعري لا يقاوم.. تناولت كراستها وأخذت تكتب تشظيات، نثار، موجات، ،،، إنها نصوص شعرية قصيرة متصلة منفصلة.. ظلت سلوى لميس مسعي تلك الليلة تراوغ النوم لتحلق إلى غاية الفجر. أخذت منه كل الوقت حتى لم يتبق له إلا سويعات وأخذت منه روحه عجنت بها كلماتها المرهقة»، ويتابع رابحي أنه «في الصباح حينما استيقظت وراجعت ما سجلت اندهشت، لم تصدق أن المادة التي أخذتها من النعاس وصنعت بها ما صنعت كانت بهذا الزخم والاكتمال.. ولأن التجربة وليدة لحظة فاصلة لحظة برزخ رأت الشاعرة أن تسم كتابها مسروق من النعاس.