انطلقت بولاية بومرداس حملة الحرث والبذر للسنة الفلاحية الجديدة ولو بوتيرة محتشمة بسبب تخوف الفلاحين من تأخر سقوط الأمطار الأولية لبداية فصل الخريف إيذانا ببداية الموسم، حيث لم تتجاوز المساحة المحروثة 1500 هكتار من أصل حوالي 6 آلاف هكتار مبرمجة لعملية الاستغلال هذه السنة في شعبة الحبوب.
ينتظر أن تتوسّع المساحة المخصصة لزراعة الحبوب ومشتقاتها من قمح صلب ولين وكذا الشعير بولاية بومرداس، لتصل إلى حدود 6 آلاف هكتار حسب مصدر من مديرية المصالح الفلاحية بعدما كانت لا تتعدى 4 آلاف هكتار السنة الماضية في محاولة لتكثيف نشاط ومحصول هذه الشعبة الاستراتيجية التي تراجعت كثيرا بولاية بومرداس، فاسحة المجال لشعب موسمية أخرى غير مستدامة على غرار شعبة عنب المائدة التي تستحوذ على أكثر من 38 من المائة من المساحة الفلاحية الإجمالية الصالحة للزراعة.
كما شكّلت الظروف الطبيعية والمناخية المتقلبة والصعبة في السنوات القليلة الماضية أيضا تحديا كبيرا أمام الفلاحين المختصين في هذا النشاط بسبب تذبذب تساقط الأمطار على طول السنة وقلة المياه، التي قد تساهم في الرفع من نسبة الإنتاج ومردودية الهكتار الواحد، خاصة في ظل غياب شبكات السقي التي وجهت بصفة كلية إلى شعبة الخضروات وجزء من حقول الكروم، الأمر الذي زاد من تراجع أهمية هذه الشعبة سواء من حيث المردود الفلاحي في القنطار الواحد أو من حيث هامش الربح المادي مقارنة مع باقي الأنشطة الأخرى بالخصوص الفواكه، لكن وفي ظل الأزمة الاقتصادية وتحديات التحول نحو إيجاد بدائل أخرى خارج قطاع المحروقات، تحاول هذه الشعبة الاستراتيجية العودة مجددا كنشاط رئيسي في القطاع الفلاحي، ليس فقط بولاية بومرداس التي تحتل حيزا كبيرا من المساحة المخصصة للنشاط الفلاحي، إنما في باقي ولايات الوطن خاصة منها الداخلية والسهبية المعروفة بإنتاجها الوفير.