طباعة هذه الصفحة

«شياطين بانكوك» أو سوق العبودية

أوّل رواية جزائرية تتطرّق لموضوع «الديب ويب» بصفة صريحة

عبد الرؤوف زوغبي

تدرس أحد أنواع أدب الجريمة وتحديدا أدب الغموض، الرواية التي ستكون حاضرة بالصالون الدولي للكتاب في طبعته الــ 22 «سيلا 2017»، جاءت في 140 صفحة، وتوزعت على ثمانية فصول، كل فصل تمثله صورة سوداء وبيضاء محملة من الديب ويب، تطرقت إلى أخطر أنواع المخدرات التي تبقى المعلومات حولها شحيحة جدا على الأنترنت العادية بتسمياتها وخصائصها وتأثيراتها على الإنسان، وحتى بتحديد كيل جرعات الانتشاء من جرعات الموت، كما عالجت الرواية أيضا موضوع ممارسة العبودية وسوق التجارة بالبشر، والاعتداء الجنسي والجسدي على ألأطفال وتعدت هذا لتكشف خبايا مواقع « الهيتمان» أو القتلة المأجورين، وطريقة عملهم وبرتوكولاتهم الخاصة التي يتقيدون بها في ممارسة مهامهم الدنيئة. كشفت الرواية أيضا أسرار بيع الأموال الحقيقية مقابل المزورة بالطريقة الصحيحة ونسبة الفائدة العائدة منها، إضافة إلى بعض المعلومات المستمدة من محرك بحث الديب ويب الخرافي ‘’دوك وك جو’’، كما تناولت أيضا المنظمات المتاجرة بالأعضاء البشرية وطبيعة علاقاتها مع باقي عصابات المافيا الإجرامية.
تم النقل بالتفصيل والدقة التامة ما يعرضه أخطر موقع على الانترنت الخفي باعتراف الهاكرز أنفسهم، إنّه وببساطة « الغرفة الحمراء»، ذلك المكان الذي يعذّب فيه الضحايا بأبشع الطرق التي تنفي الوازع الديني تماما، بل وتصل بهم إلى الموت نتيجة الآلام المبرحة، وهذا كله بناء على طلبيات أكثر البشر جنونا وهم الساديون، حيث يدفع هؤلاء مبالغ خيالية مقابل مشاهدة ضحية ما تتعذب أمام مرأى أعينهم، وينقل لهم هذا كله في عرض حي أسبوعي.  الانترنت الخفي: هو مصطلح معلوماتي معاصر ظهر لأول مرة سنة 2001 بعد اكتشاف الأنتربول أن منظمات إرهابية تنشط على شبكة سفلية لا يمكن تعقبها ولا السيطرة عليها، شبكة عظيمة جدا أطلق عليها ‘’ديب ويب» والتي تتجاوز حجم شبكة الانترنت العادية بحوالي 9 أضعاف، اقتحمها المجرمون في شتى أنحاء العالم وأصبحت دولة رقمية لهم بها عملة خاصة تتفوق على الأورو بأضعاف تدعى ‘’البيتكوين’’.
رواية بانكوك رواية الصادرة عن دار المثقف باتنة بطابع تحقيق فديرالي خرجت عن المألوف لتعطينا رواية من عالم سكت عنه الجميع المبدع طواهرية عبد الرزاق ابن مدينة قسنطينة يخوض تجربة إبداعية فريدة من نوعها.