أبدى المخرج الشاب عبد الرحمن حراث في حديث لـ «الشعب» امتنانه الكبير لمشاركة فيلمه «آسف»، ضمن المسابقة الرسمية للفيلم القصير في مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط في دورته الـ 33، والذي سيعرف مشاركة قوية لنخبة من نجوم الفن العربي، وتقديم أحدث الانتاجات السينمائية العربية والأجنبية في الفترة الممتدة من 07 إلى 12 أكتوبر المقبل.
سيكون المخرج الشاب المنحدر من ولاية عنابة أمام تحد كبير، لدخوله المنافسة في واحد من أكبر المهرجانات في الوطن العربي، على أمل افتكاك جائزة أحسن فيلم قصير، ليواصل طموحة الذي يرافع لأجله بحمل الراية الجزائرية في المحافل الدولية، بعدما تمكّن من صنع التحدي وافتكاك الجائزة الأولى في فئة الأفلام القصيرة في مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي في دورته الماضية.
وقال عبد الرحمن حراث أنه تلقّى خبر مشاركته في مهرجان الإسكندرية بكل فرح وامتنان، كون الخبر لم يصدر ضمن القائمة الرسمية للأفلام المشاركة في الطبعة الـ 33 لمهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط، مشيرا إلى أنّ فيلم «آسف» تمّ اختياره في المنافسة بعدما أتاح له الناقد السينمائي ورئيس المهرجان «أمير أباظة» فرصة إرسال الفيلم وعرضه على اللجنة المختصة التي تشاهد الأفلام، لتقرّر بعدها ـ يقول ـ المتحدث أن يكون الفيلم داخل المنافسة، و»بهذا كان خبرا سعيدا بالنسبة لي خصوصا وأنني سأكون ممثلا للجزائر في محفل دولي كبير».
«مشاركتي فرصة لاكتشاف ثقافة البلد الآخر»
وأكّد المخرج عبد الرحمن حراث بأنّ هذه المشاركة ستزيده إيجابية في مشواره الفني، على اعتبار أنّه سيزور البلد الشقيق مصر، ويتعرف على ثقافتهم في هذا المحفل السينمائي، والذي سيعرف مشاركة وجوه سينمائية عدة من مختلف الدول المنتمية إلى البحر الأبيض المتوسط، سواء ممثلين أو مخرجين أو منتجين، مشيرا إلى أن ذلك سيسمح له بتوسيع دائرة معارفه، ولما الخروج من هذا المهرجان بعمل فني مشترك، وأضاف بأن مهرجان الإسكندرية سيعرف حضورا كبيرا للصحافة المصرية، حيث سيتشرف بأن يكتب اسمه ضمن مقالاتهم، ولما لا ـ يقول ـ ستمنح له فرصة أخرى للمشاركة بفيلمه في مهرجان دولي آخر.
وعن توقّعاته بأن يفتك فيلم «آسف» جائزة في هذا المهرجان الدولي الكبير، قال عبد الرحمن حراث بأن الفوز بجائزة ما يعود إلى لجنة التحكيم، فهي الفاصل الوحيد في هذه المسألة، وأشار إلى أن الفيلم المشارك في المهرجان من ناحية السيناريو يدرس قضية حساسة وبطريقة غير مباشرة ينعكس على أي بلد في العالم، وبالنسبة للأدوار فقد كان تقمص الشخصيات فيه فعلي، دون ذكر عملاقا السينما الجزائرية الفنانة القديرة بهية راشدي والفنان رشيد بن علال، وكذلك تميز الممثل المسرحي السينمائي ابن مدينة سطيف نجيب بوسواليم، وحضور في المستوى أيضا للمثل عامر العكايشي الذي يظهر لأول مرة على شاشة السينما.
وأضاف المخرج حراث أنّ الجانب التقني للفيلم لا يحمل أي أخطاء، بل على العكس يحمل جماليات في الصوت والصورة، مشيرا إلى أن الفضل يعود للطاقم التقني، وبالأخص مساعد المخرج فريد النوي ومدير التصوير عيسى جوامع والمؤسسات الممولة للفيلم.
وفي الأخير تمنّى المخرج الشاب عبد الرحمن حراث كل التوفيق لفيلمه «آسف»، وأن يتوّج عمله بجائزة ليرفع علم الجزائر في هذا المحفل الدولي السينمائي الكبير، والمهدى في دورته الـ 33 للفنان حسين فهمي.
«شاهين في السّينما الجزائرية» ضمن المهرجان
من جهة أخرى، وإلى جانب فيلم «آسف» والذي يتحدّث عن فترة عصيبة في حياة الجزائر أيام العشرية السوداء، يعرف مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط، عرض الفيلم الوثائقي «شاهين في السينما الجزائرية» للمخرج الجزائري سليم عقار، والذي يتضمن بعض المشاهد من أفلام المخرج المصري الراحل يوسف شاهين والتي شاركت الجزائر في إنتاجها، على غرار «العصفور» و»عودة الابن الضال».
للإشارة، يشارك في المهرجان 80 فيلما من 25 دولة، حيث ستكون إسبانيا ضيف شرف الدورة الـ 33، والتي ستحمل اسم الفنان حسين فهمي تقديراً لمشواره السينمائي الكبير، كما ستكون «الهجرة غير الشرعية» محور الدورة الـ 33 من مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط، إذ سيتم مناقشة قضية الهجرة ومخاطرها وآثارها على دول شمال وجنوب البحر المتوسط.