فتحت مراكز التكوين المهني، أمس، بالعاصمة تخصصات حديثة أمام الوافدين الجدد، وذلك استجابة لرغباتهم وما تتطلبه السوق الوطنية من يد عاملة مؤهلة في مختلف التخصصات، حيث التحق أزيد من 16 ألف تلميذ بمعاهد التكوين للموسم الجديد على مستوى العاصمة، في حين تسعى مصالح القطاع إلى عقد شراكات مع المؤسسات الاقتصادية لضمان توظيفهم.
فتح تخصصات جديدة يأتي تزامنا مع تطبيق مخطط الحكومة الذي يولي قطاع التكوين والتعليم المهنيين أهمية بالغة سيما ما تعلق بتكوين اليد العاملة الوطنية المؤهلة لمواجهة النقص في بعض القطاعات التي تستقدم اليد العاملة من الخارج.
في هذا الإطار قال الأمين العام لولاية الجزائر محمد بن عمر لدى إشرافه، أمس، على انطلاق الموسم الجديد بالعاصمة أن السلطات العمومية عملت دوما على أن تستجيب مراكز التكوين المهني لطلبات المتربصين وكذا سوق العمل التي هي بحاجة إلى يد عاملة وطنية مؤهلة تسمح لها بالمساهمة في التنمية الوطنية للبلاد.
في هذا السياق قال المتحدث أن الوضع الاقتصادي الذي تمر به البلاد صعب جراء تراجع المداخيل المالية، الأمر الذي يتطلب يدا عاملة مؤهلة وتفادي استقدامها من الخارج، إضافة إلى أن كل الظروف باتت مهيأة لتمكين المتربصين من العمل مباشرة نظرا للطلب على العمال الأكفاء.
ويرتكز مخطط عمل الحكومة الجديد حسب بن عمر على المورد البشري الذي يعد الخزان الأساسي لتسيير كل القطاعات الاقتصادية، سيما المتعلقة بالاقتصاد الرقمي والأشغال العمومية والبناء وغيرها من التخصصات التي تضمن مستقبل الشباب وتساهم في تنمية البلاد.
من جهته أعلن مدير التكوين المهني لولاية الجزائر احمد زقنون عن التحاق 16 ألف متربص بمؤسسات ومراكز التكوين المهني على مستوى العاصمة، مشيرا إلى أن عدد الوافدين في تزايد مستمر هذا الموسم الذي شهد فتح تخصصات جديدة في مختلف المجالات.
التخصصات الجديدة التي تم فتحها ببعض مراكز التكوين المهني بالعاصمة تشمل مهن الخشب والبلاستيك والرقمنة، اضافة إلى تخصص صيانة آلات السمعي البصري بمعهد أولاد فايت، حيث أكد زقنون أن كل التخصصات جاءت تلبية للطلب عليها سواء من طرف المؤسسات الاقتصادية أو المتربصين.
ذكر زقنون أن قطاع التكوين المهني يسعى إلى توسيع نظام التمهين الذي يلقى إقبالا كبيرا لدى المتربصين، إضافة إلى أنه يضمن فرصة العمل مباشرة بعد الانتهاء من التربص نظرا لخصوصية النظام في التمهين، مؤكدا أن الاهتمام منصب على هذا التوجه في المرحلة الحالية.
وتشير الإحصائيات حسب زقنون إلى أن نسبة 80 بالمائة من المتربصين سواء في نظام التكوين أو التمهين التحقوا بسوق العمل خلال سنة 2016، وهو ما يؤكد نجاح القطاع في استقطاب الشباب الراغب في تحقيق مستقبله وضمان حرفة دائمة، حيث يتم في هذا الاطار التعاون مع المؤسسات الاقتصادية الوطنية، لتوظيف خريجي المعاهد بعد انتهاء فترة تربصهم، حيث توجد ألف مؤسسة اقتصادية لها علاقة بمعاهد التكوين المهني.
المؤسسات الاقتصادية بدورها باتت تثق في كفاءة المتربصين في المعاهد الوطنية سيما المتخصصة منها، حيث ذكر المدير الولائي للتكوين المهني زقنون أن كل المؤسسات التكوينية على مستوى العاصمة تم تجهيزها خلال هذا الموسم بآلات حديثة ومتطورة لمتابعة التطور الحاصل في سوق العمل، الذي يتطلب عمال مؤهلين.