عشرات الجرحى في صفوف المواطنين والشرطة
أعلنت الحكومة الإسبانية أن الاستفتاء الذي يجريه إقليم كتالونيا بشأن الانفصال، فقد صلاحيته تماما ووصفته بـ«المهزلة”، فيما أصيب عشرات الأشخاص وعدد من عناصر الشرطة جراء المواجهات التي شهدت عنفا نسبيا بين الجانبين.لجأت مدريد إلى استخدام القبضة الحديدية لمنع إجراء استفتاء انفصال إقليم كتالونيا عن إسبانيا، واعتمدت في ذلك على عناصر الشرطة والدرك، لمصادرة صناديق الاقتراع وبطاقات الناخبين والسيطرة على المراكز، ما أسفر عن مواجهات مع الراغبين في الإدلاء بأصواتهم.
وضبطت قوات الدرك الإسبانية، في الإقليم، 2.5 مليون ورقة اقتراع و4 ملايين ظرف، في إطار عملياتها للحيلولة دون إجراء الإقليم استفتاء الانفصال عن البلاد وأغلقت العديد من المقرات.
وطلب ممثل الحكومة الأسبانية في كاتالونيا السلطات الانفصالية في المنطقة بوضع حد لـ«مهزلة” الاستفتاء على الاستقلال والذي تدخلت الشرطة لمنعه.
وقال مندوب الحكومة المركزية في كتالونيا إنريك ميجو إن “كل هذا الأمر يبدو مهزلة، هذه هي المرة الأولى في التاريخ التي يتم فيها تغيير قواعد اللعبة الديمقراطية قبل 45 دقيقة من موعد بدء التصويت”.
وأوضح أنه “لا توجد قوائم انتخابية مرئية ولا قدرة على تعداد الأصوات ولا أوراق اقتراع رسمية ولا مظاريف لتحتويها، ما يعني استحالة ضمان سرية التصويت، معتبرا أن الحكومة لن تتسامح مع “محاولة البعض فرض أهدافهم”.
وقال ممثل الحكومة انريك ميلو في مؤتمر صحافي إن رئيس كاتالونيا “كارليس بيغديمونت وفريقه هم وحدهم مسؤولون عن كل ما حصل اليوم وكل ما يمكن أن يحصل إذا لم يوقفوا هذه المهزلة”.
وفي جوان الماضي، أعلن الإقليم أن الأول من أكتوبر، سيكون موعد إجراء الاستفتاء الشعبي بشأن الاستقلال عن إسبانيا.
ويطالب إقليم كتالونيا، بالانفصال عن الحكومة المركزية، ويتمتع الإقليم الذي يبلغ عدد سكانه 7 ملايين و500 ألف نسمة، بأوسع تدابير للحكم الذاتي بين أقاليم إسبانيا، ويأتي ترتيبه السابع من بين 17 إقليماً تتمتع بحكم ذاتي في البلاد.
وتبلغ مساحة الإقليم 32.1 ألف كم مربع، ويضم 947 بلدية موزعة على 4 مقاطعات، وهي برشلونة وجرندة ولاردة وطرغونة.
عشـرات الجرحــى
وقال رئيس بلدية برشلونة إن أكثر من 460 شخص أصيبوا بجروح في اضطرابات في مختلف أرجاء كتالونيا، أمس، في اشتباكات شرطة مكافحة الشغب مع أشخاص تجمعوا للإدلاء بأصواتهم في استفتاء على استقلال الإقليم عن إسبانيا.
وقال أدا كولاو في بيان “بصفتي رئيسا لبلدية برشلونة أطالب بإنهاء فوري لمهاجمة الشرطة للسكان المسالمين”.
من جانبها، أفادت أجهزة الطوارئ في الإقليم أنها عالجت 337 شخص أصيبوا في عمليات تدخل للشرطة لمنع إجراء الاستفتاء حول استقلال هذه المنطقة، بينهم 91 جريحا.
تضــارب في الأرقـام
في المقابل قالت متحدثة إن أجهزة الإسعاف “استقبلت 337 شخص في المستشفيات والمراكز الصحية”، معظمهم يشكون من آلام خفيفة وبين هؤلاء “تسعون جريحا وجريح واحد إصابته خطيرة في العين”.
وأعلنت وزارة الداخلية الإسبانية أن 11 عنصرا في قوات الأمن أصيبوا في إقليم كتالونيا خلال عمليات هدفت إلى الحؤول دون إجراء الاستفتاء المحظور على استقلال المنطقة.
وكتبت الوزارة في تغريدة “أصيب حتى الآن تسعة عناصر في الشرطة وعنصران في الحرس المدني خلال تنفيذهم أوامر” القضاء، مضيفة أن عناصر أمنيين تعرضوا للرشق بالحجارة.
وأطلقت الشرطة الإسبانية الرصاص المطاطي في برشلونة، خلال التصدي لمتظاهرين كانوا يريدون التصويت في إطار الاستفتاء في كاتالونيا الذي حظرته مدريد، بحسب شهود عيان.
وفي بيان منفصل قالت الإدارة الطبية في كتالونيا إن 465 شخص أصيبوا بجروح منهم اثنان في حالة خطيرة بالمستشفى.
وقالت وزارة الداخلية الإسبانية إن الشرطة أغلقت 92 لجنة انتخابية في كتالونيا، وقالت الوزارة إن ثلاثة أشخاص اعتقلوا منهم فتاة صغيرة بسبب عدم إطاعة الأوامر واعتداءات في حين حاول عشرات الألاف الإدلاء بأصواتهم في استفتاء تعتبره الحكومة غير قانوني.
وأكد وزير الداخلية الإسباني خوان إغناثيو ثويدو في تصريحات تلفزيونية أن الشرطة الكتالونية طلبت كتابيا مساعدة قوات الأمن الإسبانية، مضيفا أن “قوات الأمن ستواصل العمل وفقا للطلبات الصادرة عن السلطة القضائية”.
اشتباكــات عنيفــة
وأظهرت الكاميرات، تدافعا شديدا بين الشرطة الممسكة بدروع مكافحة الشغب ومئات الناخبين خارج مركز اقتراع في مدرسة في برشلونة عاصمة كاتالونيا، فيما هتفت الحشود “نحن سلميون”، وتوقفت عربات مدرعة وسيارات إسعاف بالقرب من الموقع.
واعتصم مواطنون داخل بعض مراكز الاقتراع في محاولة لمنع الشرطة من إغلاقها. وهرّب منظمو الاستفتاء صناديق اقتراع إلى داخل بعض المراكز قبل الفجر في حقائب بلاستيكية سوداء وطلبوا من الناس المقاومة دون اللجوء للعنف إذا تدخلت الشرطة.
وقالت وسائل إعلام محلية إن المواطنين الذين حاولوا التصويت إلكترونيا لم يتمكنوا من ذلك بسبب قيام الحرس المدني أمس بعرقلة استخدام تطبيقات التصويت الإلكتروني الخاصة بالاستفتاء، كما صادرت الحكومة المركزية كميات كبيرة من البطاقات الانتخابية.
في المقابل تواصلت لليوم الثاني على التوالي المظاهرات في مدريد ضد الاستفتاء، وردد المتظاهرون هتافات تدعو إلى الوحدة الوطنية وتندد بمن وصفتهم بالمحرضين الانقلابيين في كتالونيا.