أدان نشطاء حقوقيون، الصمت المطبق للاتحاد الأوروبي تجاه قضية معتقلي حراك الريف المغربي، وما يتعرضون له من معاناة داخل السجون، وقالوا أنه خضع لمساومة السلطات المغربية بملف مكافحة الإرهاب.
أفادت إذاعة فرنسية دولية أن المغرب يشهد استمرار خوض معتقلي “حراك الريف” للإضراب عن الطعام، مشيرة إلى أن مطالب المضربين تتمثل في الإفراج غير المشروط عن جميع المعتقلين في الحراك (يقدر عددهم بـ300 معتقل على الأقل وفقا للمحامين) وتحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية لسكان الريف.
وأشارت الإذاعة الفرنسية أنه منذ أكثر من أسبوعين، توقف أزيد من ثلاثين معتقلا عن تناول الطعام، وفي الأيام القليلة الماضية توقف العديد منهم عن شرب الماء وتناول السكر، مما سبب المزيد من القلق لمحاميهم.
وأعرب المرصد المغربي للسجون، عن قلقه الشديد من وضعية السجناء المضربين عن الطعام، وطالب مندوبية السجون أن تكفل لهم متابعة يومية، وأضافت أن الوضع الصحي للمضربين عن الطعام، أصبح جد مقلق
وحسب المصدر ذاته، فإنه مع دخول المعتقلين في إضراب عن الماء لمدة خمسة أيام، أصبح بعضهم يعاني بشكل متكرر من فقدان الوعي، كما أن هناك سجينا آخر بعد بلوغه 12 يوما من الإضراب، أصبح يتقيأ الدم بشكل دوري.
والد الزفزافي يحذر
قال أحمد الزفزافي والد ناصر الزفزافي الذي يوصف بأنه زعيم حراك الريف، أن الأخير، كان عفويا بقيادة خيرة شباب المنطقة معتقدين في أنفسهم أن الحراك سيتمدد عبر ربوع الوطن.
وانتقد عدم التضامن الحاصل مع المعتقلين، قائلا “الملاحظ الآن هو صمت القبور، أبناؤنا ينتحرون في معتقل عكاشة، يضربون عن الماء والسكر، ولا حياة لمن تنادي”. مضيفا “أين هي الأحزاب وأين المؤسسات، أين النجباء أين النقابات، لم يستطيعوا فعل أي شيء، ولا أحد يعتني بالمعتقلين سوى عائلاتهم؟”.
وأضاف الزفزافي الأب في ندوة حملت عنوان “السلطة والريف ومآلات الحراك”، نظمت بالرباط، أن الحراك بدأ منذ وفاة بائع السمك محسن فكري يوم 28 أكتوبر 2016، وتلته العديد من الاحتجاجات، مسائلا الدولة عن عدم استجابتها لمطالب الحراك في تلك الآونة قبل تطور الأوضاع.
وأبرز المتحدث أن والدة الزفزافي ستبدأ العلاج الكيميائيّ ابتداء من يوم الإثنين القادم ولمدّة شهر، مستطردا “هذا لم يشفع لناصر من أجل أن يتم نقله على الأقل إلى الحسيمة استعطفنا وطلبنا، ورغم ذلك لم نحصل على أي شيء”.
وأوضح أن ناصر الزفزافي استطاع إخراج أكثر من 350 ألف شخص للتظاهر بواسطة هاتف نقال عندما اتهمتنا الحكومة بالانفصال، مضيفا “نحن لن ننفصل لأن الريف جزء من المغرب ولكن الجهة الأخرى أرادت أن تدفعنا إلى الانفصال، بتصريحاتها”.
صمت وتواطؤ
في ذات الندوة، نددت الناشطة الاجتماعية والسياسية المغربية فاطمة بلعادل ببروكسل ب«الصمت المتواطئ” للاتحاد الأوروبي والحكومات الأوروبية بالنظر لموجة القمع والاعتقالات التعسفية في منطقة الريف (شمال المغرب) داعية إلى “دعم دولي” من أجل إطلاق سراح المعتقلين المغربيين.
وتساءلت الناشطة والسياسية المغربية، لماذا لم يدعم الاتحاد الأوروبي التعبئة في منطقة الريفي معتبرة أن “الحكومات الأوروبية متواطئة” كونها تغاضت عن “ممارسات التعذيب التي كشفت عنها المنظمات والناشطين المغربي.
في هذا الصدد تأسفت الناشطة المغربية لكون الاتحاد الأوروبي رضخ لمساومة السلطات المغربية بشأن التعاون لمكافحة الارهاب.
وأكدت تقول أن “المغرب لعب ورقة الارهاب وهو بصدد استعمالها للضغط على الاتحاد الأوروبي قصد استبعاد فكرة التدخل”.