تأييـــد كــردي جــارف للانفصـال
بينما تتواصل احتفالات الأكراد بالنتائج المحسومة لصالح الانفصال عن العراق وإقامة دولتهم المستقلة، استبعدت الحكومة العراقية إجراء محادثات حول إمكانية انفصال بعض مناطق شمال العراق الخاضعة لسيطرة الأكراد بعد أن أظهر استفتاء على استقلال الإقليم الكردي تأييدا جارفا للانفصال.
في السياق، قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إن الحكومة المركزية في بغداد لن تجري محادثات مع حكومة إقليم كردستان بشأن نتيجة الاستفتاء “غير الدستوري” على الاستقلال الذي نظم الاثنين في شمال العراق، مضيفا “نحن غير مستعدين أن نتناقش أو نتحاور حول نتائج الاستفتاء لأنه غير دستوري وغير شرعي”.
يأتي ذلك في وقت قال مصدر حكومي عراقي إن الحكومة الاتحادية ببغداد شرعت في تنفيذ قرارات المجلس الوزاري للأمن الوطني التي اتخذها ردا على إجراء الاستفتاء، وأضاف المصدر نفسه أن بغداد بدأت التنسيق مع الدول المعنية لوقف التعاون مع إقليم كردستان بخصوص المنافذ الحدودية والمطارات وتصدير النفط.
وأوضح أن توجيهات رسمية صدرت للجهات القضائية لمتابعة الأموال المودعة في حساب الإقليم وسياسيين أكراد من واردات بيع النفط، وقال إن هناك إجراءات ستُتخذ في المناطق الواقعة تحت سيطرة حكومة الإقليم التي فُرضت فيها سياسة الأمر الواقع.
في السياق، وافق البرلمان العراقي الاثنين على قرار يدعو حكومة بغداد لاتخاذ ما يلزم من إجراءات لإغلاق المنافذ الحدودية في إقليم كردستان من جميع الجهات، وصوّت البرلمان على قرار يلزم القائد العام للقوات المسلحة، وهو رئيس الوزراء حيدر العبادي، بنشر القوات في كل المناطق التي سيطر عليها إقليم كردستان بعد العام 2003.
ووافق البرلمان أيضا على قرار يمنع كل الشركات المحلية والأجنبية من العمل في أي من المناطق المتنازع عليها. ودعا رئيس مجلس النواب سليم الجبوري عددا من اللجان البرلمانية إلى اتخاذ إجراءات كفيلة بالرد على الاستفتاء، بما يضمن وحدة العراق وعدم تقسيمه.
الاستفتاء سنة سيئة و لَيُّ ذراع
من جهته، وصف زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر استفتاء إقليم كردستان بأنه سُنّة سيئة، وأنه لَيُّ ذراع ليس للحكومة المركزية فقط، بل للعراق كله.
وأضاف الصدر أن أولى مساوئ الاستفتاء هو تأجيج النفَس العرقي الذي لا يقل خطورة عن تأجيج النفَس الطائفي.
وقال في بيان إن القادة الأكراد أخطأوا وتجاوزوا الحدود بسبب إجراء الاستفتاء، وهو ما يدفع إلى اتخاذ موقف يُمليه الواجب الشرعي والقانوني والوطني.
من جهته، قال كريم نوري القيادي في منظمة بدر، إحدى تشكيلات الحشد الشعبي، إن الوجهة القادمة لقوات هذه المنظمة ستكون كركوك والمناطق المتنازع عليها، لاستعادتها من سيطرة قوات البشمركة الكردية.
هذا وتظاهر عشرات في ناحية القوش (شمال محافظة نينوى العراقية) منددين بإجراء استفتاء انفصال إقليم كردستان العراق في منطقتهم، التي تعد من المناطق المتنازع عليها، والتي تسكنها أغلبية مسيحية.
تأييد جارف للانفصال
وفي انتظار صدور النتائج النهائية اليوم، أظهرت النتائج الأولية للاستفتاء مشاركة 72 في المئة من الناخبين المؤهلين وتصويت أغلبية ساحقة ربما تتجاوز 90 في المئة بالموافقة على الاستقلال.
وسجلت أقل نسبة مشاركة في محافظتي السليمانية وحلبجة بـ 55%، وأعلى نسب المشاركة جاءت من محافظة دهوك، حيث بلغت 90%، وفاقت نسبة المشاركة في المناطق المتنازع عليها 80%، بحسب إحصائيات تسربت إلى الإعلام الكردي.
وأوضحت المفوضية أن ثلاثة ملايين و305 آلاف ناخب أدلوا بأصواتهم، من مجموع ما يقارب أربعة ملايين. وكانت المفوضية مددت عملية التصويت ساعة واحدة بسبب الزحام أمام المقرات الانتخابية.