صدر هذه الأيام مؤلف جديد للكاتب والإعلامي والشاعر محمد زتيلي بعنوان «مسارات في الحياة الثقافية الجزائرية»، يرتقب أن يكون حاضرا في المعرض الدولي للكتاب بالجزائر العاصمة، حسب ما علم لدى المؤلف. ويقدمّ الكتاب الجديد وهو من الحجم المتوسط (250 صفحة)، والذي سيشرع في توزيعه في الأيام القليلة القادمة، وفقا لنفس المصدر، خلاصة جهد أزيد من عقد كامل من الزمن نسقت موضوعاته خلال العام الماضي. كما تتطرّق مقالاته لجوانب من الحركة الأدبية الجزائرية ورهاناتها وتفاعلاتها وخاصة منها واقع الكاتب والكتابة في الجزائر المعاصرة بعد الخروج من ثقافة الواحدية الحزبية وتعامل الكاتب مع الإيديولوجيا والسياسة والبحث عن الكتابة التي يطلبها القارئ المتطلع إلى مجتمع متشبع بثقافة الدولة المدنية والحرية والحق في التعبير الحر، وفقا لمؤلف الكتاب. ويتناول المؤلف أيضا من بين المواضيع الأخرى لهذا الكتاب الذي يرصد تفاعلات الحركة الأدبية والثقافية الجزائرية مدى انخراط الكاتب الجزائري في قضايا التراث والحداثة والحرية والعلاقة بالمؤسسة الرسمية.
رصد لجوانب الممارسة الثّقافية في الحياة الرّسمية الوطنية
إلى جانب قضايا عديدة تناولها الكاتب بأسلوب تحليلي واقعي، حيث رصد جوانب الممارسة الثقافية في الحياة الرسمية الوطنية قارئا ومحلّلا لها وناقدا لهذه الممارسات التي كان لها أثرها في الحياة الثقافية الوطنية العامة. من جهة أخرى تضمّن القسم الأخير من كتاب « مسارات في الحياة الأدبية والثقافية الجزائرية» لمحمد زتيلي حوارات هامة أجريت معه منذ ثمانينيات القرن الماضي، وإلى غاية السنوات الأخيرة من طرف كل من محمد دحو والخير شوار ومحمد رابحي وسعيد حمودي ورجاء الصديق، كما سجل في الكتاب قراءات في تجربته الأدبية والشعرية كتبها كل من أحمد دوغان من سوريا وعمر العسري من المغرب
وعلاوة كوسة وبلقاسم بن عبد الله من الجزائر تناولت كلّها مسارات الحركة الشّعرية الجزائرية. ويعد هذا الإصدار الجديد العنوان الخامس عشر في قائمة إصدارات هذا الشّاعر والإعلامي غزير الإنتاج الأدبي، والتي انطلقت بقسنطينة سنة 1977 بصدور روايته الأولى «الأكواخ تحترق»، تلتها مجموعته الشعرية الأولى «فصول الحب والتحول» في عام 1982 عن المؤسسة الوطنية للكتاب قبل أن تتوالى الإصدارات الشّعرية والرّوائية والنّصوص السّاخرة للكاتب على غرار
«اللّصوص المحترمون» و»عودة حمار الحكيم»، الذي سيصدر جزءه الثاني بعد أسابيع قادمة في طبعة ثالثة أنيقة عن دار الوطن بالعلمة (سطيف) لصاحبها الروائي كمال قرور. وكان آخر مؤلف لمحمد زتيلي قد صدر سنة 2016 من خلال كتابين في كتاب واحد بعنوان «في الثقافة والديمقراطية», كما يتوفر محمد زتيلي حاليا على عناوين إبداعية أخرى تحت الطبع في مجالات الكتابة الساخرة و الشعر و قصص الأطفال.